إبادة جماعية على يد عصابات “بلماح” ما لا تعرفه عن مجزرة عين الزيتون !
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
تقرير خاص: نادين عثمان
مرت فلسطين بمعارك عدة ومجازر لا حصر لها منذ تاريخ الحصار مع كل من احتلها وطمع في خيراتها، كان أبرز هذه المجازر مجزرة قرية عين الزيتون عام 1948، والتي استشهد فيها نحو 70 أسيراً فلسطينياً من قبل عصابات “البلماح” وتعابر هذه من أبرز المجازر البشعة والدموية التي لا يعرف عنها الكثيرون ،وكان من أعقاب هذه المجزرة أن سقطت مدينة صفد بأيدي العصابات الصهيونية.
عين الزيتون قضاء صفد
وتعد قرية عين الزيتون ضاحية لمدينة صفد لقربها منها، وتبعد عن المدينة كيلومتراً واحداً فقط، وكان يبلغ عدد سكانها عام 1945 نحو 800 نسمة ونشأت في أحد الأودية المنحدرة من جبال الجليل الأعلى.
وسُجلت مساحة القرية 35 دونماً حيث كانت تضم 137 بيتا.
وقد امتدت عمرانياً قبل تدمير الصهاينة لها وزاد حجمها لأهمية موقعها، ولجودة أراضيها الزراعية، وتنوع مناخها ولروعة جمالها.
بداية المعركة الدامية
مع بزوغ فجر الأول من أيار/ مايو عام 1948، بدء التنظيم الإرهابي الصهيوني “بلماح” بقيادة موشيه كيلمان بمهاجمة قرية عين الزيتون.
في ذات الوقت أفصحت قوات “بلماح” عن الهدف الرئيسي لهذا الهجوم وهو السيطرة الكاملة على القرية تمهيدا لاحتلال صفد.
وشنت عناصر “البلماح” هجومها الدموي بقصف القرية الساعة الثالثة صباحاً باستخدام إحدى قذائف الهاون من نوع “دافيدكا” وكذلك بقذائف هاون تقليدية.
وكانت “الدافيدكا” تطلق قذائف هاون محلية الصنع، ورغم ضخامتها إلا أنها لم تكن مجدية بسبب عدم دقتها، ولكنها كانت تتسبب في ضوضاء وفوضى كبيرة عندما تطير وتنفجر.
وعلى الرغم من أنها بالكاد تسببت في إحداث خسائر، فإن السلاح كان فعالاً جدا في تثبيط معنويات المدافعين العرب الذين قيل إن بعضهم اعتقد أن الانفجارات كانت كأنها “قنابل ذرية”.
في حين كان عدد المقاتلين في القرية ما بين 50 إلى 70 شاباً مسلحاَ، وكان مجموع أسلحتهم لا يتعدى رشاشاً أو اثنين وما بين 40 إلى 50 بندقية لكل منها 25 إلى 35 طلقة.
وبالتزامن دخول القوات الصهيونية القرية تمكن معظم الشبان من مغادرة القرية لكن غالبيتهم وقعوا في أسر القوات الغازية.
وتمكن جنود “البلماح” الصهيونية من تدمير القرية وأحرقوا منازلها بالكامل.
ونقل عن أحد ضباط كتيبة بلماح، إيلاد بيليد، قوله: “رجالنا بدأوا بنسف بيوت القرية. نشوة النصر أعمتهم وأثارت هياجهم، فدمروا الممتلكات وكانوا يسحقون وينسفون وكانوا فرحين ويرون ذلك انتقام لما قام به العرب ضد يهود صفد وعين زيتيم”.
إعدامات جماعية
ووفق أحد التقارير التي كشفت عنها الصحافة العبرية ومن أبرزها كان تقرير صحيفة “هآرتس” العبرية فإن “30 سجيناً عربياً نقلوا إلى لواء غولاني”. وبعد يوم أو يومين، قام جنديان من قوات “البلماح”،بتلقي أوامر قائد الكتيبة الثالثة أوشيه موشيه كيلمان، بقتل عشرات السجناء في واد بين القرية وصفد، “وربما كان شبان قرية عين الزيتون من بين هؤلاء السجناء”. وتقول منظمة “الهاغاناه” الصهيونية إن “إجمالي قتلى قرية عين الزيتون بلغ سبعين شخصا”.
وحسب إفادة مقاتلين في المنظمات الصهيونية، فقد قيدت أيدي وأرجل الأسرى ثم ألقوهم في واد عميق في عين الزيتون وتركوهم لمدة يومين. ثم قرر كيلمان التخلص منهم تماماً.
بعد يومين، تسربت أنباء المذبحة وبسبب مخاوف عن وصول المحققين البريطانيين أو التابعين للأمم المتحدة، قام بعض الجنود بجمع الجثث ودفنها.
ووفقاً لشهادة أهارون يائيلي، الذي كان جندياً في ذلك الوقت، وقد حصل عليها المؤرخ الإسرائيلي أوري ميلشتاين، فإن “اثنين من الإسرائيليين قدموا من صفد وأخذوا 23 رجلا من عين زيتون، وجردوهم من ساعاتهم وأموالهم، وأخذوهم إلى تل وأطلقوا النار عليهم. وقد تم طرد العرب الآخرين نحو جبل الجرمق”.
ما بعد المعركة
واعتبر المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابي، أن المجزرة التي ارتكبت في عين الزيتون هي “إحدى المجازر الثلاث الأكثر شهرة”. وقد أدى تدمير قرية عين الزيتون وما تلاها من مجزرة إلى مخاوف لدى العرب في صفد وربما ساهم ذلك في تفريغ الكثير من القرى لاحقا.
وقد تمت عملية التدمير لترويع سكان صفد الذين كان في وسعهم أن يروا المشهد من التلال المجاورة، فقد أضعف مشهد تسويه القرية بالأرض معنويات السكان في المدينة وفي قرى الجليل الشرقي المجاور.
ويبقى الشعب الفلسطيني الصابر يحيي ذكرى المجازر الصهيونية وينقل صورة هذه الجرائم من جيل إلى جيل لكي لا ينسى قضيته العادلة