من هو “الأمير الأحمر”؟
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء – رام الله
تصادف، اليوم، الذكرى الـ43 لاستشهاد القائد علي حسن سلامة “الأمير الأحمر”، مؤسس قوات أمن حماية قيادة منظمة التحرير الفلسطينية (قوات الـ17 لاحقا).
عقب سطوع نجمه، أمرت رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير باغتياله بعد أن قالت “اعثروا على هذا الوحش واقتلوه”. وهناك رواية أخرى مفادها أن غولدا مائير هي من سمته بالأمير الأحمر بعد أن أذاق إسرائيل والموساد العديد من الويلات.
وإلى جانب العمليات النوعية التي نفذها ضد إسرائيل، تلقت إسرائيل صفعة قوية أخرى عندما اكتشفت أنه تمكن من بناء قنوات تواصل مع الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه”، وهو الأمر الذي سبب صدمة كبيرة للموساد والقيادات الأمنية والسياسية في تل أبيب.
وهو ما دفع إسرائيل إلى وضع ثقلها بالكامل من أجل اغتياله، ولإتمام ذلك جند الموساد البريطانية ذات الأصول اليهودية إيريكا تشامبرز التي خضعت لعملية تجميل من أجل إخفاء مظهرها الحقيقي، والتي بدورها استطاعت التنكر والتقرب من سلامة ومعرفة تفاصيل تحركاته، لتقوم في 22 يناير/كانون الثاني 1979 بتفجير سيارة كانت مركونة بالقرب من طريق مرور سيارته في بيروت، الأمر الذي أدى إلى مقتله مع حراسه الأربعة، إلى جانب مقتل أربعة من المارة.
اعتقد قادة الاحتلال أنهم باغتيال الشهيد سلامة أزاحوا من طريقهم خصما سبق وأن أفشل مخططاتهم وأنزل القصاص بعملائهم، فكان القائد المؤهل لتشكيل قوة الحماية للزعيم الشهيد ياسر عرفات، التي لعبت دورا مهما في التصدي لأنشطة الموساد على الصعيد الخارجي، وفي داخل لبنان.
أطلقت عليه رئيسة وزراء الاحتلال غولدا مائير لقب “الأمير الأحمر” فأصبح هذا اللقب يميزه لدى المراقبين السياسيين والإعلاميين للحركة الوطنية الفلسطينية أيضا.
ولد علي حسن سلامة “أبو حسن” في العراق بتاريخ 1/4/1941، أنجبت زوجته مولودها الأول في القاهرة بتاريخ 1/6/1966 في الذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد جده المجاهد الشيخ حسن سلامة، وكان قد انتقل أبو حسن إلى القاهرة لإكمال تعليمه هناك، وفي عام 1964 انتقل إلى الكويت والتحق بحركة “فتح” عن طريق خالد الحسن “أبو السعيد” وأدار دائرة التنظيم الشعبي في مكتب (م.ت.ف)، ثم اختير عام 1968م ضمن مجموعة من عشرة أشخاص لدورة أمنية في القاهرة، وبعد عودته عمل نائبا لمفوض الرصد المركزي لحركة “فتح” صلاح خلف، واستقر في العاصمة الأردنية ممارسا لمهماته النضالية حتى خرج إثر معارك أيلول برفقة القائد ياسر عرفات مع اللجنة العربية العليا التي كانت مكلفة بالوساطة بين الأردن والفدائيين، ومنذ ذلك الخروج أصبح ظلا لأبي عمار ومكلفاً بحمايته، وهو أول من تم تعيينه قائدا لقوات الـ17.
تزوج مرتين، الأولى من الفلسطينية نشروان شريف منصور وأنجب منها ولديه حسن وأسامة، والثانية كانت جورجينا رزق التي تزوجها عام 1978، وهي لبنانية وكانت ملكة جمال الكون عام 1971، وقضى الزوجان شهر العسل في هاواي ثم أقاما في ديزني لاند في كاليفورنيا وعادا إلى بيروت عندما حملت جورجينا، وكانت في الشهر السادس عند اغتياله. درس ابنهما علي سلامة العلوم السياسية في كندا.
فور انتقاله إلى بيروت أسندت إليه قيادة العمليات الخاصة ضد الاحتلال الإسرائيلي في جميع أنحاء العالم، وارتبط اسمه بالعديد من العمليات النوعية، كما ارتبط اسمه بالاتصالات السرية التي كانت تجريها الثورة الفلسطينية مع الكثير من الأطراف في الساحة اللبنانية والدولية.
رافق أبو حسن سلامة الشهيد عرفات خلال زيارته التاريخية للأمم المتحدة عام 1974م، وخلال المباحثات الأميركية – الفلسطينية التي تم بموجبها التنسيق المشترك، أوكل الرئيس عرفات إدارة هذه المهمة إليه، في حين اعتبرته إسرائيل منذ تكليفه بالاتصالات مع الإدارة الأميركية أكثر خطورة عليها، فليس من المصلحة الإسرائيلية أن يكون هناك أي تقارب بين منظمة التحرير والإدارة الأميركية، لذا أصبح “أبو حسن” الهدف الأكبر أهمية لإسرائيل والذي يجب اصطياده”.
قبل اغتياله، نجا سلامة أكثر من مرة من الاغتيال، كان أشهرها، المحاولة الفاشلة في تموز 1973، فبعد أشهر من البحث والتعقب في أوروبا، وصلت خلية الموساد المكلفة باغتيال القيادي ورجل الاستخبارات الفلسطيني سلامة إلى مدينة ليلهامر في النرويج، واستعدت لاقتناص الهدف الثمين.
وبعد تأكد الخلية من هدفها، اعترضت طريقه في الشارع، وصوبت لجسده 14 رصاصة، إلا أن الشخص الذي قتل بجانب زوجته الحامل لم يكن سوى المهاجر المغربي أحمد البوشيخي، الذي وقع ضحية وجود شبه بينه وبين سلامة.
كان علي سلامة معروفًا بنشاطاته القتالية، لكن في الواقع لم يستطع أي شخص إثبات علاقته بأي من العمليات القتالية التي أعلن مسؤوليته عنها ولم يثبت أحد أنه هو قائد منظمة أيلول الأسود، لذلك يعتبر قانونيًا بريئًا من كل التُهم التي تسببت في اغتياله.