الرئيسيةطوفان الأقصى

خطة “الاستيلاء الكامل”.. الكشف عن المراحل الثلاث لاحتلال مدينة غزة

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الكشف عن المراحل الثلاث لاحتلال مدينة غزة.. في تحول دراماتيكي بمسار الحرب على غزة، صادق المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في إسرائيل (الكابينت)، فجر الجمعة، على خطة وُصفت بأنها “الأكثر حسماً” منذ بدء الحرب، وتقضي بالسيطرة الكاملة على مدينة غزة، أكبر مدن القطاع.

ورغم تجنب القرار استخدام كلمة “احتلال”، مفضلًا مصطلح “السيطرة” أو “الاستيلاء” لأسباب قانونية تتعلق بالمسؤولية تجاه السكان المدنيين، إلا أن مسؤولين إسرائيليين أكدوا أن الخطة هي عملياً احتلال تدريجي للمدينة.

ثلاث مراحل للاجتياح الكامل:

كشفت وسائل إعلام عبرية، من بينها يديعوت أحرونوت والقناة 12، أن خطة السيطرة تتضمن ثلاث مراحل رئيسية:

  1. المرحلة الأولى: إدخال مساعدات إنسانية واسعة النطاق إلى المدينة، بهدف امتصاص ردود الفعل الدولية وتأمين احتياجات السكان في مناطق القتال.

    قناة واتس اب الخامسة للأنباء
  2. المرحلة الثانية: تهجير سكان مدينة غزة إلى جنوب القطاع والمخيمات الوسطى، على أن يُستكمل الإجلاء بحلول 7 أكتوبر/تشرين الأول 2025، في موعد وصفه البيان بـ”الرمزي”.

  3. المرحلة الثالثة: فرض حصار خانق على مدينة غزة، يتبعه دخول بري مباشر للجيش الإسرائيلي وفرض سيطرة ميدانية كاملة، ضمن مسعى لـ”هزيمة حماس”.

مصدر رفيع في الجيش الإسرائيلي أوضح لشبكة CNN أن الخطة تشمل تهجير نحو مليون فلسطيني من مدينة غزة، سيتم تجميعهم في مخيمات إيواء جنوب القطاع، في مشهد يعيد إلى الأذهان نكبات تاريخية سابقة.

انقسام داخل الكابينت:

شهد الاجتماع الذي استمر حتى فجر الجمعة، أجواء متوترة. ووفقًا لتسريبات “يديعوت أحرونوت”، فقد عارض رئيس الأركان إيال زامير الخطة بشدة، مقدمًا بديلًا يقتصر على تطويق المدينة دون اجتياحها، لكنه قوبل برفض شديد من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء بارزين.

ونقل عن زامير قوله خلال الجلسة:

“لا توجد لدينا إجابة لمصير مليون نازح… وإذا كانت استعادة المخطوفين غير ممكنة في ظل الخطة، فاشطبوها من أهداف الحرب”.

أما نتنياهو، فردّ على زامير بقوله:

“الخطة التي قدمتها لن تُجدي نفعًا في إعادة المختطفين. ما أقررناه الآن سيُحقق أهداف الحرب بفعالية أكبر”.

المبادئ الخمسة لإنهاء الحرب:

وأشار بيان صادر عن مكتب نتنياهو إلى أن الكابينت تبنى “المبادئ الخمسة لإنهاء الحرب”، وهي:

  1. القضاء على قدرات حماس العسكرية.

  2. إعادة جميع الأسرى والمخطوفين – أحياء وأموات.

  3. نزع سلاح قطاع غزة بالكامل.

  4. فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة.

  5. تشكيل حكومة مدنية بديلة غير تابعة لحماس أو السلطة الفلسطينية.

غياب ملف الأسرى:

ورغم الطابع التصعيدي للخطة، لم يُشر القرار إلى أي نية لعقد صفقة تبادل أسرى، في وقت نقلت فيه صحيفة نيويورك تايمز تقديرات إسرائيلية بأن استكمال السيطرة على قطاع غزة بالكامل قد يستغرق شهوراً، فيما قد يتطلب فرض إدارة طويلة الأمد مشابهة للضفة الغربية نحو خمس سنوات من الصراع المستمر.

معارضة داخلية محدودة:

صوّت بتسلئيل سموتريتش ضد القرار بجميع بنوده، بينما وافق إيتمار بن غفير على اجتياح المدينة، لكنه عارض إنشاء مراكز إغاثة إضافية أو تسهيل دخول المساعدات، معتبرًا أن هذه الإجراءات تعيق تحقيق النصر.

خلاصة المشهد:

إسرائيل تُقدم على احتلال تدريجي لمدينة غزة، وفق خطة ممرحلة تبدأ بالمساعدات وتنتهي باجتياح بري مباشر. وبينما تبرز التحفظات من بعض المسؤولين، يُصر المستوى السياسي والعسكري على أن هذه الخطة هي السبيل الوحيد لتحقيق “نصر استراتيجي” وإنهاء حكم حماس.

مع اقتراب الموعد الحاسم في أكتوبر، يُرسم مشهد ميداني وإنساني غامض لمستقبل أكثر من مليون فلسطيني ينتظرون ما ستؤول إليه هذه الخطوة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى