مقالات الخامسة

هل أمسى المطبخ السياسي الفلسطيني فقيرا ؟

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الكاتب:ناصر اللحام

يقوى الفريق اذا يلعب من أجل الفوز ، ويضعف ويفقد لياقته الاحترافية اذا لعب مع الضعفاء والفاشلين . وقد كان المطبخ السياسي الفلسطيني ولا يزال من أهم المدارس السياسية في العالم لتعليم القدرة على البقاء والصمود وسط الفناء وتحويل كل ادوات الضعف الى نقاط ارتكاز وقوة .

قيمة السياسة الفلسطينية وخصوصا منظمة التحرير انها نجحت في تحويل خيام الجوع الى خيام ثورة ، وقد عبر عنها الاديب الراحل غسان كنفاني بعبارته الشهيرة ( خيمة عن خيمة بتفرق ) . وبالفعل عملت منظمة التحرير كجبهة وطنية عريضة على تحويل النسيان الى ذاكرة ، وتحويل النكبة الى ثورة ، والنكسة الى فرصة .. وخلقت قواعد لعبة جديدة ارهقت الامبراطوريات وجعلت العالم يعترف بالحق الفلسطيني .

منذ اندلاع الثورات المضادة المتمثلة بالربيع العربي . حاول المطبخ السياسي الفلسطيني ان يلعب بعيدا عن أدواته التي حقق من خلالها جميع انتصاراته ، وألزم نفسه بأدوات مهترئة تارة ورجعية عميلة للاستعمار تارة اخرى . وصار يلعب وفق قواعد الخصوم وأشباه الحلفاء وألزم نفسه بقواعد لا تناسب قيمته التاريخية ولا تضحيات شعبه .

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

العالم الحر يفرض الان حصارا أخلاقيا على نظام الابرتهايد الصهيوني ، وحركة المقاطعة تحقق انتصارات عظيمة ؛ وعدة أنظمة عربية كشفت عن وجهها الحقيقي كحلفاء للصهاينة . ونفوذ امريكا ينحسر في العالم ، وحركات التقدم في العالم تتقدم أكثر وأكثر .

النظام السياسي الفلسطيني في خطر ، ولكن الثورة الفلسطينية ليست في خطر .

السلطة الفلسطينية في خطر وجودي لكن المقاومة ليست في خطر وتستمد شرعيتها من انتصارات جماهيرية مذهلة.

القوى المعارضة في خطر ازدواجية الهوية وتهالك الخطاب . لكن النخبة ليست في خطر بل هي تتشكل من جديد .

زيارة الرئيس الامريكي لبيت لحم الجمعة القادمة ستكون امتحان كبير للسياسيين الفلسطينيين من مختلف المشارب الفكرية . حيث سيرى العالم من جديد اذا كان للفلسطينيين خطاب سياسي واضح الاهداف ، والادوات . ام أنه يربط مصيره بمصير الانتخابات الاسرائيلية والامريكية المزعجة.

وقاعدة اي خطاب سياسي فلسطيني يجب أن يسمعه بايدين ( ممنوع ان يهنأ الصهاينة بنظام عنصري مريح وغير مكلف واستيطاني خنزيري طالما يعاني ويتعذب المواطن الفلسطيني في ارضه ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى