تقرير CNN: خطة إسرائيل لاحتلال غزة تُحاصر السكان
80% من أراضي القطاع أصبحت مناطق عسكرية أو خاضعة للإخلاء
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

خطة إسرائيل لاحتلال غزة تُحاصر السكان.. كشفت شبكة CNN الأميركية، في تقرير موسّع نُشر اليوم، عن تفاصيل ما وصفتها بـ”خطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة“، مشيرة إلى أن هذه الخطة لا تترك سوى هامش ضئيل للفلسطينيين للتحرك أو البقاء داخل القطاع، مع تحويل ما يقرب من 80% من مساحته إلى مناطق عسكرية مغلقة أو مناطق أُجبر سكانها على الإخلاء.
تحويل غزة إلى منطقة خاضعة للسيطرة العسكرية
وفقًا لتقرير الشبكة، ومنذ 18 مارس/آذار الماضي، صنفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الجزء الأكبر من أراضي غزة كمناطق مغلقة، وذلك إما بفرض أوامر إخلاء أو بتحويلها إلى مناطق عمليات عسكرية. ويجري تطبيق هذه السياسات بالتزامن مع عمليات هدم ممنهجة للمنازل والمنشآت، وفرض قيود صارمة على التحرك، ما أدى إلى تضييق الخناق على السكان وتقييد حركتهم بشكل غير مسبوق.
ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي أن هدفه من هذه العمليات هو “القضاء على حماس وتحرير الأسرى”، أدلى وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بتصريحات علنية قال فيها إن “الهدف النهائي هو السيطرة الكاملة على قطاع غزة”.
تقسيم غزة إلى “مربعات” عسكرية
أشارت CNN إلى أن إسرائيل أنشأت أربعة ممرات رئيسية داخل القطاع—هي ممر مفالسيم، وممر نتساريم، وممر كيسوفيم، وممر موراج—وهي ممرات تفصل أجزاء غزة إلى مربعات أمنية تتيح للجيش فرض سيطرته المباشرة على كل منها. وقد تم تدمير معظم البنية التحتية والمزارع والمباني الواقعة على امتداد هذه الممرات.
حصار البحر… وتجريف الحدود
لم يقتصر التضييق على اليابسة فقط؛ فقد منعت قوات الاحتلال بشكل شبه كامل الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، ووفقًا للأمم المتحدة، تم تدمير غالبية قوارب الصيد، في حين اضطر الصيادون إلى العمل من على بعد أمتار قليلة من الشاطئ، وسط مخاطر متزايدة.
أما المناطق الحدودية، فقد تحوّلت إلى “منطقة عازلة” بعمق يتراوح بين 2 و3 كيلومترات داخل أراضي غزة، حيث قامت الجرافات الإسرائيلية بهدم واسع للمنازل والمصانع والأراضي الزراعية، تحت ذريعة “حماية أمن السكان الإسرائيليين”.
خطة إسرائيل لاحتلال غزة تُحاصر السكان
أوامر إخلاء جماعية وتشريد واسع
منذ منتصف مارس، أصدر جيش الاحتلال 31 أمر إخلاء شملت مناطق واسعة في غزة، ما أدى إلى نزوح نحو 600 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة، في حين أشارت تقارير محلية إلى أن بعض العائلات هجّرت ما لا يقل عن 19 مرة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
في الجنوب، وبعد أن أُجبر سكان الشمال على الفرار إليه، عاد الجيش وأصدر أوامر بإخلاء معظم مناطق خان يونس ورفح، مطالبًا المدنيين بالتوجه إلى “المنطقة الإنسانية” في المواصي، تحضيرًا لهجوم عسكري واسع، مما ضاعف من حجم الكارثة الإنسانية.
انهيار المنظومة الصحية… والمساعدات لا تصل
بحسب بيانات أممية أوردها التقرير، فإن 93% من سكان غزة يعانون من أزمة غذائية حادة، ولا تعمل سوى 10% من المرافق الطبية بطاقتها الكاملة، فيما تعمل 33% فقط جزئيًا. كما أن 70% من البنية التحتية للمياه تقع في مناطق خاضعة لقيود الاحتلال، ما يعرقل بشكل كبير إيصال المساعدات الإنسانية.
في نهاية أبريل، أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء مستشفى العودة في جباليا، وهو آخر مستشفى نشط في شمال غزة، ما يعني فعليًا أن المنطقة أصبحت بلا أي منشأة طبية فاعلة.
تحذيرات من كارثة إنسانية جديدة
حذّر عمال الإغاثة في جنوب القطاع من أن قدرتهم على استيعاب المزيد من النازحين أصبحت شبه معدومة، في ظل نقص الإمكانيات وغياب الممرات الإنسانية الفعالة، وسط مخاوف من تدفق جديد للمهجّرين نتيجة التصعيد العسكري المتوقع في الجنوب.






