أقمار الصحافةالرئيسية

بين رحمة التمريض وعدسة الحقيقة: شهيد الإنسانية إبراهيم ظاهر

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

إبراهيم ظاهر .. أقمار الصحافة إعداد: طارق وشاح

في صباح الخامس من أكتوبر عام 2000 ، وُلد إبراهيم عبد الكريم محمد ظاهر في معسكر جباليا شمال قطاع غزة، لم يكن احد سيتوقع أن هذا الطفل سيكبر ليصبح ذلك المزيج النادر بين الرحمة والشجاعة، يجمع بين بياض مهنة التمريض وصدق عدسة الصحافة.

بين العلم والهواية

تخرج إبراهيم حاملاً شهادة البكالوريوس في التمريض من جامعة الأزهر، لكن قلبه كان ينجذب إلى الكاميرا منذ سنوات شبابه، بدأ المونتاج والتصوير كهواية، ثم تحولت إلى مهنة ورسالة، منذ عام 2018 عمل في شبكات محلية في شمال غزة، يلتقط صوراً للحياة اليومية وسط الحصار، ويحولها إلى قصص بصرية تنطق بما يعجز الكلام عن قوله.

مع اشتداد الحرب على غزة ، التحق إبراهيم رسمياً بقناة الجزيرة كمصور ميداني، حيث عمل برفقة صديقه الصحفي أنس الشريف، ليكون عيناً أمينة على معاناة أهله، حاملاً الكاميرا كما يحمل قلبه، ليروي قصصاً لا تروى .

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

الممرض والمصور: قلبان في جسد واحد

تميز إبراهيم بجمعه بين مهنتين إنسانيتين رئيستين، فإلى جانب عمله الصحفي. عمل بشكل متوازٍ في المجال الطبي، حيث خدم في نقطة طبية داخل إحدى المدارس، ثم انضم لفرق الإسعاف والخدمات الطبية. وكان يلتقط التقارير المصورة أثناء أداء واجباته الإسعافية ، موظفاً مهاراته لنقل صورة الواقع بحرفية وإنسانية .

الجانب الإنساني: القلب الخفي

يقول شقيقه يوسف ” كان ابراهيم خفيف الظل، الكل يشهد له بأدبه وأخلاقه، كل من تعامل معه حبه، حنون جداً لا يرفض طلباً لأحد”.

ويضيف: كان إبراهيم – رحمه الله – متعاهداً بعدة أسر عفيفة شهرياً دون أن يعلم أحد، كريماً معطاء لعائلته وأصدقائه وجيرانه. منذ بداية الحرب، كان ملازماً لصديقه الشهيد أنس الشريف، وكان متعاهداً بكل صديق يصاب ويدخل المستشفى. يجلس عنده ويهتم به، يتابع حالته الصحية، وحتى يشتري الدواء على حسابه الشخصي.

العائلة : الدعم والفخر

كانت عائلة إبراهيم، على الرغم من مخاطر المجالين داعمةً له وفخورة به بشدة. رأوا فيه ابنهم الذي “جمع أطراف الخير كله” بين عمله في الصحافة لنقل المعاناة. وعمله في الإسعاف لتخفيفها، لقد قدموا للعالم نموذجاً فذاً للإنسان الذي يعطي دون حدود. والذي تبقى سيرته نبراساً للعطاء والشجاعة والإنسانية.

النهاية التي كانت بداية الخلود

في العاشر من أغسطس 2025، بينما كان إبراهيم وزملاؤه الصحفيون أنس الشريف ومحمد قريقع ومؤمن عليوة و محمد الخالدي ومحمد نوفل. يستريحون داخل خيمة مخصصة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء بمدينة غزة. استهدفت طائرة إسرائيلية مسيرة الخيمة بقصفٍ مفاجئ ودون إنذار، لترتقي أرواحهم الطاهرة معاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى