طلبة الثانوية العامة ..شكاوى بلا حلول
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

خاص الخامسة للأنباء_إيمان نشبت
في خضم الظروف الإقتصادية الصعبة ومع استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة لا يزال يعاني سكان القطاع بشكل عام وطلبة الثانوية العامة كجزء لايمكن فصله عن الوضع المتأزم في غزة يتأثرون بكافة الأوضاع الاقتصادية والسياسية والصحية ،فمن الحصار مروراً بالكورونا حتى العدوان الأخير ومعايشة للحصار وسوء الأوضاع الإقتصادية،جميعها عوامل تؤثر سلباً و تفقد الطلبة التركيز الازم في العملية الدراسية بالشكل المطلوب.
مشتتات وأزمات
باتت الاختبارات النهائية لطلبة الثانوية العامة على الأبواب، وهذا الأمر يخلق لهم حالةً من التوتر والأرق والضغط النفسي، خشية تدني مستواهم.
فلا يخفى على أحد أن القطاع يعاني من نقص حاد في ساعات وصل الكهرباء منذ أكثر من 15 عاماً ،وهذا الشيء يجعل طلبة الثانوية العامة في بيئة غير ملائمة للدراسة خاصة وأن اختباراتهم النهائية تأتي خلال فصل الصيف وفترة ارتفاع درجات الحرارة الشديدة مما يتطلب توفير “المرواح الهوائية” طيلة فترة الدراسة ،وهذا الأمر يستحيل حدوثه مع ساعات الوصل القليلة للكهرباء ، وبما أن طلبة التوجيهي غالبيتهم يندرجون لأبناء الأسر الفقيرة في غزة ،فأيضاً من الصعب الاشتراك في رسوم أسبوعية أو شهرية في الموالدات التجارية ذات التكلفة الباهظة.

صعوبة المنهاج الدراسي
يٌعتبر المنهاج التعليمي لدولة فلسطين من أصعب المناهج التعليمية في الوطن العربي، حيثُ يعد الحصول على التوجيهي مرحلة فارقة في حياة الطالب لأنه يؤدي الامتحان في جميع المواد لعام كامل دون تقسيمه إلى فصول ومن الطبيعي أن صعوبة المنهج تؤثر على أداء طلاب الثانوية العامة في الاختبارات النهائية نظراً للتقييم السنوي دون أي اعتبار للفصول.
بدورها قامت شبكة “الخامسة للأنباء” باستطلاع رأي عدد من الطلبة حول صعوبة المنهج الدراسي، حيث أكدت الطالبة “آية عبد الرحمن” أن المناهج الدراسية صعبة جداً ومركزة على اختبار واحد يحدد مصير الطالب بالنجاح أو بالرسوب وهذا الأمر بحد ذاته يحتاج لمعالجة وتخفيف.
وأوضحت آية أن بعض زملاءها الثانوية العامة يفتقرون لأدنى مقومات الحياة والبيئة المهيئة لأجواء دراسية ترتقي لطلاب الدول الأخرى فلو مر الطالب أي ظرف تكون النتيجة مدمرة لنفسيته لانه سيرسب بالعام الكامل ولا يوجد أي رصيد له من الدرجات السابقة طيلة العام.
فيما قال الطالب “محمد حمدان” أن المنهاج صعب بالتأكد والعملية التعليمية بالمدارس لا تكفي لدراسة كل المنهاج بشكل عامل لعدة أسباب أبرزها ضيق الوقت واذدحام الفصول الدراسية والعزوف عن الذهاب للمدرسة في الأشهر الأخيرة من الفصل الثاني.

ارتفاع أجرة الدروس الخصوصية
تعتبر الدروس الخصوصية لطلاب الثانوية العامة في غزة مكلفة جداً نظراً لتردي الأوضاع المادية للشعب الغزي الذي يعاني من ويلات الحصار وارتفاع نسبة البطالة وقلة العمل
حيث قالت المواطنة “أم محمد” أم لإحدى الطالبات أنها تمتنع عن شراء حاجات البيت الأساسية لتوفير ثمن الدروس الخصوصية لإبنتها نظراً لتكلفتها المرتفعة في ظل سوء الأحوال المادية في قطاع غزة.
ولفتت إلى أن هناك أسر لا يمكنها حتى توفير ثمن آخر شهر لدرس خصوصي، رغم أن طالب الثانوية العامة بحاجة ناسة لتلك الدروس للتمكن من اجتياز الاختبارات النهائية بتقدير جيد .
فيما قال “محمد نشوان” أنه يقوم بالعمل في السوق ويعيل أسرته بعد المدرسة بسبب سوء الظروف الاقتصادية ،لكنه أيضاً لا يستطيع دفع رسوم الدروس الخاصة التي تتجاوز ال100 شيكل شهرياً للمادة الواحدة.
المعاناة خلال فترة الدراسة للاختبارات النهائية للثانوية العامة لا تقتصر على الطلبة فقط بل يعيشها الأهل أيضا مثلهم مثل أبنائهم بحلوها ومرها سواء كان الامتحان صعباً أم سهلاً ويبقون متشوقين لرؤية ابنهم بعد الامتحان لمعرفة ما قدم في امتحانه وما هي النتيحة التي سيأتي بها مع نهاية الامتحانات.
