المانيا والابتزاز الصهيوني.
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
الكاتب: حكمت عجوري
الصهيونية حركة عنصرية من اهدافها ابادة الشعب الفلسطيني بدليل ما فعلته العصابات الصهيونية من تطهير عرقي للفلسطينيين بقتل الالاف منهم وتهجير ثلثي سكان فلسطين حيث يعيش الان حوالي ستة ملايين منهم في المهجر وذلك بعد ان مسحت هذه العصابات من على وجه الارض 531 قرية وبلدة فلسطينية في حرب النكبة وذلك من اجل اقامة كيان صهيوني على الارض الفلسطينية في سنة 1948 اثبت بالدليل القاطع وبشهادة مؤسسات حقوق الانسان ذات المصداقية وعلى راسها منظمة العفو الدولية (امنيستي) بانه كيان فصل عنصري وبامتياز.
الارهابي مناحيم بيغن رئيس وزراء اسرائيل في ثمانينات القرن الماضي قال انه “لولا دير ياسين واخواتها لما قامت اسرائيل.”
بن غوريون قال في بيغن “ان بيغن هو نسخة اخرى من هتلر فهذا العنصري لن يتورع عن ابادة جميغ العرب من اجل حلمه باقامة اسرائيل الموحدة”.
على الرغم من اهمية الاقتباسات كشهادات اثبات شخصية وتأكيد على حقيقة العنصرية البشعة لاسرائيل وكرهها لكل من هو غير يهودي (الاغيار ) الا ان هذا المقال سوف يكتفي فقط بالتذكير بما صار معروفا للبشرية جمعاء حول المشترك ما بين الصهيونية والنازية كايدولوجيات تهدف لابادة الاخر وهنا يحضرني ما صرح به وزير خارجية روسيا السيد لافروف للتلفزيون الايطالي بان هتلر (الاب البيولوجي للنازية ) ذو اصول يهودية .
اسرائيل كما اسلفنا قامت على انقاض فلسطين وشعبها في حينه كانت فلسطين اكثر كيانات المنطقة حضارة بناها اهلها الاصليين الفلسطينيون وليس كما تزعم الرواية الصهيونية الكاذبة بانها قامت على ارض بدون شعب و تحت غطاء رواية دينية مزيفة.
اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لم تتوقف لحظة منذ قيامها عن ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين التي ارتقت بمعظمها لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية والى يومنا هذا بينما المحرقة (الهولوكوست) النازية والتي نقر ببشاعتها ونستنكرها حدثت في اربعينات القرن الماضي وتجمدت في حينه ولم تتكرر بينما لا يوجد ما يدل على ان هناك اي امل بان تتوقف اسرائيل عن ارتكاب جرائمها بحق الفلسطينيين اصحاب الارض بهدف ابادتهم لخوفها من مقولة انه لا يضيع حق وراءه مطالب والسبب في امعان اسرائيل في ارتكابها لهذه الجرائم هو وجود دول مثل المانيا تضع راسها في الرمل مثل النعامة ازاء هذه الجرائم بحق الفلسطينيين بالرغم من وجود تقارير دولية توثق هذه الجرائم منها تقرير القاضي اليهودي الجنوب افريقي غولدستون وهي بالتاكيد موجودة في اراشيف المستشارية الالمانية والتي تؤكد على ارتكاب دولة الفصل العنصري جرائم بحق الفلسطينيين ترقى الى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
في شهر مايو سنة 99 التقيت باحد المسؤولين الالمان وكان يجاورني على طاولة عشاء تم اعدادها للوفد الالماني الذي كان يزور فلسطين في حينه وقد دار بيني وبينه حديث بدأه بالسؤال ان كان الرئيس عرفات سيعلن عن قيام الدولة الفلسطينية بحسب اتفاق اوسلو في ذلك الشهر فقلت له للاسف لأ وذلك بناء على نصائح عديدة جاءت من اصدقائنا الاوروبيين ومن بينهم حكومتكم فقال عندما يتعلق الامر باسرائيل لا يجب ان تأخذوا باي نصيحة نقدمها لكم .
