قلق إسرائيلي من نموذج توزيع المساعدات في غزة بإشراف العائلات والعشائر

شهدت مدينة غزة وشمال القطاع اليوم تحولاً لافتاً في آلية توزيع المساعدات، مع بدء العمل بنموذج جديد تم تحت إشراف العائلات والعشائر، وسط ارتياح شعبي واسع، ومخاوف إسرائيلية متزايدة.

فقد تمكنت عدة عائلات وعشائر فلسطينية من تأمين دخول شاحنات المساعدات الدولية إلى مخازن المنظمات في غزة والشمال، وضمان توزيعها بشكل منظم للمواطنين دون تعرضها للسرقة أو الفوضى، وذلك للمرة الأولى منذ أشهر.

وتم التوزيع بحضور عدد من الوجهاء والمخاتير، فيما وصلت رسائل نصية إلى آلاف المواطنين تدعوهم للتوجه إلى نقاط التوزيع لاستلام مساعدات تشمل أكياس دقيق وطرود غذائية، في خطوة لاقت ترحيباً شعبياً.

هذا التطور أثار غضب الحكومة الإسرائيلية، التي سارعت إلى اتهام حركة “حماس” بالسيطرة على المساعدات، حيث وجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الجيش بإعداد خطة عاجلة خلال 48 ساعة لمنع ما وصفه بـ”وصول المساعدات للحركة”.

وفي ردها، أكدت حركة “حماس” أن إسرائيل تواصل ارتكاب جرائم حرب بحق الفلسطينيين، متهمة جيش الاحتلال بسرقة ونهب المساعدات، بهدف زيادة معاناة السكان. ووصفت الحركة تصريحات نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش بشأن “سيطرة حماس” على المساعدات بأنها “محض أكاذيب” تهدف لتبرير الحصار ومنع الإغاثة.

وطالبت “حماس” الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بإعلان موقف صريح يدين هذه السياسات، وفضح “جريمة التجويع الممنهجة” التي تمارسها إسرائيل ضد سكان القطاع.

وفي المقابل، شهد جنوب القطاع حالة مغايرة، حيث أفادت مصادر محلية بسيطرة مجموعات مسلحة تتبع لعائلات معروفة على المساعدات في مناطق تقع ضمن نطاق سيطرة جيش الاحتلال، ما أعاد مشاهد الفوضى والنهب.

وطالب المواطنون بتطبيق نموذج شمال غزة على الجنوب، لضمان توزيع المساعدات بعدالة، ومنع التلاعب بها أو بيعها بأسعار باهظة في السوق السوداء.