تقارير

معدلات مشرفة..وتدخلات باهتة..
غلاء الرسوم الجامعية كابوس يؤرق الطلبة

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء -تقرير خاص- ندين عثمان

عقب إعلان نتائج الثانوية العامة في فلسطين وبعد فرحة، ,النجاح في التوجيهي وحصاد ثمرة 12 عاما من الدراسة و المثابرة والاجتهاد ،يبدأ كابوس تسجيل الأبناء في الجامعات ،وارتفاع رسوم الساعات الدراسية بملاحقة الطلاب وذويهم ، ووضع العقبات في طريقهم لاستكمال المسيرة التعليمية لهم وخاصة للطلبة ذو المعدلات المرتفعة التي تؤلهم لدراسة تخصصات ذات رسوم باهظة مثل الطب وطب الأسنان والهندسة وبرامج التكنولوجيا المتقدمة

وفي ظل الظروف الراهنة في المجتمع الفلسطيني وعلى وجه الخصوص المجتمع الغزي، يبدأ الطالب بطرح عشرات الأسئلة لنفسه حول إمكانية الالتحاق بالجامعة في ظل هذا الغلاء الفاحش لرسوم الدراسة الجامعية

حرمان من تحقيق الأحلام

إبراهيم عثمان وهو طالب حصل على معدل “94%” في الثانوية العامة الفرع العلمي يقول خلال لقاء خاص لموقع الخامسة للأنباء “أدفع رسوم جامعية للساعة الواحدة “70” دينار أردني أي ما يقارب “1400” دينار لكل فصل من فصول الدراسة الجامعية، وهذا خلافًا للمستلزمات التي أحتاجها في تخصصي الجامعي، وايضاً رسوم الثوابت الجامعية.

وتابع إبراهيم “يوجد ضغطٌ كبير على والدي خاصة لوجود أخ وأخت لي يدرسون في الجامعة ولا اعلم كيف يستطيع أبي توفير الرسوم والمتطلبات التي نحتاجها”

وأوضح إبراهيم انه في بعض الأحيان يضطر لإستعارة الكتب اللازمة له من بعض الأصدقاء له خاصة لو كانو في سنوات دراسية قبله حتى يستطيع أن يخفف من الضغط على والده في مصاريف الجامعات.

وقال إبراهيم فيما يتعلق بأسعار المواد لدى طب الاسنان تختلف عن غيرها : “أنا كطالب طب أسنان يتوجب علي دفع 70 دينار أردني في المتطلبات الجامعية مثل القرآن الكريم، واللغة الانجليزية وغيرها من المتطلبات؛ بينما التخصصات الأخرى تدفع 10 دنانير لنفس المساقات

وطالب إبراهيم الجامعات أن تخفّض الرسوم الجامعية والحل الأمثل أن تكون تسعيرة المتطلبات الجامعية بشكل موحد لجميع الطلبة في الجامعة إضافة لضرورة وجود حملات واهتمام بالمؤسسات التعليمية الأساسية أو التعليم العالي، في توفير المساعدة للطلبة الذين لا يستطيعون دفع الرسوم الدراسية، أو توفير أبسط مقومات العملية التعليمية، بالإضافة لتمكين الطلبة من المواصلة في مسيرتهم التعليمية لضمان استمرار المؤسسات التعليمية والمحافظة عليها.”

الطالبة سوزان عيد متفوفة تنوي التسجيل بالجامعة الاسلامية في غزة تقول لموقع الخامسة للأنباء ” الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة حرجة للغاية لدرجة أن هناك بيوت لولا ستر الله عز وجل عليها لا تملك حتى قوت يوم واحد لإطعام أبنائهم و نحن كطلبة انتهينا من المرحلة الثانوية ومقبول على المرحلة الجامعية أصبح مستقبلنا مهدد و في خطر .

وأكدت سوزان في حديثها أننا لا نستطيع دفع الرسوم الجامعية بسبب ضيق الرواتب و البطالة المدقعة في قطاع غزة وعدم وجود مصادر دخل بسيطة للأسرة

وأوضحت” نحن كطلبة ناجحين، مهددين أما دفع الرسوم او عدم التسجيل في الجامعات والكثير من الطلبة والطالبات قبلنا تركوا الدراسة وجلسوا في بيوتهم بسبب عدم قدرتهم على دفع الرسوم وهذا شيء لا يحتمله أحد من أن يحرم الطالب من دراسته بسبب عدم توفر المال لديه لدفع الرسوم.

وطالبت سوزان من جميع المسؤولين وأصحاب القرار في قطاع غزة والضفة أيضاً أن ينظروا قضية تسجيل الطلبة ورسوم الجامعات بعين الاعتبار وأن يكون اهتماماً كبيراً لما تشكله من خطورة على مستقبل الطلبة وفلسطين بشكل عام وطالبت أيضاً من المنظمات الحقوقية والدولية في القطاع بالتدخل السريع لتحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في قطاع غزة التي تنذر بكارثة حقيقية.


الأهالي لا حول لهم ولا قوة

من جانبها عبرت الكثير من عائلات الطلبة الناجحين والمقبلين على التعليم الجامعي عن حزنهم الشديد لعدم المقدرة على توفير الرسوم الجامعية لأبنائها.

وأعرب المواطن أبو أحمد عليان لموقع الخامسة للأنباء عن حزنه الشديد قائلا:” حسبنا الله ونعم الوكيل، لا أملك مالاً من خلاله الرسوم الجامعية لابني الذي وعدته بإدخاله الجامعة التي يرغب بها في حال نجاحه في الثانوية العامة وحصوله على معدل.

وتابع أبو أحمد الحديث:” تخيلت يوما أن أدخله الجامعة ولكن في ظل هذه الظروف الاقتصادية والحصار الذي يفرض علينا من جميع الاتجاهات الفلسطينية والإسرائيلية ليس من حقنا التعليم، حسبنا الله ونعم الوكيل، ما يزاد همي ان ابني سيقوم بتأجيل دراسته لعام أخر ومحاولة البحث عن عمل ليوفر بعض المال من اجل دفع الرسوم الجامعية او حجز مقعد
من جانبه يقول المواطن ابو احمد:” لا وجود لأحلام في ظل الأوضاع القائمة وانعدام فرص العمل واستمرار حالة التضييق والخناق التي جعلت مستقبل الطلبة مهدداً بالانهيار لأنها مرهونة بتحسن الأوضاع الاقتصادية وإلَّا ستؤول إلى زوال.


يتطلب بعد هذه الهموم والمشاكل والحالة السيئة التي يعاني منها الطلاب نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة من جميع المؤسسات المحلية والعربية والدولية و الأهلية بضرورة الوقوف بجانب الطلبة الناجحين الذين باتوا غير قادرين على توفير الرسوم الجامعية ومستلزماتهم الدراسية مما قد يحول دون إكمال العديد منهم دراسته في الجامعة، ووحاولة بذل الجهد الحقيقي للتخفيف عن كاهل الطلاب ومساعدتهم في الحصول على المنح الدراسية والإعفاءات لتوفير أكبر عدد من المساعدات المالية للطلاب ، والعمل على إنشاء صندوق للطالب الجامعي المحتاج .


معدلات مشرفة ودور وزاري باهت

قال مدير عام القياس والتقويم والامتحانات بوزارة التربية والتعليم “جمال يوسف” في لقاء سابق له أن هذا العام شهد تقدماً واضحاً في نسبة النجاح على مستوى الفروع والتخصصات المختلفة بنسبة 68.2، حيث شهدت النسبة تقدماً واضحاً بحوالي 4% مقارنة بالعام الماضي.

وخصص يوسف نسب النجاح بحسب الفروع العلمية المختلفة، حيث سجل التعليم ضمن دورته للعام الحالي نسبة نجاح للفرع العلمي بـ77%، وللفرع الأدبي تقدمت النسبة بـ60% وهي نسبة متقدمة عن الأعوام الماضية، وكانت النسبة للفرع الشرعي 57%، كما بلغت في تخصص الاقتصاد المنزلي 63.


وذكر ايضاً يوسف أنه تم إدراج نظام جديد للعام الحالي، حيث تم تصنيف الطلبة بين ناجح وغير مكتمل، وألغت بند الطالب الراسب، الأمر الذي يتيح للأخير إمكانية إعادة تقديم المواد التي لم يحالفه فيها النجاح ويستكمل بذلك عامه بإتمام تقديمه لكافة المواد.



أما بالنسبة للمؤسسات الأهلية العربية و الدولية يقع عليها دور كبير في المساهمة للارتقاء بمستوى التعليم عالي في أرض الوطن، وضرورة تكثيف كافة الجهود لتشجيع التعليم وتطويره لما له من أهمية بالغة لخدمة الوطن .


مناشدات وطرق للحلول

وفي هذا السياق أجرت شبكة الخامسة للأنباء حوار صحفي مع منسق الحملة الوطنية للمطالبة بتخفيض الرسوم الجامعية “إبراهيم الغندور” حيث وضح دور وطبيعة عمل هذه الحملة وقال ” الحملة الوطنية هي حملة شبابية طلابية تأسست على يد مجموعة من طلبة وخريجي الجامعات الذين تلمسوا احتياجاتهم بضرورة استكمال تعليمهم الجامعي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني لا سيما في قطاع غزة وخاصة الارتفاع الباهض في الرسوم الجامعية”


حيث قال الغندور “في ظل ارتفاع الرسوم الدراسية بهذا الشكل المبالغ فيه ستقود آلاف الطلبة لقتل حلمهم الالتحاق بالمؤسسات التعليمية ، والسبب الرئيسي وراء ذلك الأوضاع الاقتصادية الكارثية التي يعيشها قطاع غزة ، و استمرار إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وتأخير صرف شيكات الشؤون الاجتماعية وقطع مساعدات برنامج الغذاء العالمي ، بالإضافة لتداعيات الإنقسام السياسي وما صاحبها من إرتفاع نسب الفقر والبطالة وانعدام الأمن الغذائي لغالبية الأسر الفلسطينية .

وأكد منسق الحملة الوطنية إبراهيم الغندور، ان هذه العقبات تقف عائقا أمام تحقيق أحلام الطلبة بالالتحاق بالمؤسسات التعليمية بالاضافة لدفع آلاف منهم للتسجيل في تخصصات تجافي تطلعاتهم وأحلامهم بحثا عن قسط مالي”.

وأوضح الغندور ان الانقسام السياسي الفلسطيني وتعطيل المجلس التشريعي يحول دون إقرار مثل هذه القوانين، و عدم اكتراث الحكومات المتعاقبة بدعم الطلبة والعملية التعليمية وهذا يتجلى في تخفيض موازنات التعليم الجامعي وعدم انشاء جامعات حكومية برسوم رمزية للفقراء وأصحاب الدخل المحدود.

واضاف الغندور” نطالب نحن في الحملة الوطنية الحكومة بدعم موازنات التعليم الجامعي وخصوصا التي خفضتها منذ عام 2007 بسبب تداعيات الانقسام السياسي ، وإقرار صندوق وطني لدعم الطلبة ،ومن جهة أخرى نطالب الجامعات بتخفيض الرسوم الجامعية للتتناسب مع الأوضاع الاقتصادية ،والنظر بتوجيه العملية التعليمية بما يخدم أو يحقق طموح الطلبة والذي يساهم في عملية التنمية.



وفي الختام نأمل أن تقوم الحكومة بصرف مخصصات للتعليم في الجامعات حتى تشهد تطوراً وتقدم جودة أكبر وتخرج آلاف الطلاب سنوياً لتفيد المجتمع الفلسطيني بشتى المجالات التعليمية، وتصبح الجامعات مجانية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى