هدم منزلي الصالحية امعان في العداء الصهيوني ضد الانسانية
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
الكاتب: السفير حكمت عجوري
هدم منزلي الصالحية في القدس عاصمة فلسطين لم يكن الاول ولن يكون الاخير كونه تجسيد للطبيعة الصهيونية في التطهير العرقي لاصحاب الارض الا ان ما حصل هذه المرة لعائلة الصالحية هو تتويج لوحشية منقطعة النظير لقوات الاحتلال وعدم انسانيتهم خصوصا وان الاحتلال يوقن بان ما فعله هو ابشع ما يمكن لمخلوق ولا اقول بشر ان يفعله لان من اقترف هذه الجريمة البشعة بحق عائلة الصالحية المقدسية ومن قرر هو ليس من بني البشر ولن اطيل في وصف ما حدث بعد ان شاهده كل سكان المعمورة من خلال التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام وبعد ان سمعنا جميعا ونحن نشاهد ما تبقى من المنزلين همس كتب الاطفال وحقائبهم وهي تشكوا امرها لله لانها وجدت نفسها في العراء خارج دائرة الدفء التي عادة ما تمنحها اياه ايادي واحضان اصحابها الاطفال وفرحتهم بامتلاكها كونها تفتح لهم ابواب العلم والمعرفة وشكوى ارغفة الخبز التي تعرف ان مكانها الطبيعي ليس بين الركام وظنت انها ربما لم تُؤكل بسبب البطر وطبعا بقية شكاوى الملابس والطناجر والصحون وهو ما يثبت على ان الضحية انسان ولكن المجرم صهيوني.
سكوت العالم على هكذا جريمة وهي جريمة ضد الانسانية بامتياز هو وصمة عار على جبين الانسانية وشوكة فيما تبقى من الضمير الانساني وهي دليل اخر على عجز قادة العالم وساسته وتحديدا اصدقاء هذا الكيان العنصري المارق وبمثابة شهادة وفاة لضمائرهم ان هم فِعلا استمروا في الصمت او في التنديد الشفاهي فقط ازاء هذه الجرائم دون عقاب لمرتكبيها.
الفلسطينيون ليسوا شعبا فائض وانما هم جزء اصيل من البشرية وحاضنة دياناتها السماوية الثلاث وهم من اوائل الشعوب الحية الذين ذكرهم الله في اوائل كتبه المقدسة وتحديدا التوراة ، اقول ذلك لعلني اذكر اتباع التوراة من اليهود ان ما ارتكبته قوات الاجتلال الصهيوني بحق الصالحية تم باسمهم وهو ما يعني ان قبول اليهود والسكوت على جرائم حركتهم الصهيونية بحق الفسطينيين هو بمثابة خروج عن التعاليم السماوية التي نؤمن بها جميعا ، يهود ومسيحيين ومسلمين بالرغم من اختلافها الزمني لان مصدر هذه التعاليم هو واحد ولا يمكن لاي من اتباع هذه الاديان السماوية ان يسمح او ان يبرر او ان يسكت على ما يتم فعله من جرائم بحق الفلسطينيين على ايدي اتباع حركة صهيونية عنصرية وباسم كل اليهود الذين هم من اهل الكتاب الذي نؤمن به كايماننا بكافة الكتب السماوية والتي تتنافى تعاليمها مع تعاليم هذه الحركة العنصرية.
ما يجصل في شيخ جراح القدس من هدم وتهويد بهدف التطهير العرقي لاحفاد ِبُناة هذه المدينة المقدسة وهم الفسطينيون ، والذي تتوج بما نحن بصدده بجريمة هدم منزلي الصالحبة تحت غطاء اكاذيب وخدع بناء مدارس ومراكز ترفيه وما يحصل ايضا في النقب -نصف مساحة فلسطين التاريخية- تحت خدع واكاذيب التشجير وذلك من اجل مصادرة ما بقي من اراضي الفلسطينيين البدو خدمة لنفس هدف التطهير العرقي لاصحاب الارض الشرعيين والذي كان قد سبقه اعتقالات بين اهلنا في داخل الخط الاخضر واتنكيل بهم ثمنا لوقوفهم الى جانب اهلهم ابان حرب القدس في رمضان الفائت اضافة الى ان ما يحصل في كل يوم في مدن وقرى الضفة كل ذلك ياتي استمرار لحرب القدس التي استغلتها دولة الاحتلال ابشع استغلال من اجل تطويع الفلسطينيين تحت الاحتلال وذلك بسب فشلنا في استثمار هذه الحرب ونتائجها وهو الذي انتهى بنا الى ما نحن فيه وما ذكرناه،.
اشتراك “صواريخنا” في تلك الحرب دغدغ عواطفنا لا محالة وجعلنا نحس للحظات باننا اصبحنا قاب قوسين او ادنى من التحرير وانهاء الاحتلال لنكتشف بعد ذلك ان هذه المشاركة لم تكن سوى انها مجرد جعجعة بدون طحن خدمة لاهداف حزبية اخوانية بهدف ازالة الغبار الذي تراكم جراء فشل حكام غزة منذ انقلابهم سنة 2007، بعد ان صار جل همهم ان يجدوا ما يسد رمق من تحكمهم من المغلوب على امرهم من اهلنا في عزة كوسيلة للاستمرار في حكمهم الجائر وتحويل غزة الى امارة اخوانية وذلك بعد ان اصبح سماح المحتل بوصول المنحة القطرية هو زر التحكم لقادة حماس بقرار السلم والحرب مع الاحتلال تحت مسمى التهدئة مع هذا المحتل وهو ما يعني القبول به والتعايش معه ومع حصاره.
النصر الفسطيني الحقيقي في معركة القدس كان في متناول اليد الفلسطينية وهو الاستثمار في ما حققته هذه الخرب من وحدة للاربعة عشر مليون فلسطيني في العالم وتضامن ودعم عشرات الملايين ان لم نقل مئات الملايين من دول العالم الذين خرجوا الى الشوارع في كل عواصم الدنيا منددين بجرائم الاختلال ودعما للحق الفلسطيني .هذا النصر الحقيقي تبخر بسبب اختلافنا على الزعامة ومتناسين لجِراحات وعذابات ضحايا البطش الصهيوني في القدس وبقية الاراضي الفلسطينية وتحديدا عذابات وجراحات اهلنا في غزة بعد اربعة حروب تتوجت بالمعركة المذكورة التي دمرت الة حربها الصهيونية البشر والحجر ولم يتبق لكثيرين من اهلنا الغزيين سوى بعض الواح زينكو تقيهم حر الشمس ولكنها لم تستطع الصمود امام اول مطرة.
المصيبة اننا وبعد هذا الفشل الاستراتيجي في قياس معايير النصر والهزيمة ما زلنا نتنقل بين العواصم نبحث عن من يعيننا على اعادة بناء ذاتنا وكاننا مصابين بالشلل وعلى امل ان نعيد او نستعيد ما نملكه من قوة وهو وحدتنا الوطنية التي لا نملك بعد الله غيرها والتي وللاسف قصم ظهرها الانقسام الخياني الذي بدوره ادخل مشروعنا الوطني الى حجرة الانعاش.
التنقل بين العواصم اصبح شيء معيب ومهين ولا يليق ابدا بقيادات شعب الجبارين وفي هذا السياق نؤكد على ان من لا تجمعه القدس ولا يجمعه ما يحصل لشعبنا من معاناة بسبب بطش الاحتلال لن تجمعه اي عاصمة في العالم حتى لو كانت معشوقتنا الجزائر وعليه نقول لهذه القيادات ان يتقوا الله في شعبهم، اذ لاادري كيف يستطيع اي قائد فلسطيني ان ينام في الليل وفي مخيلته بشاعة ما حصل لعائلة الصالحية وقرابة المائة من جنود الاحتلال يقتحمون المنزلين من الشبابيك والابواب في ساعات فجر الاربعاء وينكلوا بافراد العائلة والمتضامنين معهم تطردهم وتسجنهم ثم تساوي منزليهم بالارض بارغم من ان المنزلين ملك خالص لهذه العائلة المقدسية وهما اكبر من عمر الاحتلال وكيانه باكثر من نصف قرن ، وكيف ينام المتشبثين بحكم غزة وهم يشاهدون غزة كلها تغرق من المطر بسبب سوء ادارتهم وعجزهم عن ترميم ما دمرته الحروب من بنية تحتية ومياه الامطار تجرف ما تبقى لضحايا هذه الحروب الذين هُدمت بيوتهم لا لذنب اقترفوه سوى انهم يعيشون تحت حكم حماس في غزة.