شبكة الخامسة للأنباء - غزة

خاص الخامسة للأنباء – تقرير نادين عثمان:
يدخل الأسير القائد المناضل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي “أبو القسام”، اليوم السبت، عامه الـ 22 في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي مثل هذا اليوم 15 نيسان/ أبريل عام 2002، اعتقلت قوات الاحتلال القائد مروان البرغوثي خلال اجتياح مدن الضفة الغربية، وتم الحكم عليه عام 2004 بالسّجن 5 مؤبدات و40 عاما.
ويطوي الدكتور مروان البرغوثي 21 عاما من الاعتقال المتواصل، ليبدأ اليوم عاما جديداً في عد حلقات السنين التي تدور حول ذاتها، لتطوي أعوام وأعوام خلف الجدران والقيود وقضبان السجون، يضاف اليها سبع سنوات سرقت من عمر أبو القسام في وقت سابق.
أيام وسنوات مريرة مرت على أيقونة النضال الشعبي عملاق الثورة الفلسطينية “مروان البرغوثي”، وهو قابعاً خلف قضبان الاحتلال،
21 على هذه الذكرى الأليمة التي أصدر فيها الحكم العنصري ومازال سارياً
الميلاد والنشأة
وُلد القائد الفلسطيني مروان البرغوثي في قرية كوبر في مدينة رام الله، وهو أول عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح، وأول نائب فلسطيني تعتقله سلطات الاحتلال وتحكم عليه بالسّجن المؤبد.
مسيرته النضالية
بدء البرغوثي سيرته النضالية في حركة فتح من سن الخامسة عشرة، وعند بلوغه الثامنة عشر عام 1976،في هذه الآونة تمكنت قوات الاحتلال الاسرائيلي من اعتقاله وسُجن لمدة داخل سجون الاحتلال، وفترة مكوثه داخل سجن الاحتلال تمكن من تعلم اللغة العبرية.
بعد الإفراج عنه عام 1983 التحق بجامعة بيرزيت، وانتخب رئيسا لمجلس الطلبة لمدة ثلاث سنوات متتالية، وعمل على تأسيس حركة الشبيبة الفتحاوية.
ولكن ما لبث أن أُفرج عنه بضعة أشهر، إلى أن أعاد الاحتلال اعتقاله مجددا عام 1984 لعدة أسابيع، وكذلك عام 1985، حيث استمر اعتقاله لمدة 50 يوما، وتعرض خلالها لتحقيق قاسٍ، وفُرضت عليه الإقامة الجبرية واعتقل إداريا في العام ذاته.
في عام 1986، بدأ الاحتلال بمطاردته، إلى أن اعتقل وجرى إبعاده، وعمل إلى جانب الشهيد القائد أبو جهاد.
محاولات الاغتيال الفاشلة
وتعرض أبو القسام لأكثر من محاولة اغتيال على يد قوات الاحتلال، فقد أطلقت عليه في إحداها صواريخ موجهة.
ومرة أخرى تم إرسال سيارة ملغومة خصيصا له ، وفي آخر اجتياح إسرائيلي لرام الله قبل اعتقاله، كان البرغوثي على قائمة المطلوبين، وتمكن جيش الاحتلال من اعتقاله يوم 15 أبريل/نيسان 2002
عمله التنظيمي البارز
بدأت مهامه الرئيسية بالظهور ، حينما التحق بجامعة بيرزيت، فكانت إحدى مسؤولياته السياسية الأولى توليه رئاسة مجلس الطلبة بجامعة بيرزيت.
وكان أحد مؤسسي الشبيبة الطلابية في الضفة الغربية، وترأس حركتها بجامعة بيرزيت بداية الثمانينيات، وأيضاً عمل ضابط اتصال لمكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في عمّان وتونس، وأيضاً عضوا في اللجنة العليا للانتفاضة بمنظمة التحرير، وعمل في اللجنة القيادية لفتح (القطاع الغربي).
انتخب عضوا في المجلس الثوري لحركة “فتح” في المؤتمر العام الخامس 1989، ثم عاد إلى الوطن في نيسان/ أبريل عام 1994، وانتخب نائباً للشهيد القائد فيصل الحسيني، وأمين سر حركة فتح في الضفة الغربية.
ثم انتخب عام 1996 عضواً في المجلس التشريعي لحركة فتح، وكان أصغر عضو فيه ،ثم انتخب للدورة الثانية بالمجلس التشريعي وهو داخل السجن
وعلى الرغم من وجوده داخل سجون الاحتلال، إلا أنه تم انتخابه مجدداً عضواً في اللجنة المركزية لفتح، خلال المؤتمر السابع للحركة الذي عقد في رام الله نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2016
درجة الدكتوراة من داخل الزنازين
كافح وناضل واجتهد وواصل مسيرته النضالية والعلمية وهو داخل السجن فقد منح معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية في شهر مارس عام 2010، الأسير النائب مروان البرغوثي درجة الدكتوراه في العلوم السياسية بدرجة مرتبة الشرف الأولى.
واستعرض فيها النائب البرغوثي في رسالته التي جاءت بعنوان ‘الأداء التشريعي والرقابي والسياسي للمجلس التشريعي وإسهامه في العملية الديمقراطية في فلسطين’، تجربة المجلس التشريعي في الفترة ما بين 1996-2008.
