شبكة الخامسة للأنباء - غزة

خاص الخامسة للأنباء – محمد وشاح
نكسة 1967، حرب حزيران أو حرب الأيام الستة كما يسميها الاحتلال، هي حرب نشبت بين دولة الاحتلال الصهيونية وعدة دول عربية مجاورة من بينها: مصر، الاردن، سوريا، لبنان، تكللت بهزيمة الجانب العربي ومكنت الكيان الإسرائيلي من توسيع بقعة تواجده في المنطقة وذلك باحتلال بقية الأراضي الفلسطينية واستيلائه على سيناء والجولان والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وغزة.
وتعد حرب 1967 الحرب الثالثة ضمن سلسلة الصراع العربي الإسرائيلي، انتهت باستيلاء الاحتلال الإسرائيلي على كامل دولة فلسطين هذه المنطقة الجغرافية التي كانت تحت الانتداب البريطاني ما بين عام 1923 وحتى عام 1948. كما تعتبر آخر الانتصارات الإسرائيلية وبداية منحنى نزول الكيان، حيث لم تعرف تل أبيب بعد حرب عام 67 أي انتصار آخر لها.
شرارة الحرب والضربة المفاجئة
اندلعت الحرب في 5 يونيو/حزيران 1967 بهجوم إسرائيلي على قواعد سلاح الجو المصري في سيناء كان هذا الهجوم النقطة الفاصلة بين فترة ثلاثة أسابيع من التوتر المتزايد والحرب الشاملة بين إسرائيل وكل من مصر، وسوريا والأردن في غضون الحرب قامت قوات عراقية – كانت مرابطة في الأردن – بمساندة قوات البلاد العربية.
استعدادات الاحتلال للحرب
من الأسباب التي سهلت تمكن الاحتلال وهزيمة الجيوش العربية
- مساندة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لإسرائيل عسكرياً واقتصادياً و كذا حصول الاحتلال على أسلحة غربية حديثة وخاصة سلاح الطيران الإسرائيلي الذي سيطرت به على ميادين القتال في جبهات مختلفة.
- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي عنصر المفاجأة في ضرب القوات العربية، حيث لم يتوقع العرب هجوماً عند الفجر لكن إسرائيل نفذت الهجوم في هذا الوقت؛ مما أفقد العرب توازنهم وسبب خسائر فادحة في صفوف القوات العربية.
خسائر الحرب لدى الجيوش العربية
خسائر مصر
الضربة الجوية الإسرائيلية قامت إسرائيل في الساعة 8 و45 دقيقة صباح الاثنين 5 يونيو/حزيران لمدة ثلاث ساعات بغارات جوية على مصر في سيناء والدلتا والقاهرة ووادي النيل في ثلاث موجات الأولى 174 طائرة والثانية 161 والثالثة 157 بإجمالي 492 غارة دمرت فيها 25 مطاراً حربياً وما لا يقل عن 85% من طائرات مصر وهي جاثمة على الأرض.
وطبقا للبيانات الإسرائيلية تم تدمير 209 طائرة من أصل 340 طائرة مصرية، منها 30 طائرة تي يو-16 27 طائرة اليوشن قاذفة 12 طائرة سوخوي- في 90 طائرة مقاتلة ونقل وهليكوبتر وحول خسائر مصر العسكرية، نقل أمين هويدي عن كتاب الفريق أول محمد فوزي أن الخسائر بأعداد قوة الطيارين كانت 4% و17% من القوات البرية، وكانت الخسائر في المعدات 85% في القوات البرية، وكانت خسائر القوات الجوية من القاذفات الثقيلة أو الخفيفة 100%، و87% من المقاتلات القاذفة والمقاتلات، وكان عدد الشهداء والمفقودين والأسرى هو 13600 عاد منهم 3799 أسيرا من بينهم 481 ضابطا و38 مدنيا والباقى جنود وصف ضابط واتضح بعد المعركة أن عدد الدبابات مائتا دبابة تقريبا دمر منها 12 دبابة واستشهد منها 60 فردا وتركت 188 دبابة للعدو.
خسائر سوريا
بلغت خسائر سوريا بالحرب 445 شهيد و 1898 جريح، وبعد أن استمرت المعارك لمدة أطول بين سوريا وإسرائيل بعد توقفها على الجبهات الأخرى، قصفت إسرائيل عدة مطارات منها الضمير ودمشق ودمرت 32 طائرة مقاتلة من نوع ميغ و 2 اليوشن قاذفة وخسائر أخرى بالمعدات.
خسائر الأردن
6094 شهيد ومفقود، قصف عدة مطارات أردنية منها المفرق وعمان ودمرت 22 طائرة مقاتلة و5 طائرات نقل وطائرتي هليكوبتر.
خسائر الجيش العراقي
فقد العراق جزءا كبيراً من سلاحه الجوي عندما هاجمت إسرائيل القاعدة الجوية هـ3 في محافظة الأنبار بالعراق.
خسائر فلسطين
كانت فعلا نكبة ثانية فقد أضافت “إسرائيل” أكثر من ثلاثة أضعاف مساحتها الجغرافية بعد تهجير نحو 300 ألف فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة؛ معظمهم نزح إلى الأردن وفقا لإحصائيات فلسطينية.
وحسب بيان لهيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، فقد سجلت على مدى 54 عاما الماضية نحو مليون حالة اعتقال نفذها الاحتلال الإسرائيلي، بينهم قرابة 4400 لا زالوا رهن الاعتقال. كما أن عدد الشهداء من الأسرى بلغ 226 أسيرا منذ عام 1967، بسبب التعذيب أو القتل العمد بعد الاعتقال أو الإهمال الطبي
خسائر الاحتلال
قرابة ال1000 قتيل، وقدرت خسائر إسرائيل بـ26 طائرة مقاتلة وجرح المئات منهم .
ما بعد هزيمة نكسة حزيران
لعل من أسوأ نتائج الحرب احتلال كل من الجانب الشرقي في القدس، والضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان، و تدمير ما يقدّر بنحو 70 إلى 80 بالمئة من العتاد العسكري في الدول العربية، مقابل 2 إلى 5 بالمئة فقط من عتاد العدو العسكري مما تسبب في إحباط معنويات الجيوش العربية.
مجلس الأمن أصدر القرار 242 في تشرين ثاني 1967 الذي يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حزيران 1967 وبعودة اللاجئين إلى ديارهم.
بعد حرب حزيران 1967، انتشرت قواعد الفدائيين الفلسطينيين على امتداد نهر الأردن، فكانت مرتكزًا للدوريات التي تعبر النهر متوجهة إلى الضفة الغربية المحتلة، ما أدّى إلى اندلاع اشتباكات مستمرة مع الجيش الإسرائيلي المرابط على الضفة الأخرى، وصولاً لاجتياح الجيش الإسرائيلي لبلدة الكرامة آذار 1968م ،بهدف القضاء على قيادة فتح والمقاومة الفلسطينية إلا أنه فشل في ذلك وتكبد خسائر فادحة، وبالتالي شكلت معركة الكرامة انعطافة كبرى في مجرى الصراع العربي – الإسرائيلي، وأعادت للمقاتل العربي ثقته بنفسه وبقدرته على مواجهة العدو الصهيوني وإلحاق الهزيمة به، وأُحبطت آمال العدو باستسلام سريع للنظام العربي الرسمي بعد هزيمته المدوية في حرب حزيران 1967م.
وبالرغم من مرور خمسة وخمسون عاماً على “النكسة”، إلا أن تداعيات الحرب ما تزال مستمرة، إذ يواصل جيش الاحتلال التوغل في الضفة وحصار قطاع غزة، إلى جانب محاولاته ضمّ القدس والجولان لحدود “دولته المزعومة” التي أقامها على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتزداد أطماع الاحتلال عاماً بعد عام، لابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية ونهب مقوماتها وطرد سكانها الأصليين، لصالح مشاريع استيطانية.