بريطانيا تهدد بفرض عقوبات إضافية على إسرائيل إذا لم يتحقق وقف إطلاق النار في غزة قريباً

وجّه وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، تحذيراً شديد اللهجة لإسرائيل، ملوّحاً بفرض عقوبات إضافية في حال عدم التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، في تصعيد ملحوظ لموقف لندن تجاه الحكومة الإسرائيلية على خلفية الحرب المستمرة منذ أكثر من 21 شهرًا .

وفي جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، قال لامي إن “استمرار الوضع الحالي في غزة لا يُحتمل”، مؤكداً أن الحكومة البريطانية لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تتفاقم الكارثة الإنسانية، وتُسجّل انتهاكات مستمرة للقانون الدولي.

وأوضح وزير الخارجية أن بلاده “تسعى بكل السبل إلى إنهاء الحرب”، وأنها “تستخدم أدوات الضغط المتاحة”، مشيراً إلى أن العقوبات تبقى خياراً مطروحاً بجدية إذا لم تُظهر الحكومة الإسرائيلية التزاماً ملموساً باتجاه التهدئة.

وكانت بريطانيا قد فرضت في وقت سابق عقوبات على اثنين من الوزراء الإسرائيليين المتطرفين في حكومة بنيامين نتنياهو، وذلك بسبب تورطهم في التحريض على العنف وانتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، في خطوة اعتُبرت غير مسبوقة من لندن تجاه تل أبيب.

وتأتي تهديدات لندن في ظل تصاعد الضغوط الأوروبية والدولية على إسرائيل لدفعها نحو اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في غزة، بالتوازي مع المفاوضات الجارية حالياً في العاصمة القطرية الدوحة بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية.

وفي الوقت الذي تتهم فيه منظمات دولية إسرائيل بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين في غزة، تتصاعد الأصوات داخل البرلمان البريطاني وخارجه للمطالبة بوقف تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية لتل أبيب، في حال استمرت العمليات العسكرية دون ضوابط.

ويُنظر إلى موقف لامي على أنه تحول ملحوظ في لهجة الحكومة البريطانية، التي كانت تقليدياً أكثر حذراً في انتقاد إسرائيل، مما يعكس اتساع الفجوة بين حكومة نتنياهو والعديد من حلفائه التقليديين في الغرب.