ما وراء انتصار عواودة على قيود الأسر
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
الكاتب: معتز خليل
جاء إعلان المعتقل الإداري الفلسطيني خليل عواودة عن وقف إضرابه عن الطعام ليزيد من دقة هذه القضية وانتصاره على إسرائيل ، حيث أعلن عواودة أنه أوقف إضرابه عن الطعام بعد حالة من الجدال استمرت لفترة كبيرة ، خاصة منذ العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة واشتراط حركة الجهاد الإسلامي إطلاق سراح عواودة ومعه الأسير السعدي حتى تقبل بوقف إطلاق النار .
وتشير تقارير صحفية إلى أن قرار عواودة بوقف الاضراب عن الطعام جاء بعد حصوله على اتفاق مكتوب تعهدت فيه إسرائيل بعدم تمديد اعتقاله الإداري إلى ما بعد الثاني من أكتوبر المقبل .
غير أن السؤال المطروح الآن هو مناقشة كيف أنتصر عواودة على قيد الاحتلال : اعتقد أن السبب الرئيسي كان ظهوره صامدا والضعف والجوع يسيطر على جسده المنهك ، وهي الصورة التي كان لها أكبر الأثر في تفاعل بعض من الدوائر الدولية وتعاطفها معه. ثانيا لا شك أن المصريين لعبوا دورا بارزا في هذه الخطوة من أجل إقناع إسرائيل باتخاذ هذه الخطوة فضلا عن إعلان عواودة عن وقف إضرابه عن الطعام.
وهناك حديث من أن عواودة تعهد بعدم القيام باي نشاط سياسي عقب الافراج عنه ، وهو حديث تديره بعض من منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
وتابعت من لندن تصريحات زوجته دلال عواودة التي قالت في تصريحات لصحيفة “العربي الجديد” إنّ “الاتفاق بين عواودة والاحتلال يقضي بالإفراج عنه في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، مع استمرار قرار الاحتلال تجميد اعتقاله الإداري، على أن يبقى في المستشفى لتلقّي العلاج”.
وأضافت الزوجة أنّ “الاتفاق وُثّق بورقة مكتوبة من نيابة الاحتلال العسكرية واستخبارات الاحتلال، عن طريق المحامية أحلام حداد. وقد اتّصلتُ بخليل هاتفياً وتأكدتُ من وقفه الإضراب”. ثمّ نشرت على صفحتها على موقع فيسبوك تسجيل فيديو له يتحدّث من خلال عن الاتفاق المبرم.
وبعيدا عن كل هذا أعتقد أننا أمام حقيقة واضحة وواحدة تتلخص في أنتصار عواودة على الاحتلال ، وهو الانتصار الذي يأتي عقب أيام من الصمود والكفاح.
غير أن الواضح الآن هو غياب وجود آلية للاشراف الدولي على أسرانا البواسل في المعتقلات الإسرائيلية ، وهو أمر بات لافتا في ظل تعاظم المشاكل والأزمات التي يعانيها أسرانا بالسجون ، ولا شك أن المرحلة المقبلة تقضي بضرورة وضع أزمات الأسرى على مائدة المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية لمناقشة هذه القضية الدقيقة.
لقد طالعت اليوم صحيفة إسرائيل اليوم التي ستنشر غدا وفي عددها الإسبوعي تفاصيل ما أسمته بالجهود الدبلوماسية الفلسطينية من أجل إقناع أكثر من طرف دولي بحصول فلسطين على موقع “دولة” بالأمم المتحدة ، وهي جهود عزيمة وتحمد للخارجية الفلسطينية ، غير أننا يجب أيضا أن نضع قضية اسرانا في مصاف الملفات الدولية في نقاشنا مع دول العالم ، وهي ليست قضية فلسطين بقدر ما هي قضية الإنسانية والظلم الذي يعيشه أولادنا في النهاية بالمعتقلات.