تهوى السير بجوار الحائط.. كيف أصبحت سامسونج أسيرة “الخوف” والتردد؟
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

في عالم التكنولوجيا، يحرمك الخوف من التجارب والسير بجوار الحائط من تحقيق المكاسب، فالجرأة والتجربة وبصفة خاصة في مجال الهواتف المحمولة وقود النجاح، وحتى لو كانت بعض التجارب مجنونة كهاتف “شاومي 17 برو ماكس” أو الهاتف المزود بعدسة “جيمبل” من “هونور”، لكنها تفتح مجالاً في السوق وتزيد من الشغف وتروج للعلامات التجارية، وهو خط تقف عنده سامسونج دائماً، تمد ساقاً وتسحب أخرى خوفاً من الأسواق، حتى باتت إصدارات سامسونج وكأنها نفس الإصدار سنوياً بتحسينات بسيطة دون أي مغامرات، وحتى المغامرات إن فعلتها تتراجع عنها.
تميزت سلسلة “غالاكسي إس” من سامسونج منذ عام 2020 بثلاثة نماذج رئيسية: الطراز الأساسي، وبلس، وألترا، ولا يبدو أن عام 2026 سيحمل أي تغيير على هذه المعادلة.
ورغم الشائعات التي أكدت أن سامسونج ستستبدل طرازين من السلسلة، حيث كان من المفترض أن يحل الإيدج محل الـ”بلس” من سلسلة “S”، و”البرو” كان سيستبدل طراز “S” العادي، إلا أنه يبدو أن سامسونج وفقاً لتقارير عالمية قد تراجعت عن الخطوتين.
ووفقاً لموقع “أندرويد بوليس” تخطط سامسونج لتحقيق هدف مبيعات طموح يبلغ 35 مليون وحدة، إلا أن الاستمرار في نهج السير جوار الحائط واللعب على المضمون قد يكون فرصة ضائعة لقفزة نوعية، وربما عائقاً أمام الوصول للرقم المرجو.
واقتربت سامسونج من خطوة مثيرة تمثلت في استبدال النموذج القياسي بـ”طراز برو”، لكنها تراجعت عن هذه الفكرة، ورغم عدم وضوح تفاصيل التغييرات التي كانت ستُدخلها الشركة الكورية الجنوبية على طراز “برو” لتمييزه عن الطراز القياسي الحالي، لكن الفكرة كانت واعدة نظرياً، وموحية بتنازلات بسيطة عن الطراز الأساسي الـ”ألترا”، غير أن الخوف من تقلبات السوق، دفعت سامسونج للتخلي عن الفكرة برمتها.
التراجع عن “إيدج”
كادت سامسونج أيضاً أن تتخلى عن طراز “بلس” وتستبدله بنموذج “إيدج”، كان من المتوقع أن يكون “إس 26 إيدج” أنحف من “غالاكسي إس 25 إيدج” ويتميز بشريط كاميرا أفقي، وهو تصميم عصري حالياً.
لكن الأداء الضعيف لمبيعات كل من “غالاكسي إس 25 إيدج” و”آيفون إير” من أبل دفعا سامسونج للتخلي عن الفكرة والتمسك بطراز “بلس” التقليدي.
وعندما سبقت سامسونج العالم بكاميرات مخفية تحت الشاشة في أجهزة فولد، استمر الأمر قليلاً قبل أن تتخلى الشركة الكورية عن الفكرة تماماً بدلاً من تطويرها، لتعلن النهاية وأد الفكرة في جالاكسي زي فولد 7، وتعود للكاميرا الداخلية الـ”بانش هول” كثقب داخل الشاشة.
على الطرف الآخر تأجل إصدار الهاتف ثلاثي الطي من سامسونج 3 مرات، فبعدما كان مقرراً أن يصدر في شهر يوليو الماضي مصاحباً لإصدار هاتفي زي فولد 7 وفليب 7، تأجل الطرح لأكتوبر، إلا أن عوائق لوجيستية أجلت الطرح مجدداً لنوفمبر، والذي ربما لن يتم إطلاق الجهاز فيه في جميع أنحاء العالم، وستكتفي سامسونج بطرحه في بعض الأسواق ذات الدخل المرتفع، ومن ضمنها منطقة الخليج، هذا إذا لم يتم تأجيله للمرة الرابعة ليصاحب إطلاقه إطلاق مجموعة إس، أو حتى يليها في شهر مارس.
جدل “إكسينوس”
أحد الأمور الأخرى المثيرة للجدل في قرارات سامسونج هو اعتزام الشركة الكورية إعادة تقديم شريحة “إكسينوس” المصممة داخليًا في تشكيلة الفئة “S”، على الرغم من التصور السائد بأنها أقل جودة بكثير من شرائح “سناب دراغون” من كوالكوم، أو حتى على أقل تقدير إن لم يكن أقل في القدرة فشرائح إكسينوس بكل تأكيد أقل في القدرة على التعامل مع الحرارة، ومن المتوقع أن تزود سامسونج بعض نماذج “غالاكسي إس 26” بشريحتها الخاصة إكسينوس، وهي خطوة قد تثير خيبة أمل العملاء.
في الوقت الذي تحقق فيه سلسلة “آيفون 17″ و”بيكسل 10” مبيعات قوية بفضل استغلال نقاط قوتهما للتميز، تبدو سامسونج بلا استراتيجية واضحة، ومتخوفة من المراهنة على أفكار جريئة، أو حتى التمسك بخطوات قد اتخذتها سابقاً وتطويرها، قد يساعد هذا التمسك بالتوقع في تجنب المفاجآت غير السارة، لكن شبكة الأمان ليست استراتيجية جيدة لتحقيق نجاح باهر ومميز.