وأوضح أن ما يميز الدراسة أنها تعتبر الأولى من نوعها، كبحث يدرس تجربة المجلس التشريعي من خلال دراسة علمية محكمة.
حاضر رغم الغياب
على الرغم من وجود البرغوتي في الاعتقال الاسرائيلي منذ أكثر من 21 عاماً، لم ينطوي البرغوثي على نفسه، فلقد استمر برفع صوته في الشأن السياسي الداخلي، وخاصة فيما يتعلق بالمصالحة بين فتح وحماس، والمصالحة الداخلية الفتحاوية وواصل مقارعة الاحتلال الاسرائيلي، فلقد دعى البرغوثي مع مجموعة من زملائه البرلمانيين للإضراب عن الطعام، حتى تتحقق مطالب المعتقلين الفلسطينيين. ففي 17 أبريل 2017 قاد أبو القسام أكثر من 1600 فلسطيني معتقل ثورة الاضراب عن الطعام، الذي استمر لأسابيع
بقى مروان البرغوثي الحاضر الغائب على الساحة السياسية الفلسطينية سواء داخل أروقة حركة فتح أو فيما يتعلق بالقضية الوطنية، حيث ترأس قائمة حركة فتح في الإنتخابات التشريعية في شهر يناير لعام 2006 رغم وجوده في المعتقل، بالإضافة إلى إنتخابه عضو اللجنة المركزية لمؤتمر حركة فتح السادس في أغسطس عام 2009. المفاجأة الكبرى حققها البرغوثي في انتخابات اللجة المركزية لمؤتمر حركة فتح السابع نهاية نوفمبر لعام 2016، بحصوله على أعلى الأصوات، لدرجة أن الغالبية من أنصار حركة فتح طالبت بمنحه منصب نائب رئيس حركة فتح، وهو لم يتحقق له بسبب موقفه من الرئيس عباس وانتقاده الدائم له
أبو القسام ووثيقة الأسرى
الموقف الوطني البالغ الأهمية الذي يذكرُه التاريخ له هو مبادرته مع زملائه في الفصائل الأخرى في المعتقل الإسرائيلي بصياغة وثيقة الأسرى في صيف عام 2006 والتي سُميت فيما بعد بوثيقة الوفاق الوطني التي تعبر عن القواسم المشتركة لجميع الفصائل الفلسطينية والتي تم بموجبها الاتفاق على برنامج سياسي موحد تم التوقيع عليه من قبل كافة فصائل المقاومة الفلسطينية بإسثناء حركة الجهاد الاسلامي التي تحفظت على بعض بنود الوثيقة.
لم تكن إستطلاعات الرأي المتكررة غير محقة عندما أجمعت بأن مروان البرغوثي هو الشخصية السياسية التي يثق بها غالبية المجتمع الفلسطيني، والتي أجمعت في غالبيتها أيضاً بأنه الشخصية التي لو تقدمت في إنتخابات رئاسية سوف يكون لها الحظ الأوفر في النيل بها.
في حقيقة الأمر أن البرغوثي قريب من الناس، يلبس من ما يلبسون ويأكل من ما يأكلون. كما أن انتمائه لحركة فتح منذ فترة طويلة جداً يعني الكثير بالنسبة للفلسطينين، ومقارعته للإحتلال ودفعه أثمان باهظة من حريته حيث خاض التجربة الاعتقالية مرات ومرات ومازال يقبع تحت سوط السجان. والسبب الأخير في هذا السياق هو إحترام الفصائل الفلسطينية له وخاصة حركة حماس التي لم يسجل التاريخ بأنه خاض سياسة معاداة مع الحركة الاسلامية، على العكس من ذلك فهو أول من طالب الرئيس عرفات بإدماج حركة حماس في المعترك السياسي والسلطة الفلسطينية
ترشح ومواجهة ضد السلطة
لم يعد يخفى على أحد الاختلاف الكبير للأسير القائد مروان البرغوثي مع السلطة الفلسطينية والرئيس عباس وأركان متنفذة في اللجنة المركزية لحركة فتح لإعلان الأسير الفلسطيني والقيادي بحركة فتح مروان البرغوثي، في الانتخابات التشريعية الفلسطينية بقائمة مشتركة مع القيادي المفصول من الحركة ناصر القدوة، وذلك بعدما تم فصل الأخير التعسفي من فتح بعد قراره خوض الانتخابات بعيدا عن الحركة
هذه الخطوة قسمت حركة فتح بشكل أكبر خاصة بعد انطلاق القيادي الفلسطيني محمد دحلان بقيادة قائمة المستقبل التي ضمت أيضاً نخبة من كوادر وقيادات حركة فتح ،وبكل الأحوال أجلت الانتخابات لأجل غير مسمى بقرار من الرئيس عباس وبمعارضة الفصائل
ويبقى القائد والمناضل الأسير مروان البرغوثي سيظلّ عنوانًا بارزًا في مسيرة النضال الوطنيّ، يمارس دوره الطليعيّ والوطنيّ والتنظيميّ منذ قيادته للحركة الطلابيّة ثم دوره الميدانيّ خلال الانتفاضتين الأولى والثانية، ملتزماً بالمبادئ التي اختطها قادته الذين لم يحيدوا عن الدرب.