تقرير: إسرائيل تجمّد مشروع “المدينة الإنسانية” في رفح وسط غياب استراتيجي واضح

أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، نقلاً عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع، بأن الحكومة الإسرائيلية قررت تجميد مشروع إقامة “المدينة الإنسانية” على أنقاض مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهو المشروع الذي كان يُروَّج له كمخطط لاستيعاب مئات آلاف الفلسطينيين تمهيدًا لتهجيرهم من القطاع.

وأوضح التقرير أن القرار يعكس غياب رؤية استراتيجية بعيدة المدى لدى القيادة الإسرائيلية بشأن مستقبل غزة، مشيرًا إلى أن نقاشات سياسية منذ مارس/آذار الماضي كشفت افتقار الحكومة لخطة مركزية واضحة، تمامًا كما حدث في نوفمبر 2023 عندما تم تأجيل خطة “القضاء على حماس” دون قرارات تنفيذية.

ووفق التقرير، فإن المبادرة التي طرحت الشهر الماضي لإنشاء ما سُمي بـ”المدينة الإنسانية” تم دفنها أيضًا، إذ لم يتم اتخاذ أي خطوات فعلية لتنفيذها، ما يؤكد تراجعًا واضحًا في المشروع الذي أثار جدلًا واسعًا داخليًا وخارجيًا.

وأكد المصدر الأمني للصحيفة أن “لا توجد خطة بديلة، ولا قرار بالمضي في المشروع”، لافتًا إلى أن الحكومة كانت تعوّل على إبرام صفقة تبادل رهائن تتضمن انسحابًا من جنوب القطاع، لكن ذلك لم يتحقق، ليتحول المشروع إلى مجرد فكرة تم التخلي عنها.

ضغوط دولية واستجابة إسرائيلية

وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن إسرائيل باتت تُظهر مرونة سياسية متزايدة تحت الضغط الدولي، حيث وافقت مؤخرًا على إدخال أكثر من 20 ألف طن من المساعدات الغذائية أسبوعيًا إلى قطاع غزة، بالتوازي مع استمرار عمليات الإنزال الجوي بمشاركة طائرات إماراتية وأردنية.

وبحسب المزاعم الإسرائيلية، لا توجد ضمانات تمنع وصول هذه المساعدات إلى عناصر من حركة حماس، وهو ما تطرحه حكومة الاحتلال كجزء من مبرراتها للقيود المفروضة على إدخال الإغاثة.