ما بين الاعتراف بالدولة الفلسطينية وقيامها بالفعل
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

بقلم د إبراهيم ابراش
التحرك الدولي الشعبي وعلى مستوى الحكومات في اتجاه الاعتراف بدولة فلسطينية واحتمال وصول عدد الدول المعترفة إلى أكثر من ١٦٠دولة، بما فيها دول غربية كانت دوماً تربطها علاقة تحالف استراتيجي مع اسرائيل، مع زيادة عزلة اسرائيل دولياً، يعتبر وبالرغم مما يعتري هذه الاعترافات أو بعضها من التباس واشتراطات وما يجري ميدانياً في الضفة وغزة، إلا أنه تحوُل استراتيجي لصالح عدالة القضية الفلسطينية، وذلك للأسباب التالية:
١- إعادة التأكيد على حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره الوطني السياسي وهو قرار أممي صدر في عام ١٩٧٤.
٢- سقوط الرواية الصهيونية حول نفي وجود شعب فلسطيني والزعم أنه لا وجود لدولة فلسطينية.
٣- عودة القضية الفلسطينية كقضية سياسية لشعب يناضل من أجل تقرير مصيره الوطني وليس مجرد قضية إنسانية، وكما تحاول تل ابيب وواشنطن الآن.
٤- قطع الطريق على مخطط اسرائيل لقيام دولة يهودية خالصة في فلسطين ما بين البحر والنهر وبالتالي أوهام اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات.
٤- فقدت اسرائيل أهم أوراق قوتها الناعمة وهي روايتها وصورتها في الغرب والتي تقوم على المظلومية التاريخية التي تعرض لها اليهود وخصوصاً الهولوكوست وصورتها كدولة ديمقراطية وجيشها الأكثر أخلاقية بين شعوب المنطقة الخ ، حيث الجيل الحالي في الغرب لا يعرف عن اسرائيل ويهود اليوم ولا يشاهد إلا المجازر والدمار والتجويع التي يرتكبونها في قطاع غزة.
بالرغم من كل ذلك يجب عدم المبالغة في المراهنة على هذه التحولات المهمة وكأن الدولة الفلسطينية ستقوم غداً وسينال الشعب الفلسطيني حريته في المدى القريب.
ما جرى ويجري من تحولات يقربنا من الهدف ولكنه ليس الهدف النهائي، وما زال هناك كثير من التحديات أهمها:
١- استمرار الاحتلال واستمرار حرب الإبادة في غزة والضفة دون أي اعتبار للعالم والشرعية الدولية.
٢- الالتباس الذي يكتنف حل الدولتين سواء من حيث حدودها وسيادتها ومستقبل القدس الشرقية وحق عودة اللاجئين.
٣- إن الحديث يدور حول الاعتراف بدولة تحت الاحتلال، وإنهاء الاحتلال يحتاج لمعالجات ومعادلات أخرى أكثر صعوبة وتحدياً من مجرد الاعتراف بالدولة، وهذا ما لمح له استارمر رئيس وزراء بريطانيا بأن الاعتراف بدولة فلسطينية لا يعنى قيام دولة فلسطينية.
٥- هناك خشية أن تتوقف الجهود الدولية عند الاعتراف بدولة فلسطينية وتقول لقد قمنا بما نستطيع وبما طلبه منا الفلسطينيون واعترفنا بالدولة، والكرة الآن في الملعب الفلسطيني والاسرائيلي.
وفي هذا السياق يجب الحذر من الموقف الأمريكي ومحاولة ترامب في القمة التي سيستضيفها في نيويورك يوم الثلاثاء القادم مع زعماء دول عربية وإسلامية الالتفاف على هذه التحولات الدولية بطرح مبادرة سلام جديدة أو صفقة قرن جديدة تؤثر على اجتماع الجمعية العامة حول حل الدولتين وتشتت الجهود وشبه الاجماع الدولي حول حل الدولتين.