مقالات الخامسة

باراك وهندسة المشهد اللبناني عبر اليد الإسرائيلية

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كتب حسن عصفور

جاءت عملية اغتيال هيثم طبطبائي أحد الشخصيات المركزية في حزب الله يوم الأحد 23 نوفمبر 2025، لتشير إلى الدور المركزي الأمريكي فيما تقوم بده دولة الاحتلال ضد لبنان، كما يحدث في قطاع غزة.

اغتيال طبطبائي، جاء بتنسيق كامل مع القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم”، تبادل معلومات وتوقيت ومكان، وهو ما بدأ يكشفه الإعلام العبري قبل غيره، بعدما حاولت إدارة ترامب القيام بعملية تضليل بأنها علمت خلال التنفيذ، وهو ما تبين لاحقا أنه كلام لا يتسق أبدا مع حقيقة المسار الذي تتجه نحوه نتائج تلك الأفعال.

اغتيال طبطبائي، بمكانته الخاصة في حزب الله، لم يأت كـ “مغامرة”، أو عملية غير محسوبة، بل ربما تم دراستها تفصيلا بشكل مشترك أمريكي ـ إسرائيلي، وما سيكون من رد محسوب أو غير محسوب، والنتائج المتوقعة سياسيا داخل لبنان، في ظل التوتر العالي المتنامي ضد حزب الله، الذي يمثل عنصر لا استقرار داخلي.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

في شهر نوفمبر الجاري، أقدم السفير الأمريكي توم باراك مبعوث إدارة ترامب إلى تجاوز كل ما هو مسموح في عالم الديبلوماسية، عندما قال بأن ” لبنان دولة فاشلة يعاني من أزمات سياسية واقتصادية عميقة” وأن “حزب الله يجني أموالا تفوق مخصصات الجيش اللبناني”، معتبرا أن “ذلك يعكس اختلال التوازن داخل البلاد”، مهددا بشكل صريح أنه “لا وقت أمام لبنان وعليه حصر السلاح سريعا”، وأن استمرار وجود سلاح بيد الحزب فإن “إسرائيل قد ترد في لبنان وفقا للتطورات”.

تصريحات واضحة لا تقبل التجميل أو التأويل، بأن تعديل المشهد السياسي في لبنان يجب أن يستند إلى “اليد الإسرائيلية”، فيما لو استمر حزب الله يمتلك الأسلحة بعيدا عن نوعها ومكانها، تستخدم أو لا تستخدم، رغم انه توقف عن القيام بأي عمل عسكري منذ أشهر، ولم يطلق صاروخا ضد دولة الاحتلال.

الولايات المتحدة، التي تعتبر أن الجيش اللبناني غير قادر على فرض مبدأ سلاح واحد، باعتبار أن غالبية عناصره شيعية، وتردد الدولة في المضي قدما لتطبيق المبدأ الذي تبناه الثنائي عون – سلام دولة واحدة وسلاح واحد، تريد أن تفرض منطقها الخاص بأن تستخدم دولة الاحتلال في فرض واقع جديد.

اغتيال طبطبائي، عملية مدروسة بإتقان، توقيتا وهدفا سياسيا، لأنها ستضع حزب الله أمام واقع مرتبك، فالرد العسكري سيكون ثمنه مكلفا جدا ليس فتح الباب لعمليات اغتيال موسعة، بل لتحريض شعبي قد يصل إلى قطاعات كانت جزءا من الحاضنة التي استند إليها طوال سنوات سابقة، وعدم الرد سيزيد قوة المطالبة بلا جدوى وجود السلاح، وعليه أن يذهب لخيار دولة واحدة سلاح واحد.

ربما اختيار حزب الله أن يعود إلى “حضن الدولة” بفك الارتباط العلني مع هدف بلاد فارس في استخدامه لمصالحها التفاوضية مع الولايات المتحدة، بعدما خسرت كل مواقعها الأمنية وأدواتها في المنطقة، خاصة في قطاع غزة، يحتاج إلى قدرة خاصة وقد لا يكون له خيار آخر لو أراد البقاء حزبا، وليس عصابة مسلحة خارج القانون، تفتح الباب لفرض واقع أمريكي بيد دولة الاحتلال.

إعلان حزب الله بأنه جزء من الدولة ملتزم بها وبأن سلاحه ملك لجيش لبنان، سيمنحه قوة مضاعفة بدلا من محاولة استخدام قوة مضادة لمحاصرته في زاويا قد لا يخرج منها.

ترتيبات المشهد اللبناني، ومهندسها الأمريكي توم باراك، قد تجد دعما من البعض العربي واللبناني، سرا أو علنا، ما يجب أن تدركه قيادة حزب الله قبل أن تصبح منظمة خارج القانون الوطني قبل السياسي.

ملاحظة: عفكرة لم يستنكر مسؤول لبناني رسمي عملية اغتيال الطبطبائي..أكيد الناس مش ناسيه أنه اللي قتله جيش نتنياهو..بس ليش ما زعلوا..هاي كمان حكاية بدها صفنة كبيرة يا جماعة “الكربلائية”..

تنويه خاص: الحركة المتأسلمة (ح م ا س).. تخيلوا راحت تشارك في مؤتمر لجماعة إخوانية في باكستان..وقت ما الدينا قايمة قاعدة على أحفاد البنا..معقول بدهم يرتبوا مكان إقامتهم بعد ما العديد تطردهم..مع ح ا م س كل شي بيصير..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى