تقاريرثابت

مكملات غذائية في خيام النزوح: دعمٌ مؤقت لا يسد رمق الأطفال الجوعى في غزة

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

مكملات غذائية في خيام النزوح.. تقرير خاص 

بين خيام النزوح التي تنتشر في منطقة المواصي جنوب خانيونس، تقف الطفلة ليان (11 عامًا) أمام بسطة صغيرة تبيع أكياس المكملات الغذائية، في محاولة يائسة للحصول على جرعة حياة وسط مجاعة تحاصر أطفال غزة منذ أشهر.

رغم أن ما تحمله من نقود لا يكفي لشراء “الكيس الأحمر” المخصص لعلاج سوء التغذية، فإن ليان لم تيأس. فاوضت البائع، وهو طفل مثلها، حتى نالت كيسًا بسعر مخفّض بعد جهدٍ طويل، لتتقاسمه مع إخوتها الثلاثة الذين لم يتذوقوا أي نوع من الحلوى أو الأغذية المدعمة منذ شهور.

الأطفال في غزة.. بين الجوع والفيتامينات

تعيش آلاف العائلات الفلسطينية النازحة ظروفًا إنسانية قاسية في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، وسط مجاعة متفاقمة وحرمان شبه تام من الغذاء الطازج، بما في ذلك الحليب والخضروات والفواكه. في ظل هذا الواقع المأساوي، تحولت المكملات الغذائية النادرة إلى بارقة أمل مؤقتة، لا تكفي لسد رمق الأطفال الذين يواجهون خطر سوء التغذية الحاد

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

أنواع المكملات الغذائية في غزة

تشير التقارير الطبية إلى وجود نوعين رئيسيين من المكملات الغذائية التي تدخل إلى قطاع غزة:

  • الكيس الأحمر:
    وهو غذاء علاجي جاهز للأكل، مخصص للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية المتوسط أو الحاد، يحتوي على 50 سعرة حرارية، ويوصف ضمن إشراف طبي دقيق.

  • الكيس الأصفر:
    يصنّف ضمن المثبتات الغذائية، يُعطى للأطفال من عمر 6 أشهر حتى 5 سنوات، إضافة إلى الحوامل والمرضعات، ويُستخدم للوقاية من سوء التغذية وليس للعلاج.

ورغم أهمية هذه المكملات، إلا أنها لا تشكل بديلًا عن الغذاء الطبيعي. تقول إيمان أبو النور، وهي أم لثلاثة أطفال:
“هذه الأكياس مجرد مسكنات مؤقتة، لا تغني عن الحليب أو الطعام الحقيقي. أطفالي يزدادون ضعفًا يومًا بعد يوم.”

تحذيرات طبية: المكملات ليست بديلاً عن الغذاء الحقيقي

من جانبه، يوضح أخصائي التغذية محمد منصور أن هذه المكملات تحتوي على مجموعة من الفيتامينات والمعادن الأساسية، وتساهم جزئيًا في سد الفجوة الغذائية. لكنه يؤكد أن الاعتماد الكلي عليها أمر غير صحي، وقد يؤدي إلى مضاعفات مثل التلبكات المعوية والحساسية.

ويضيف:
“في حال ظهور أعراض تحسسية كالحكة أو البثور الجلدية، يجب وقف استخدام المكمل فورًا والتوجه لأقرب مركز طبي.”

وشدد منصور على أن الأطفال دون سن الخامسة، والنساء الحوامل والمرضعات، هم الفئات الأكثر تضررًا من انعدام الأمن الغذائي في القطاع، مطالبًا بتوفير الأغذية الطبيعية فورًا كأولوية صحية وإنسانية.

مكملات غذائية في خيام النزوح

كارثة صحية مرتقبة بسبب نقص الحليب

في السياق ذاته، حذر الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال والولادة في مستشفى ناصر، من “كارثة صحية تلوح في الأفق” نتيجة نفاد حليب الأطفال بشكل كامل من المستشفيات.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع إدخال الحليب والمستلزمات الغذائية الأساسية، ما يهدد حياة الرضّع ويضاعف من أزمة سوء التغذية الحاد في القطاع.

منظمة الصحة العالمية: المكملات ليست حلًا دائمًا

في تصريحات سابقة، شددت منظمة الصحة العالمية (WHO) على أن المكملات الغذائية يجب ألا تُستخدم كبديل عن الطعام الطبيعي، بل كمساعد مؤقت في بيئات غذائية متكاملة. وهو شرط مفقود حاليًا في غزة المحاصرة، حيث لا غذاء ولا دواء.

غذاء الأطفال في غزة.. أزمة تتطلب تدخلًا عاجلًا

بين أكياس المكملات المتواضعة التي تتقاسمها الطفلات تحت خيام النزوح، وبين صرخات المستشفيات التي تعاني من نفاد الحليب، يقف أطفال غزة على شفير مجاعة حقيقية.
المكملات الغذائية، رغم أهميتها، ليست سوى “بلاستر” فوق جرح مفتوح، لا يُغني عن وجبة ولا ينقذ مستقبلًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى