حنين القطشان.. صوت غزة الذي تحدّى الموت وحوّل الكلمة إلى شهادة إنسانية
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

حنين القطشان.. أقمار الصحافة إعداد: آمنة غنام
في غزة تعيش الصحفية الفلسطينية صراع بين عملها ورسالتها في ظل الظروف التي يعيشها القطاع، وبين إنسانيتها وكونها أم وأخت وابنة تخاف ألم الفقد، بهذه المشاعر اختتمت الصحفية الشهيدة حنين القطشان آخر رسالة بثتها للعالم قبل أن تصبح شاهدة جديدة على مجازر الاحتلال.
ولدت الشهيدة الصحفية حنين علي القطشان في الثالث والعشرين من ديسمبر عام1990، في مخيم النصيرات وسط القطاع، وحصلت على شهادة الثانوية العامة من مدرسة ممدوح صيدم للبنات، لتلتحق بجامعة القدس المفتوحة في غزة.
بعد تخرجها عملت محررة لدي موقع أحوال البلاد سابقًا، لتعمل لاحقًا كمقدمة برامج لدى قناة بلدنا، كما عملت معدة برامج لدى قناة الكوفية، وكانت آخر محطاتها العملية مذيعة في إذاعة صوت الوطن الفلسطينية.
إيمانها بالكلمة
كانت تؤمن أن الكلمة قادرة على مداواة جراح الناس، وأن الصوت الحر قد يكون نافذة للنجاة وسط العتمة. بهذه الكلمات وصفت ليان السيد صديقة الشهيدة حنين حيث كانت ترى حنين لم تكن مجرد صحفية تجلس أمام الميكروفون. بل إنسانة تحمل بين ضحكتها الدافئة وأسلوبها البسيط قلبًا مفعمًا بالحب لوطنها وأهلها.
وتابعت في حديثها للخامسة بصوت تخنقه الحسرة وألم الفقد: ” كانت حنين تُدرك أن الصحافة في فلسطين ليست مهنة آمنة. بل معركة يومية مع الخطر، لكنها اختارت أن تكون فيها بكل شجاعة، حتى ارتقت شهيدة تحت ركام منزلها في النصيرات. تاركة خلفها حكاية تفيض بالإنسانية والأحلام التي لم ولن تتحقق”.
وأشارت إلى أنه بعيدًا عن الكاميرا والميكروفون، كانت حنين انسآنه دافئة، مبتسمة. تهتم بزملائها وأهلها وأصدقائها أحبت أن تحمل الكلمة إلى من لا صوت لهم.
الكلمات الأخيرة
قبيل المجزرة سجلت حنين رسالتها الصوتية لم تكن تعلم أنها الأخيرة. كان الخوف يتملكها والدموع سيدة الموقف، لتبقى تلك الرسالة الأخيرة شاهدة من قلب الموت على أن الاحتلال الإسرائيلي. لا يفرق بين من يقتل فالفلسطيني دائمًا هدف مستباح.
في السابع عشر من ديسمبر 2023 ارتقت حنين مع والداها ووالدتها وشقيقتها ليندا وشقيقيّها شادي وعاطف. إثر قصف استهدف منزلهم بشكل مباشر في مخيم النصيرات. لتتحقق أمنيتها الأخيرة أن ترحل دون أن تبكي فقدان عائلتها، فارتقوا سويًا .
رحلت حنين، لكن كلمتها لم ترحل، ظلّت شاهدة على أن الصحفيين فيها لا ينقلون الأخبار فقط. بل يعيشونها، وبقيت أحلامها تحت ركام منزلها شاهدًا على أن للصحافة الفلسطينية وجهًا إنسانيًا لا يمكن أن يُمحى.