دلياني: الاحتلال وظَّف عدوانه على إيران لتعزيز البنية الأمنية الاستعمارية في الضفة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح: “الخنق الميداني الذي تفرضه دولة الاحتلال على الضفة الغربية المحتلة منذ بدء حربها الابادية في غزة، والذي تم تشديده خلال فترة العدوان على ايران، هو تجسيد لمنظومة حكم استيطاني استعماري محكمة تُعيد هندسة الجغرافيا الفلسطينية بهدف تفكيك المجتمع وتجفيف مقومات صموده وتطهيره عرقياً.” وأضاف: “ما نشهده هو تطبيق عملي لأيدولوجيا استعمارية ترتكز على تحويل شعبنا إلى جزر بشرية معزولة ومحاصرة، تُدار حياتها عبر بوابات حديدية ونقاط تفتيش، وتُقاس مسافاتها بكمّ الحواجز لا بالكيلومترات.”
واضاف القيادي الفتحاوي انه في أعقاب العدوان الإسرائيلي على إيران، صعّدت قوات الاحتلال من سياسة الإغلاق والتقييد في الضفة الغربية المحتلة، حيث تم تفعيل أكثر من ٩٥٠ حاجزاً ونقطة تفتيش خلال ٢٤ ساعة، في مشهد يؤكد أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لا تنتظر التصعيد الإقليمي لتبتدع القمع، بل تستثمره لتعميق مشروعها الاستعماري، وتحويل القرى والمدن الفلسطينية إلى معازل تخضع لسيادة الحديد والنار.
وتابع دلياني: “ثمانون شظية صاروخية تساقطت خلال اول يومين فقط من العدوان الاسرائيلي على ايران في مناطق سكنية فلسطينية بالضفة المحتلة بما فيها الخاضعة للسيطرة الأمنية الاسرائيلية، مسببة حرائق وبثّ رعب في نفوس العائلات المحاصرة، في ظل غياب كامل لأي بنية دفاع مدني، مقابل تحصينات مُحكمة في المستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية، وهذا التفاوت يعكس بنية أبارتهايد متكاملة.”
واعتبر المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح أن الصمت الدولي أمام هذه الممارسات هو مساهمة فعلية في ترسيخ واقع الضمّ الزاحف، وتحويل آليات القمع إلى أدوات سيادة أمر واقع تُمأسس للمزيد من سياسات الفصل العنصري وتُحاكي مفردات التطهير العرقي بمفهومه الجغرافي والبشري.