حسونة سليم.. من ميادين الحقيقة إلى رحاب الخلود
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

حسونة سليم .. أقمار الصحافة إعداد: طارق وشاح
في قلب حي الشجاعية بغزة وُلد حسونة ياسر حسونة سليم في 19 حزيران/يونيو 1996، حيث ترعرع بين أحضانها، فتشرب منها معاني العزة والصمود، أنهى تعليمه الأساسي في مدارس القطاع، ثم التحق بجامعة الأقصى ليدرس الصحافة والإعلام، حاملاً شغفاً يريد من خلاله أن يحكي قصة وطنه.
لم يكتفِ حسونة بالمحاضرات والنظريات داخل أسوار الجامعة ، بل انطلق إلى الميدان من خلال مشاركته في الأنشطة الطلابية والإعلامية ، أتقن مهارات التصوير الميداني وإعداد التقارير، ليشق طريقه بجهد ومثابرة ويصبح وجهاً بارزاً في الإعلام الغزي، جامعًا بين المعرفة الأكاديمية والخبرة العملية في تغطية الأحداث الميدانية، حتى أصبح رئيساً لمجلس إدارة وكالة “قدس نيوز”، قائداً فريقاً من الصحفيين الشجعان يحملون رسالة الحق بإيمان راسخ.
وراء العدسة.. قلب إنسان
كان حسونة ذلك الشاب المتواضع، صاحب اليد الممدودة، والابتسامة الهادئة، والكلمة الطيبة، يسعى للإصلاح بين الناس، ويساعد المحتاج، كان ساعياً للإصلاح بين الناس، مشاركاً في كل مبادرة خيرية، حاملاً هم غزة كقضية إنسانية تلمس القلب والروح قبل العين والعدسة.
زفاف إلى الخلود
قبل الحرب بشهرٍ واحد فقط، خطب حسونة ، وكان يعد العدة لزفافه بعد شهرين، ليبني مع شريكة حياته مستقبلاً يملؤه الأمل، لكن القدر اختار له زفافاً آخر.. زفافاً إلى الجنة.
تقول والدته: “ابني حسونة ما مات، هو راح عريس للجنة… زفيناه بزغاريد الألم والفخر”، مشي في جنازته وكأنه عرسه الذي لم يتم على الأرض، لكن الله كتب له الفرح الأبدي في السماء.”
لقاء الشهادة.. يجمع الشقيقين
يكتب القدر بألمعة لا تُدرك، ففي يوم ميلاد حسونة ، التاسع عشر من يونيو 2025، استُشهد أخوه ثائر، أكن الأقدار جمعتهم من جديد في رحاب الشهادة.
تحكي الأم بقلبٍ يقطر إيماناً وصبراً : ” أخوه ثائر كان يرى حسونة في المنام مراراً يقول له : ” تعال يا ثائر، أنا بدي اياك معي.. ورآه قبل استشهاده يأخذه بيده .. كأنها وصية أخوية في طريق الشهادة”.
وتختم: “ربنا اختارهم سوا.. واحد بدأ حياته بالحب، والثاني ختمها باللقاء. حسونة كان عريس الدنيا، وصار عريس الجنة، وأنا أم الشهيدين اللي رفعوا راسي بين الناس.”
الاستشهاد.. حينما تروي الكلمات الدماء
في الثامن عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023. استشهد حسونة برفقة زميله الصحفي ساري منصور بعد أن قصفت طائرات الاحتلال المنزل الذي كانا فيه بمخيم البريج. كان الاحتلال قد هدده مراراً ليصمت، لكنه أجابهم بكلماته الخالدة: “أنا طالع هذا الفيديو ومش عارف إذا ممكن أطلع كمان فيديو… نحن صحفيي غزة معرضين للاستهداف”.
هكذا رحل حسونة.. العريس الذي لم يعش فرحته على الأرض، فاستقبلته الجنة عريساً. الصحفي الذي رفض أن يصمت، فخلّدت كلماته، والإنسان الذي زرع الخير حيثما حل، فحصد حباً لا ينضب. ترك وراءه قلب أم ترفع رأسها بإيمان رغم الجرح.






































