تقارير

الأسير وليد دقة انتصر على سجانه بفكره فحاربوه بمرضه

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

تقرير خاص -الخامسة للأنباء_إيمان نشبت

يعيش الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال مجموعة من الظروف الصعبة من بينها أوضاعاً صحية استثنائية وأليمة؛ فهم يتعرضون إلى أقسى أساليب التعذيب الجسدي والنفسي بوحشية ممنهجة، تؤذي وتضعف أجساد الكثيرين منهم، ومن هذه الأساليب: الحرمان من الرعاية الطبية الحقيقية، والمماطلة المتعمدة في تقديم العلاج للأسرى المرضى والمصابين، والقهر والإذلال والتعذيب التي تتبعها طواقم الاعتقال والتحقيق.

ولعل الحديث هنا يتركز على الأسير وليد دقّة أحد أبرز الأسرى في سجون الاحتلال
الذي تعرض لجملة من السّياسات التّنكيلية على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكلٍ خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال لمصادرة كتاباته وكتبه الخاصة، كما واجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفيّ وفي هذه الفترة يواجه إهمالاً طبياً متعمداً

ميلاده وسيرته ؟

ولد الأسير وليد نمر دقّة عام 1962 في مدينة باقة الغربية في الداخل المحتلّ، شكَّل خلية عسكرية مُقاوِمَة، وتلقى تدريبات في إحدى معسكرات في سوريا، وكان ضمن جهاز عسكري سري يعمل في الداخل المحتل مع إبراهيم الراعي؛ عمل الجهاز لمدة عامين قبل أن تكتشفه مخابرات الاحتلال وتتهم دقة ورفاقه إبراهيم ورشدي أبو مخ وإبراهيم بيادسة بقتل الجندي موشي تمَّام عام 1984م وفي تاريخ 25 آذار/ مارس من العام 1986، حكم عليه بالمؤبد وأدين بالانتماء لخلية خطفت وقتلت جندي إسرائيلي عام 1984.
ويعدّ وليد دقّة واحدًا من الأسرى الذي مضى على أسرهم أكثر من 35 عامًا.
أثناء أسره تمكّن دقّة من مواصلة تحصيله الأكاديمي في المعتقل حتّى حصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية، وقاد دقّة الكثير من المعارك النضالية داخل السجن، واختار الانضمام لصفوف حزب التجمّع الوطني الديمقراطي.

وليد دقة
الأسير وليد دقة

رفضه للظلم وقتله لجندي محتل

قامت قوات الاحتلال باعتقال الأسير دقة، في 25 آذار/ مارس 1986، بعد اتهامه بعملية أسر الجندي الإسرائيليّ موشي تمام عام 1984 وقتله.

تلك العملية شكّلت طعنة في قلب التقديرات الإسرائيلية حول السيطرة التامة على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة 48 ،وأربكت كل حساباتهم.

وليد دقة
وليد دقة

من الإعدام للمؤبد..

حكم الاحتلال على المناضل دقة بالإعدام في بداية الأمر، ولاحقاً خفف إلى السجن 37 عاماً.

وأضاف الاحتلال عام 2018 على حُكمه عامين ليصبح 39 عامًا، وفقا لهيئة شؤون الأسرى والمحررين.

زواجه داخل سجون الاحتلال

اقترن الأسير وليد دقّة بالناشطة السياسية سناء أحمد سلامة في عام 1999، واعتبر زواجهما سابقة في تاريخ الحركة الأسيرة، فقد أجبر الأسرى الاحتلال على السماح لهم بالتقاط الصور والفيديو وتشغيل الموسيقى كأي حفل زفاف عادي وحضور أهل وليد دقّة ومعانقته للمرة الأولى والأخيرة وبحضور تسعة من الأسرى الذين حضروا مراسم فرحه.

وليد دقة
زواج وليد دقة

الكاتب والمفكر

ويعتبر الأسير دقّة أحد أبرز الأسرى في سجون الاحتلال، وساهم في العديد من المسارات في الحياة الاعتقالية للأسرى، وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره الأسير دقة: (الزمن الموازي)، (ويوميات المقاومة في مخيم جنين)، (وصهر الوعي)، و(حكاية سرّ الزيت)، و(حكاية سرّ السيف) مؤخرًا.

تعرض الأسير دقة لجملة من السّياسات التّنكيلية على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكلٍ خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال لمصادرة كتاباته وكتبه الخاصة، كما واجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفيّ.

ميلاد ..ابنته من النطفة المحررة

بعد حرمان دام 21 عاماً رزق الأسير بابنته ميلاد التي جاءت إلى العالم في 3 فبراير/ شباط عام 2020 بعد حمل زوجته سناء سلامة عن طريق نطفة محرّرة، في خطوة جديدة تحدى فيها وليد وسناء كل الإجراءات العقابية التعسفية، التي منعت الزوج وبقرار قضائي من الانجاب الطبيعي من زوجته ،فكانت ميلاد ثمرة هذه العزيمة.

وليد دقة
وليد دقة

وضعه الصحي الخطير

يعاني الأسير دقّة من مشاكل صحية عدة منها، أمراض تنفسية والتهاب بالرئة اليمنى وفي كانون الأول/ ديسمبر تم تشخصيه بسرطان نادر في النخاع العظمي يكون علاجه دوائيًا وليس كيماويًا.

يُذكر أنّ إدارة سجون الاحتلال نقلت القائد وليد دقة إلى مستشفى “أساف هروفيه” بعد تراجع خطير طرأ على حالته الصحية ، وبحسب زوجته، فإنّ “هناك مضاعفات صحية على وضع الرئتين لدى وليد، وعلى ما يبدو أنّ وليد أُصيب بتلوث جديد في جسده”.

عدد الأسرى المرضى

تشير البيانات الفلسطينية الرسمية إلى أن ما يزيد على 600 من بين قرابة ال 5 آلاف أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعانون من أمراض مختلفة، من بينهم 200 أسير بحاجة إلى تدخلات طبية عاجلة، ومن هؤلاء 25 أسيرًا مصابون بأمراض السرطان، وحياتهم مهددة بالخطر في كل لحظة.

ودعت حملة لإطلاق سراح الأسير وليد دقة بشكل فوري حتى يتمكن من تلقّي العلاج دون قيد”، وحمّلت عائلته الاحتلال المسؤولية التامة عن حياته في ظلّ عدم توفر أي بيئة علاجية لمرض السرطان النادر الذي يعاني منه. وقالت العائلة، إنّه “بالرغم من الخطورة البالغة للحالة الصحية للأسير وليد دقة، والتي تتطلب رعاية طبية مُركّزة لحظة بلحظة ضمن خطط علاجية دقيقة ومُركّبة، لكن دون أدنى اهتمام انساني من قبل احتلال يعمد لقتل واغتيال قادة الحركة الأسيرة كما حدث مؤخراً مع القادة ناصر أبو حميد وخضر عدنان.

الأسرى الفلسطينيين
اسرى فلسطين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى