شبكة الخامسة للأنباء - غزة
الخامسة للأنباء -تقرير خاص -نادين عثمان :
بدء القلق يتسرب لأهالي الداخل المحتل، بعد إعتزام “كابينت الاحتلال” وفي خطوة غير مسبوقة على مناقشة إلغاء الاعتراف بالشهادات الجامعية الصادرة من الضفة الغربية لطلبة الداخل المحتل، حيث تعتبر هذه الخطوة تدميرًا لمسيرتهم التعليمية ومستقبلهم المهني .
وتبين أن المجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية الإسرائيلي “الكابينت” سيبدأ بمناقشة المقترح الذي يقضي بسحب الاعتراف بشهادات طلبة الداخل الفلسطيني المحتل، التي تمكنوا من الحصول عليها من الجامعات والمؤسسات التعليمية التابعة للسلطة الفلسطينية.
أعداد الطلبة الفلسطينين من الداخل المحتل الذين يدرسون في جامعات فلسطينية بالضفة؟
وفق آخر إحصائية توصلت إليها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية نهاية العام 2022 ، نحو 11 ألف طالب فلسطيني من الداخل يدرسون في جامعات الضفة الغربية ، ومنهم ما يقدر بنسبة 79٪ بالكليات الطبية
مخاطر حرمانهم من العمل!
وفي السياق تحدثنا مع ، أستاذ الفلسفة في جامعة أبو ديس “سعيد زيداني” وأضح لشبكة “الخامسة للأنباء” أنه يستبعد سحب “إسرائيل” الاعتراف بالشهادات الجامعية الفلسطينية، لأنه لم يكن هناك اعتراف مسبق بها، بينما الخطر الأكبر فيما لو اتخذ القرار هل سيكون بأثر رجعي أم لا؟
وتابع “زيداني” أن “هناك العديد من الطلبة من فلسطينيي الداخل ويقدروا بالآلاف يتلقون تعليمهم في الجامعات الفلسطينية بشكل عام، أبرزها الجامعة العربية الأمريكية وبيرزيت والنجاح، وسحب الاعتراف يعني حرمانهم من العمل بمجال تخصصاتهم في الداخل”.
ونوه إلى أنّ “المشروع يحمل بعدًا سياسيًا صرفًا، وليس نابعا من هيئة أكاديمية تحترم نفسها”
مدى تضرر الجامعات الفلسطينية من القرار!
من جهة أخرى، قال أستاذ القانون في الجامعة العربية الأمريكية رائد أبو بدوية، أن المشروع وما يليه يتسم بصفة سياسية وليست أكاديمية، وتابع أنه “في حال اتخاذ قرار بذلك فلن يحمل الأثر الرجعي، وربما يعطي الفرصة للدارسين حاليا إكمال دراستهم وبالتالي لن يؤثر على الخريجين”. حسب تقديره.
وأضاف “أبو بدوية” أن “إسرائيل” لا تعترف بشهادات جامعة القدس في أبو ديس وبيت حنينا؛ لزعمها بعدم تسوية أوضاعها القانونية وفق القانون الإسرائيلي، كونها تقع في جغرافيا مدينة القدس.
وتابع: “هناك مساقات وتخصصات تم استحداثها في الجامعات الفلسطينية ومنها العربية الأمريكية، خاصة بطلبة فلسطينيي الداخل في الدرجات العلمية كافة، وهو ما سيلحق الأضرار المادية الفادحة بالجامعات في حال اعتبار القرار ساري المفعول بعد المصادقة عليه”.
وأردف أن خريجو الداخل المحتل بمواقع عملهم أثبتوا جدارتهم عقب التخرج بتفوق خاصة في مجال الطب مع حاجة المستشفيات الملحة لهم.
تبعيات قرار سحب الاعتراف
ومن جهته أكد “حسن لافي” المحلل السياسي في حديث خاص “للخامسة للأنباء” أن الاحتلال الاسرائيلي في الأونة الأخيرة وخاصة مع دخول حكومة نتنياهو السادسة بهذه العقيدة الإرهابية اليمينية ، قد اتخذ الكنيست قراراً بعدم الإعتراف بالجامعات الفلسطينية الموجودة في الضفة الغربية وبعض الدول التي لا يوجد بينهم و بين الاحتلال علاقات مشتركة و لا علاقات دبلوماسية
وأوضح لافي بأن هذا الأمر ينعكس سلباً وبشكل كبير على الطلبة الفلسطينيين في الداخل المحتل بسبب نسبة الطلبة الذين لا يتمكنون من الدخول الى الجامعات الاسرائيلية هو كبير جداً لأن النظام التعليمي الإسرائيلي وامتحان البكروت الذي أشبه بالثانوية العامة لدينا هو مصمم لليهود .
و أشار بأن أساليب التعليم الموجودة لدى اليهود في الداخل أفضل بكثير ومما يثير قضية العنصرية الاسرائيلية في التعليم
عنصرية نتنياهو وحكومته
واستكمل لافي في حديثه عن العنصرية التي يمارسها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بأنها تراكمية لها علاقه بتوزيع المال و التنمية المجتمعية وتوزيع الموارد ،لانه النظام التعليمي في الثانوية العامة يبنى على السلطات المحلية التي يعيش بها الطالب
و تابع في ظل السياسة العنصرية بأن البلدات العربية الفلسطينية في الداخل المحتل تعاني من التهميش سواء في الجليل او في النقب أضافة لنسبة التسرب الكبير في المدارس وعدم وجود القدرة على منافسة الطلبة اليهود الذين يعيشون في مناطق الدولة التي تقدم لها الكثير من المشاريع
وأشار بأن هذا ينعكس كله على أن الوسط العربي و الفلسطيني في الداخل أراضي 48 تكون امكانية نجاح الطلاب في امتحان البكروت مقارنة باليهود ضئيلة جداً بينما يتم الاستعاضة بذلك من خلال التعليم في الجامعات الفلسطينية .
و أردف لافي في حديثه بأن الكثير من الجامعات الاسرائيلية تضع شروطً للتخصصات خارج شروط معدلات البكروت مثالها ، أن يكون قد خدم بالجيش وهناك بعضها يكون له علاقه بالعنصرية بانه يحتاج الى اعداد قليلة لذات التخصص و بالتالي يتم استخراج او استبعاد الفلسطينيين من الداخل عن هذه التخصصات و بالتالي تغلق ابواب الجامعات الاسرائيلية أمام كم كبير من الطلبة الفلسطينيين في الداخل المحتل فيذهبون الى الجامعات في الضفة الغربية سواء جامعة بيرزيت او النجاح او الأمريكية في جنين و حتى جامعة القدس في أبو ديس
ونوه بأن كل الجامعات الإسرائيلية سبق أن كان يسمح للفلسطيني ان يدرس بها و معادله شهادته بالداخل المحتل والآن هذا القرار تم رفضه وبالتالي هذا نوع من أنواع زيادة الدفع على الفلسطينيين وسحب أهم قضيه لديهم و هي التعليم التي من الممكن ان ترفع من مستواهم ، ليس فقط الاقتصادي و الثقافي ولاكن أيضاً مستواهم الوطني وشعورهم الكبير بهويتهم
و أضاف بأن هذا القضية تأتي من قراءة أمنية أن الاسرائيلي عندما لاحظ ان هنالك احتكاكاً ما بين فلسطينيين الداخل عام 48 و بين فلسطينيين 67 المحتل سواء في الضفة او الخارج ، وجد أن هناك نوع من أنواع انتقال المفاهيم الثورية و تلاقح الافكار وتواصل ما بين الكل الفلسطيني و بالتالي أصبح هناك مزاجً وطني موحد
وتابع ” يتم منع تواصل الافكار وقطع الطريق بواسطة منعهم من التعلم في المناطق المحتله عام 67 ، بالتالي هو يقسم ويفصل ما بين الساحات الفلسطينينة مرة أخرى ويعتبر من أهم الاسباب التي لا يريد الاحتلال أن يكون هناك مزاج وطني شعبي فلسطيني موحداً ، لانه أحد مسارات الالتقاء الفلسطيني الفلسطيني هو التعليم .
وبالتالي هو بعد معركة سيف القدس استشعر مدى تأثير هذا الموضوع على الداخل الفلسطيني عام 48 وخاصة ان اغلب الحركات الوطنية التي حدثت في الداخل المحتل كان أساسها نقطة التقاء ما بين الفلسطينيين بعضهم البعض وبالتالي هذا القانون هو قانون عنصري بامتياز
وأكد أنه من الممكن رفض هذا القرار أمام المحكمة العليا اذا كانت المحكمة قوية ولكن في حال تمت التعديلات القضائية التي يريدها يريف لفين وزير القضاء الاسرائيلي سيحدث الكثير من القوانين التي لها علاقه بالعنصرية اليهودية اتجاه الفلسطيني وستمر وهذا سيكون فاتورة هذه القوانين
حرب عنصرية جديدة يقودها نتنياهو وحكومته العصابية هذه المرة ضد التعليم الفلسطيني واستهدافه في خطوة خطيرة من شأنها تدمير مستقبل أكثر من 11 ألف طالب من الداخل المحتل يدرسون في جامعات الضفة ستصبح شهاداتهم حبر على ورق