ميدل إيست آي: خطة إسرائيلية لتفتيت المنطقة قد توحّد الشعوب العربية ضدها
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

أكد موقع Middle East Eye البريطاني أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تعد تخوض صراعًا مع الفلسطينيين أو السوريين فقط، بل تواجه حالة رفض إقليمي متصاعدة، إذ بدأت شعوب ودول المنطقة ترى في السياسات الإسرائيلية العدوانية تهديدًا وجوديًا يستدعي التكاتف والمواجهة المشتركة.
وأوضح الموقع أن تصاعد العدوان في غزة، وتكرار الغارات على دمشق، والتدخلات المستمرة في شؤون دول الجوار، يكشف عن استراتيجية إسرائيلية شاملة تهدف إلى تفتيت المنطقة، لكنها قد تؤدي في النهاية إلى توحيدها ضد الاحتلال.
وأشار الموقع إلى أن حرب الإبادة في غزة، والقصف المتكرر على دمشق، والتدخل المستمر في شؤون الدول العربية، يعكس جميعها نهجًا استعماريًا لا ينتج سوى الاستياء، ويعزز وحدة متصاعدة ضد الاحتلال. ففي ظل عدوان مفتوح، تبرز المقاومة كخيار مشترك وأداة قوة جديدة لا يمكن تجاهلها.
العدوان الإسرائيلي على سوريا: تنفيذ لعقيدة تفتيت ممنهجة
الغارة الأخيرة التي استهدفت وزارة الدفاع السورية في قلب العاصمة دمشق لم تكن عملية عسكرية عابرة، بل جاءت في سياق عقيدة استراتيجية هدفها الأساسي تفكيك دول المنطقة، عبر إشعال التوترات وتوسيع رقعة الإرهاب.
القصف استهدف مواقع رمزية شديدة الحساسية، من وزارة الدفاع إلى القصر الرئاسي، ليبعث برسالة واضحة أن الاحتلال لا يتوانى عن استخدام القوة لإذلال خصومه وكسر إرادتهم.
تذرعت إسرائيل بحماية الأقليات في سوريا، ولكن الموقع شدد على أن هذه الذريعة ضعيفة، ولا تنفصل عن خطة إسرائيلية واسعة لتقسيم المنطقة إلى كانتونات متناحرة، عبر تقويض الدولة الوطنية في كل من سوريا، ولبنان، وفلسطين، وسواها.
غزة: معسكر إبادة مفتوح
أما في غزة، فالوضع أكثر مأساوية. أكثر من 60 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، خلال 11 أسبوعًا من الحصار والقصف والتجويع. البنية التحتية دُمّرت بنسبة 80%، فيما لا تزال آلة القتل تعمل بلا توقف.
يشير التقرير إلى أن هذه الحرب ليست مجرد صراع على الأرض، بل هي مشروع طويل الأمد لبناء “معسكر اعتقال مفتوح”، يقتل فيه المدنيون وتُسحق فيه الكرامة الوطنية.
عقيدة التفكيك من بن غوريون إلى سموتريتش
سياسات الاحتلال الحالية ليست وليدة اللحظة، بل استمرار لعقيدة وضع أسسها بن غوريون وإيلياهو ساسون منذ تأسيس الكيان، تقوم على تفكيك الدول العربية من الداخل، عبر تغذية الانقسامات الطائفية والعرقية.
وقد عبّر قادة الاحتلال عن هذه الرؤية صراحة؛ فجدعون ساعر أعلن أن “سوريا الموحدة” فكرة غير واقعية، فيما اعتبر المحاضر العسكري رامي سيماني أن سوريا “مصطنعة ويجب تقسيمها”، بينما دعا سموتريتش لتهجير مئات آلاف الفلسطينيين وتقسيم سوريا بالكامل.
رسائل القصف تتجاوز الأهداف العسكرية
القصف الإسرائيلي على ساحة الأمويين ومواقع رمزية في دمشق هدفه الأساسي ليس عسكريًا، بل نفسي وإعلامي؛ محاولة لزرع الخوف، وإظهار تفوق الاحتلال، وتشويه صورة الدولة السورية، وكل ذلك ضمن استراتيجية تهدف لإعادة تشكيل خريطة المنطقة على مقاس الاحتلال.
النتيجة العكسية: وحدة في وجه التفتيت
ختم الموقع البريطاني بتحذير واضح: سعي إسرائيل إلى فرض هيمنتها الإقليمية يدفع نحو نتيجة عكسية. فبدلاً من ترسيخ السيطرة، تولّد سياساتها توحيدًا متزايدًا في الوعي العربي. جرائم الاحتلال في غزة ودمشق وحّدت مشاعر الغضب الشعبي، وخلقت وعيًا مشتركًا يرفض مشاريع التقسيم والهيمنة.
وفي وقت تحاول فيه إسرائيل تفكيك الدول العربية، بدأت الشعوب تدرك أن معركتها لم تعد فقط ضد الاحتلال في فلسطين، بل دفاع عن سيادتها ووجودها كأمم. والأفق السياسي الجديد يحمل فرصة لتشكيل مقاومة عربية موحدة، تكون قادرة على قلب موازين المعادلة وفرض واقع إقليمي جديد على أنقاض مشروع التفتيت.