
الخامسة للأنباء -جنين
لا زالت صور الشهداء معلقة في الذاكرة كما الجدار المزينة بألقابهم وسجل شرفهم الفدائي في مقارعة ومواجهة الاحتلال
في مخيم جنين شمال الضفة الغربية يفتخرون الأهالي ببطولات معركة مخيم جنين والتي تصادف اليوم 2-4 2002 والتي امتدت ل12 يوماً ،خاصة وأن التاريخ يعيد نفسه من جديد لتجديد بوصلة المقاومة ضد الاحتلال بوحدة شعبية ميدانية فدائية
بعد أن ارتقى في صباح اليوم الأول من رمضان في عرابة في الشهيد صائب عباهرة، والشهيد سيف أبو لبدة، والشهيد خليل طوالبة والذين احتجز الاحتلال جثامينهم الطاهرة.
وعلى طيف تاريخ معركة المخيم ما زال صدى الاشتباكات المسلحة التي يشهدها أحيانا مخيم جنين حتى هذه الأيام خلال مداهمات واقتحام قوات الاحتلال للمخيم والتي كان آخرها قبل أيام يذكر بين الفينة والأخرى بذكرى المعركة الطاحنة.
ما زال فتية وشباب المخيم الصامد يقارعون الاحتلال في أزقة المخيم ويلقون الأكواع المتفجرة في كل حملة مداهمات وهم فخورين بأنهم من مخيم جنين الذي كان يصنف حينها “عش الدبابير”.
وفي الوقت الذي تمر فيه اليوم الذكرى العشرون لمعركة مخيم جنين والتي انطلقت في الثاني من نيسان عام 2002 بهجوم صهيوني واسع على الضفة الغربية ضمن ما عرف حينها بعملية السور الواقي والتي أوقعت مئات الشهداء والجرحى واعتقل خلالها الآلاف، فإن إرهاصات مواجهة جديدة ما زالت قائمة.
صمود وتحدَ

شكل مخيم جنين شمال الضفة الغربية في تلك المعركة عقبة كأداء أمام جيش الاحتلال على مدار 12 يوما من القتال المستمر في أقل من كيلومتر مربع واحد؛ حيث لم يبق خيار أمام قائد جيش الاحتلال حينها شاؤول موفاز سوى اتخاذ قرار بهدم المخيم كوسيلة وحيدة للسيطرة عليه.
وسجلت معركة مخيم جنين كأحد المحطات البارزة في التاريخ المعاصر للمقاومة الفلسطينية؛ حيث جسدت معاني الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد، وتلاقت التشكيلات العسكرية للفصائل في الميدان بوحدة ميدانية أربكت الاحتلال والتي قادها الفدائي يوسف ريحان “أبو جندل” أحد قادة كتائب شهداء الأقصى برفقة قائد القسام جمال أبو الهيجا وقائد السرايا محمود طوالبة وآخرون
يقول أحد الصحفيين الذين وثقوا المعركة في ملحمة نيسان 2002 لم يكن هناك ابن مخيم أو قباطية أو شرقية ولم يكن هناك ابن فتح وحماس وجهاد وتنظيمات أخرى ولم يكن يقال هذا فلاح وهذا بدوي، وإنما كان هناك عشاق للأرض والشهادة اجتمعوا على أرض المخيم، هدفهم واحد وعلى قلب رجل واحد وتحت راية واحدة وعلم واحد”.
عبق وذكريات للمعركة

ولا يزال أهالي المخيم يستذكرون في كل عام ذكرى هذه المعركة التي خلفت 58 شهيدًا ومئات الجرحى والمعتقلين، فيما قتل من جيش الاحتلال -حسب اعترافه- 50 جنديا وجرح المئات، فيما يبقى الكمين الشهير في منزل آل الفايد والذي قتل فيه 13 جنديا دفعة واحدة، الحدث الذي هز أريئيل شارون وموفاز.
وكان للمعركة قادة ورموز من تشكيلات المقاومة المختلفة، قضى بعضهم شهيدا كأبو جندل ومحمود طوالبة ومحمود الحلوة وزياد العامر ، فيما اعتقل آخرون ما زالوا رهن الاعتقال يقضون أحكاما عالية مثل الشيخ جمال أبو الهيجاء والحاج على الصفوري وآخرون.
ما قاله شبان وكبار في المخيم لدى الحديث معهم عن ذكرى المعركة أنهم يستشعرون أننا بتنا على أعتاب مواجهة جديدة مع الاحتلال لا مناص منها قد لا تكون بالشكل الذي جرى في معركة المخيم ولكن الانفجار بوجه الاحتلال بات قريبًا، فكل السياقات من وجهة نظرهم تشير إلى ذلك.