مقالات الخامسة

اجتماع الفصائل وحضور المشهراوي: فرصة أم خلاف جديد؟

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

اجتماع الفصائل وحضور المشهراوي.. الدكتور مروان الأغا “نائب رئيس جامعة الأزهر بغزة السابق”

اجتمعت الفصائل الفلسطينية في القاهرة، في ظل حرب طاحنة تحرق غزة وتستنزف أهلها. لقاءٌ جاء في ظرف استثنائي، يفرض على الجميع مسؤولية تاريخية لإنهاء المأساة وفتح أفق جديد لشعبنا.

حضور الأخ سمير المشهراوي أثار جدلًا واسعًا بين مؤيد ومعارض:

المؤيدون اعتبروا وجوده إضافة مهمة، استنادًا إلى:
• سعيه المعروف للتنسيق من أجل وقف الحرب والتخفيف عن معاناة الناس.
• دور “التيار” البارز في الإغاثة والمساعدة، بدعم مباشر من الإمارات، كفصيل وحيد تواجد ميدانيًا بين الناس في أصعب الظروف.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

المعارضون – ومعظمهم من أبناء حركة فتح المناهضين لحماس والموالين للشرعية – رأوا أن جلوسه مع فصائل تسببت في الحرب وما زالت تراوغ أمر غير مقبول، متسائلين: كيف يجلس معهم؟ وكيف يشارك في مشهد يضم من يتحملون مسؤولية الكارثة؟

من وجهة نظري، علينا مغادرة مربع الاتهامات الضيقة. المعركة الحقيقية اليوم ليست في تبادل اللوم، بل في توحيد الموقف للهجوم السياسي على حماس حتى تتخلى عن عنادها وغرورها، وتدرك أن الوطن لا يمكن أن يُدار بعقلية الحزب.
كنت أتمنى أن يحضر وفد رسمي من حركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ليجلس على رأس الطاولة، يدير الاجتماع ويطرح خارطة طريق قوية تخاطب حماس بما لم تسمعه من قبل، وتمنعها من الانفراد بمساحة سياسية أكبر من حجمها، أو الحديث باسم الشعب الفلسطيني.

قرار الرئيس بالعفو وإنهاء قرارات الفصل عن من اتخذت بحقهم اجراءات فصل من الحركة، يمثل فرصة لإعادة ترتيب البيت الفتحاوي وفتح صفحة جديدة تعزز وحدة الصف. ومن الطبيعي أن تحضر فتح ممثلة باللجنة المركزية مثل هذه الاجتماعات، فهي قد جلست مع هذه الأطراف في الصين والعلمين والجزائر ولبنان والقاهرة مرارًا.

اليوم، المطلوب هو تضافر الجهود من كل الاتجاهات لوقف الحرب، وإنزال حماس من على الشجرة لتغيب عن المشهد، وإغلاق صفحة الانقسام، والانطلاق نحو بناء نظام سياسي فلسطيني موحد، قائم على المعايير الوطنية، وقادر على حماية شعبنا من التشرذم والضياع.

غزة تستحق منا أن نعلو فوق الخلافات، وأن نضع دماء الشهداء وآهات الأطفال فوق أي حسابات فصائلية ضيقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى