ثابت

دوامة المساعدات والوجود العسكري الإسرائيلي تُعيق اختراقًا سياسيًا

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

رغم الزخم الدولي والجهود الأميركية المكثفة لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، ما تزال المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة تواجه طريقًا مسدودًا، وسط تعقيدات ميدانية وسياسية أبرزها ملف المساعدات الإنسانية والوجود العسكري الإسرائيلي داخل القطاع.

وأكدت مصادر دبلوماسية متطابقة، مساء الإثنين، أن جولة جديدة من المفاوضات انتهت دون تحقيق أي اختراق يُذكر، رغم استمرار ما وُصف بـ”الحوار المكوكي” عبر الوسطاء. ووفق مسؤول فلسطيني تحدث لـ”فرانس برس”، فإن اللقاءات الصباحية “انتهت دون تقدم”، على أن تُستأنف مساء اليوم في محاولة لتقليص فجوة الخلافات المتبقية.

العقبات الجوهرية: المساعدات والسيادة

وأشارت مصادر قريبة من غرف التفاوض إلى وجود خلافين رئيسيين يعطلان التقدم:

قناة واتس اب الخامسة للأنباء
  1. المساعدات الإنسانية: ترفض إسرائيل إدخال المساعدات إلى غزة بحرية كاملة، وتصرّ على إبقاء الآلية الحالية الخاضعة لإشرافها العسكري، وهو ما تعتبره حماس خنقًا متعمّدًا للمدنيين ومساسًا بمصداقية أي تهدئة.

  2. الوجود العسكري الإسرائيلي: تتمسك إسرائيل بالحفاظ على قواتها في مناطق موراغ وصلاح الدين ومدينة رفح جنوب القطاع خلال فترة الهدنة، فيما ترى حماس في ذلك انتهاكًا للسيادة ومخالفة جوهرية لفكرة التهدئة.

الموقف الإسرائيلي والأميركي

وفيما نفت تل أبيب رسميًا فشل الجولة الحالية، أكد مسؤول إسرائيلي رفيع أن “فريق التفاوض لا يزال يعمل في الدوحة”، مشيرًا إلى أن المحادثات مستمرة، لكنه اعترف ضمنًا ببطء التقدم. كما نقلت هيئة البث “كان 11” عن مصدر مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحذيره من أن “غياب ضغط أميركي حاسم قد يؤدي إلى انهيار جهود التهدئة هذا الأسبوع”.

في المقابل، شددت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت على أن ملف الرهائن “لا يزال أولوية للرئيس الأميركي دونالد ترامب”، معلنة أن المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف سيتوجه إلى الدوحة في الساعات المقبلة لاستئناف المشاورات مع الجانبين.

تحركات دبلوماسية في واشنطن

في السياق ذاته، وصل نتنياهو إلى العاصمة الأميركية فجر الإثنين، وعقد سلسلة لقاءات رفيعة تشمل الرئيس ترامب، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث ويتكوف. وتهدف المحادثات، بحسب “كان 11″، إلى “بلورة خارطة طريق لإنهاء الحرب دون السماح لحركة حماس بالبقاء في السلطة داخل القطاع”.

تطورات موازية وتفاؤل مشروط

وكان الرئيس ترامب قد قال خلال مؤتمر صحفي مساء الأحد إن “هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق”، مشيرًا إلى أن “عددًا من الرهائن أُفرج عنهم بالفعل، ونتوقع إطلاق دفعة جديدة هذا الأسبوع”. ومع ذلك، شدد مسؤولون أميركيون على أن الحديث عن تقدم فعلي لا يزال “مبكرًا”، في ظل تعقيد المشهدين الأمني والسياسي، واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى