تقارير

الأسيرات الفلسطينيات يستقبلن رمضان بفقد الأجواء الأسرية وبأمل لا ينقطع

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء-تقرير خاص -إيمان نشبت:

تعتبر المرأة الفلسطينية رمز من رموز الثورة وعنوان للصبر وأيقونة للصمود والتحدي ، لا سيما الأسيرات وأمهات الشهداء ومربيات الأجيال وصانعات الأمجاد وشريكات الثورة .

وفي ظل الحديث عن المرأة الفلسطينية لابد من تسليط الضوء أكثر على الأسيرات الفلسطينيات اللاتي يعانين الأمرين في سجون الاحتلال بالتنكيل والتخويف والترهيب والعزل من قبل إدارة السجون الإسرائيلية مع دخولنا شهر رمضان الكريم .

أعداد الأسيرات في سجون الاحتلال

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

وفق الإحصائيات الرسمية تفيد بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي ومنذ العام 1967 ولغاية الآن اعتقلت أكثر من (17000) سبعة عشرة آلف مواطنة فلسطينية، من بينهن قرابة (750) مواطنة اعتقلن خلال سنوات انتفاضة الأقصى تبقى منهن حتى اللحظة في الأسر (29 ) أسيرة غالبتين في سجن الدامون

كيف يؤدين الأسيرات عباداتهن ؟

الأسيرات
الأسيرات الفلسطينيات

لم تغب سطوة السجان وقسوته عن الأسيرات الفلسطينيين في سجون الاحتلال يوما ما، حتى في شهر رمضان الكريم الذي كان يظن فيه الأسيرات أن معاملة إدارة السجون ستختلف نوعا ما، وستسمح لهن ببعض المزايا التي تضفي جواً رمضانياً عليهم.
بالرغم من ذلك يصنع الأسيرات أجواءهن بأنفسهن في شهر رمضان، حيث يكثفن العبادات وحلقات العلم والدروس الدينية ويتفقهن في دينهن.

كما يحاولن تأدية العبادات في رمضان بالشكل المطلوب وعلى أكمل وجه من حيث الصلاة وقرأت القرأن والدعاء وقيام الليل كل ذلك بالرغم عن أنف السجان.

وتقول الأسيرة المحررة نسرين أبو كميل في مقابلة خاصة “الخامسة للأنباء”
أن الأسيرات كانوا رغم كل ما يعاملن فيه من سوء معاملة وانتهاك لخصوصية للأسيرات وعدم اتاحة الحرية الكاملة للعبادات ،إلا أن عزيمة وإصرار الأسيرات كان تصنع الأجواء الرمضانية رغم كل هذه الظروف

وأضافت أبو كميل كنا نتعامل أسرة واحدة في ظل فقدنا للأجواء الأسرية الرمضانية التي حرمنا منها طيلة سنوات الأسر .

التنغيص من قبل الاحتلال في رمضان

الاسيرات
الأسيرات الفلسطينيات

الاحتلال يحاول جاهداً وبكل السبل لتنغيص فرحة الأسيرات في شهر رمضان؛ فلا يروق له شعور الأسيرات بالفرح خلال الشهر الفضيل؛ فتقوم بتنفيذ الإجراءات التي من شأنها أن تعكر صفو هذا الشهر وتلهيهم عن العبادة فيه كي لا يشعروا بخصوصية شهر رمضان.

إدارة السجون تتعمد في شهر رمضان تصعيد عمليات الاقتحام والتفتيش ومضاعفة سياسة الاستنفار تحت حجج وذرائع واهية، من أجل إرباك السجون وتوتيرها؛ والتي تستمر أحيانا منذ الصباح وحتى موعد الإفطار، أو تبدأ بعد الإفطار وتنتهي بعد أذان الفجر بعدة ساعات، أو عمليات النقل بدون مبرر، وكذلك حرمان الأسيرات من أداء صلاة التراويح بشكل جماعي في ساحة السجن مما يضطر الأسيرات إلى أدائها داخل الغرف بشكل منفرد.

تواصل الأسيرات مع ذويهم

الاسيرات
الأسيرات الفلسطينيات

معاناة الأسيرات تتفاقم في هذا الشهر، حيث تحرم الأسيرة من الالتقاء بذويها وأطفالها على مائدة واحدة، وهذا يزيد من المعاناة خاصة خلال الشهر الكريم الذي يتعايش به المسلمون بأجواء روحانية خاصة

والأمر لا يقتصر على هذا الحرمان القسري، بل هناك الآلاف من الأسيرات محرومات من رؤية ذويهم من خلال الزيارات، أو أقرباء لهم من فئة القرابة الأولى منذ سنوات طويلة بسبب الاجراءات والقيود او بذريعة المنع الأمني.

والمعاناة لا تتوقف عند هذا الحد، ولم تقتصر صورها على الحرمان من الإلتقاء والإلتفاف حول مائدة واحدة، أو التواصل والتزاور واستقبال الأطفال وصلة الأرحام على شبك الزيارة، وإنما تتعدى ذلك بكثير لتملأ ألبوماً من الصور ومجلدات من القصص والحكايات.

الاسيرات
الاسيرات الفلسطينيات

قالت شقيقة الأسيرة الجريحة إسراء جميل جعابيص (34 عامًا) من قرية جبل المكبر جنوب القدس المحتلة إن عائلتها تعيش توترًا بشكل دائم، وتسترق أخبارها.

وأضافت جعابيص خلال حديثها لشبكة “الخامسة للأنباء” أن السجن بيئة غير سليمة للإنسان الطبيعي، “فكيف لإسراء”.

وأوضحت أن شقيقتها لم تذهب إلى العيادات للتغيير بشكل يومي على الجروح الناتجة عن عمليتها الأخيرة بسبب تلقيها الإهانات داخل العيادة؛ وأنها تعتمد على الأسيرات في التغيير. 

وشددت على أن شقيقتها بحاجة ماسة لعملية بالأنف كونها تتنفس عن طريق الفم فقط؛ ما يسبب لها الجفاف، موضحةً أن المتابعة من قبل المختصين بطيئة جدًا.

وأشارت إلى أن شقيقتها الجريحة اعتقلت في 11 من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015 بدعوى من قوات الاحتلال محاولتي تنفيذ عملية فدائية عند حاجز الزعيم بالقرب من مستوطنة “معالي أدوميم” بالقدس وقتل شرطي صهيوني، وتقضي حكمًا بالسجن 11عامًا وتعويض شرطي “إسرائيلي” ب 20 ألف شيكل

واستذكرت جعابيص :لم يستكمل الاحتلال علاج إسراء، بل نقلها عنوة لسجن الدامون، الذي كان إسطبلاً في يوم من الأيام، في ظروف تفتقر للحياة الآدمية. تغيّرت ملامح إسراء بالكامل لدرجة لم يقوَ ابنها على التعرف عليها في أول زيارة لها، بعد سنة ونصف من الاعتقال. فعينها اليمنى وأنفها غائران، أذناها وشفتاها ذائبتان، ليست هما فقط، بل يداها أيضا، فهي غير قادرة على رفعهما إلى الأعلى بشكل كامل نتيجة التصاقهما بإبطيها.

ومنذ سنوات طويلة مازالت تعاني الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال، في ظل ظروف صعبة لا تحفظ أدنى شروط الكرامة الإنسانية وسط صمت دولي، ليبقى حلمهن الوحيد هو مستقبل يتمكن فيه من العيش بحرية وكرامة مع عائلاتهن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى