أربعة توائم من غزة ينجحون في الثانوية العامة رغم استشهاد والدتهم
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
الخامسة للانباء_غزة
تغلّب أربعة توائم من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، على حالة القهر والحزن الشديدين، على فقدان والدتهم التي قضت شهيدة خلال العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة العام الماضي، وحققوا نجاحاً متفاوتا في الثانوية العامة 2022.
وعمّت الفرحة منزل عائلة الزقزوق، فور إعلان نتائج (التوجيهي)، حيث حصل التوأم عبد الرحمن، على معدل 93.1% بالفرع العلمي، والـتوأم، عبد الله 81.6% علمي، والتوأم محمد 79.1% علمي، وشقيقتهم ضحى 93.3% بالفرع الأدبي.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم، أمس السبت، نتائج الثانوية العامة (2022) لطلبة قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلتين والشتات، حيث بلغت نسبة نجاح الثانوية العامة 68.12%.
وحسب الوزارة، فقد بلغ عدد المتقدمين في كافة الفروع (85) ألف طالب/وطالبة، وكان عدد الناجحين منهم 58107.
وأهدت الوزارة نجاح امتحان الثانوية لأرواح أربعة طلبة شهداء، قضوا برصاص الاحتلال، أثناء استعدادهم للامتحانات ومنهم من ارتقى بعد الانتهاء منه، وهم: (الشهيد كامل عبد الله علاونة، والشهيد معتصم محمد عطا الله، والشهيدة حنان محمود خضور).
مشاعر لا توصف
وبدت فرحة المواطن رأفت الزقزوق كبيرة بما حققه أبناءه الأربعة من تفوق في الثانوية العامة بحصولهم على معدلات متفاوتة، وانهمك في استقبال المهنئين، بينما كانت الابتسامة لا تفارق وجهه التي غابت على محياه نتيجة فقدان زوجته باعتداء “إسرائيلي” العام الماضي.
ويقول الزقزوق لـ “الاستقلال”، إن أجواء متعاكسة من الفرحة والحزن، سيطرت على العائلة فور إعلان نتائج الثانوية العامة، نتيجة غياب قسري لوالدتهم عن مشهد الفرحة، التي لطالما حَلمت بأن تشاركهم إياها.
وأردف، “أن أبناءه الأربعة نجحوا وتفوقوا رغم مرارة استشهاد والدتهم إثر قصف صهيوني خلال العام الدراسي، مشيراً إلى أن حدث فقدان والدتهم ألقى بضلاله على تحصيلهم الدراسي”.
وأوضح الزقزوق، أن الواقع صعب جداً، بسبب استشهاد والدتهم، التي كانت تعدهم منذ نعومة أظفارهم لهذا اليوم، لأنهم 4 توائم ولهم خصوصية، حيث دائماً كانت تتوقع لهم التوفق في التوجيهي، وأن يكونوا حاضرين أمام وسائل الإعلام لتغطية هذا التفوق، معبراً عن رضاه التام لما حصل عليه أبناءهم من درجات.
ووصف، أبناءه بـ (أبطال قصة نجاح) فهم منذ الصغر وهم متفوقون دراسيًا، وبينهم تنافس، حتى في الثانوية العامة كانوا متنافسين، رغم جراحهم الذي لم ينضم على فقدان والدتهم، إلا أن التحفيز كان يرافقهم من أجل الحفاظ على ثمرة تعبها خلال السنوات الماضي.
وعن المسؤولية التي ترتبت عليه بعد فقدان زوجته، يُشير إلى أن طالباً واحداً في الثانوية العامة ليس سهلا على الأسرة ويشكل عبئاً وضغطا كبيرا على الأهل، ولكن كانت الأمور أكثر صعوبة عليّ، حيث الأبناء الأربعة وغياب والدتهم، كانوا يحتاجون إلى رعاية خاصة، وتعب وتركيز وأجواء استثنائية، مضاعفة وتهيئة للأجواء، كي يحققوا النجاح.
مسؤولية كبيرة
ورغم التحديات التي واجهوها، حقق التوائم الأربعة التفوق بجدارة، بمعدلات تؤهلهم الدخول في الكليات التي لطالما حلموا بها، مُهديين النجاح لروح والدتهم الذين تمنّوا بأنّ تكون حاضرة لتستقبل المهنئين، كما يفيد والدهم.
وعن لحظات تلقيه خبر النجاح بالثانوية العامة، يقول عبد الرحمن: “بكيت كثيراً وكنت متوتر جداً أنا وأخوتي، كنا ننظر لبعضنا البعض بحالة خوف وتوتر، لحين إعلان النتائج، وعمّت الفرحة والزغاريد بأرجاء البيت إلاّ أنها سرعان ما سيطرت علينا ذكريات الوالدة التي اخذتا وقتا كبيرة من صمتنا”.
ويضيف عبد الرحمن لمراسل “الاستقلال”، أن النتيجة كانت أقل من التوقعات وطبيعة جهدنا الدراسي هي أكبر من ذلك ولكن الظروف التي عايشنها عقب استشهاد والدتي، وما رافقها من ضغوطات نفسية خاصة وأننا أثناء الدراسة كانت تسيطر علينا ذكريات الوالدة.
وعبر عن رضاه الكامل بالتحصيل الذي حصل عليه هو وأخوته مؤكداً أنه يتلاءم مع الظروف النفسية والاجتماعية التي عايشوها خلال العام الماضي.
وأهدى عبد الرحمن، نجاحه لروح أمه الشهيدة التي كان من المفترض أن تشاركهم الفرحة لكن استشهادها في قصف الاحتلال “الإسرائيلي” لمحيط منزلهم حرمها من هذه الفرحة، كما وأهدى نجاحه لكل طالب ثانوية عامة قضى برصاص الاحتلال قبل أن يعيش فرحته بنتيجته بالثانوية العامة.