تذكرت هذه القصة وانا اتابع ردود فعل الالمان اذعانا للابتزاز الصهيوني المزمن لالمانيا على ما قاله الرئيس الفلسطيني بخصوص ما ترتكبه اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال من مجازر بحق ابناء شعبه وبدون توقف كما اسلفت ومنذ قيامها وتشبيهه لها بالمحرقة وهو ما اثار غضب المستشار الالماني بهجومه على الرئيس الفلسطيتي مع انني لا اشك بان المستشار لديه من المعلومات ما يؤكد على صحة ما قاله الرئيس الفلسطيني خصوصا وان العديد من هذه المجازر مثبت في السجلات الدولية وفي نفس الوقت فان المستشار يعي تماما بان الرئيس الفلسطيني لم يقصد بما قاله التهوين ابدا من بشاعة المحرقة /الهولوكوست التي ارتكبها الزعيم النازي هتلر بحق اليهود وهي مستنكرة وبشدة من قبل الرئيس عباس ونحن معه ولكن ما قاله الرئيس الفلسطيني هو تاكيد على استنكاره لهول المحرقة وبشاعتها وذلك بعدم التقليل من بشاعة ما ارتكبته اسرائيل بحق الفسطينيين اصحاب الارض التي قامت عليها اسرائيل ومع ذلك نقول بان المحرقة التي لا ناقة للفلسطينيين فيها ولا بعير لا يجب ان تبقى سيف صهيوني مسلط على رقاب الالمان وغيرهم من الشعوب وذلك بسسب ان اسرائيل تستغل ذلك كغطاء على ما ترتكبه من جرائم بحق الفلسطينيين بعضها لا يقل بشاعة عن المحرقة وخصوصا التطهير العرقي للفلسطينيين.
المستشار الالماني وشعبه شاهدوا بالتاكيد على شاشات التليفزيون حرق غزة واهلها بالفسفور الابيض من قبل اسرائيل حليفة المانيا ولدى المستشار علم بان حليفته اسرائيل القت قرابة مليوني كيلوغرام متفجرات فوق غزة الاكثر كثافة سكانية في العالم في حرب سنة 2008/2009 و لم تتوقف اسرائيل عند ذلك بل استمرت في حروب اخرى مشابهة سنة 2012/14/21 وهي حروب استخدمتها اسرائيل كتجارب لاسلحتها الجديدة على الغزيين وكان معظم ضحاياها من الاطفال والنساء وهناك عائلات غزية باكملها تم مسحها في هذه الحروب من السجل المدني وهي مسجلة وموثقة وكان اخيرها حرب الثلاثة ايام في الخامس من هذا الشهر والتي ذهب ضحيتها 49 فلسطيني ثلثهم من الاطفال
المانيا تربطها ايضا بقلسطين علاقة صداقة بدليل استقبالها رسميا للرئيس الفلسطيني الذي يمثل الضحية في الصراع الصهيوني الفلسطيني وهو الذي استغل وجوده هناك ليبث هموم شعبه لالمانيا وشعبها الصديق علها تفعل شيئا ايجابيا كون المانيا الحليف والداعم المالي الاوروبي الاكبر لاسرائيل ولكن يبدو ان المانيا ما زالت تتالم من جلد الذات لما ارتكبه اسلافها النازيين بحق اليهود وبالتالي جاءت ردة فعل المستشار تعبيرا عن هذا الالم دون ادراك من المستشار شولتزوشعبه بان الفلسطينيين هم ضحايا ضحاياهم اليهود.
الفلسطينيون بشر يغضبون و يتالمون ليس من جراح النكبة فقط وهي التي لا تقل بهولها كثيرا عن المحرقة ولكن الفلسطينيين شعب يعيش تحت ابشع احتلال عرفه التاريخ الحديث يعانون ويصرخون من الجراح التي تحدثها الة الحرب الصهيونية في الجسد الفلسطيني في كل يوم وبدون توقف وعلى مدار 74 سنة ارتكبت اسرائيل خلالها حوالي سبعين وليس خمسين مجزرة معظمها ترقى كما اسلفت لجرائم الحرب وضد الانسانية والتطهير العرقي و بعضها ما زال غير معروف لغير الضحايا من الفلسطينيين ودفنت فظاعتها معهم .
ختاما وفي سياق متصل لسنا بصدد الرد على الهجوم الذي يشنه قادة دولة الفصل العنصري على الرئيس الفلسطيني لذات الموضوع والسبب اننا نعرف انها وسيلة دفاعية من قبل هؤلاء عن ما لم يعد بامكانهم الدفاع عنه من خروقات للقانون الدولي والدولي الانساني وغطاء وهمي لجرائمهم بحق الفلسطينيين وبالتالي ما يقوله هؤلاء بحق قائد المسيرة ليس اكثر من نباح كلاب على القافلة الفلسطينية التي ما زالت تسير باتجاه الدولة الفلسطينية المستقلة والتي لن تتوقف عن المسير الا بوصولها الى القدس المحررة عاصمة هذه الدولة حتى لو غضبت المانيا وكل حلفاء اسرائيل وحتى لو اغلقت اسرائيل مبنى المقاطعة في رام الله كما فعلت ظلما مع مؤسساتنا الحقوقية التي اغلقتها يوم الخميس لكونها هزت الكيان الصهيوني بكشفها حقيقته العنصرية للعالم اجمع .