إحباط في إسرائيل بعد تراجع ترامب عن دعم خطة تهجير سكان غزة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

إحباط في إسرائيل بعد تراجع ترامب.. تسود حالة من خيبة الأمل في الأوساط السياسية الإسرائيلية تجاه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد التراجع الواضح عن دعم خطة تهجير سكان غزة، والتي سبق أن روّج لها ترامب علنًا قبل أشهر، واعتبرها جزءاً من رؤيته لحل الأزمة في القطاع.
وكان ترامب قد أثار موجة واسعة من الجدل عقب تصريحات علنية دعا فيها إلى تشجيع هجرة الفلسطينيين من غزة إلى دول أخرى، وهو ما اعتُبر حينها بمثابة تبنٍ أميركي غير مسبوق لرؤية إسرائيلية طويلة الأمد.
وعقب تلك التصريحات، سارعت جهات إسرائيلية إلى تقديم خطة متكاملة للإدارة الأميركية، تتضمن إنشاء ما يسمى بـ”مناطق انتقالية إنسانية” داخل القطاع وخارجه، بميزانية تُقدّر بملياري دولار، على أن تكون نواةً لمشروع “الهجرة الطوعية”، وفق ما ذكره موقع “واللا” العبري.
لكن بعد مرور نحو ستة أشهر، تشير مصادر إسرائيلية إلى أن الإدارة الأمريكية لم تترجم أقوال ترامب إلى خطوات عملية، وسط شعور متزايد بأن تصريحاته لم تكن سوى رسائل ضغط سياسية سابقة لزيارته إلى السعودية في مايو/أيار الماضي، والتي أسفرت عن توقيع اتفاقيات استراتيجية بين الرياض وواشنطن.
وترى مصادر إسرائيلية أن تحسن العلاقات بين ترامب والسعودية بعد تلك الزيارة، انعكس سلباً على حماسة الرئيس الأمريكي لمتابعة تنفيذ خطة التهجير. وتقول بعض التحليلات في إسرائيل إن الخطة كانت في الأصل “أداة ضغط على السعودية”، أكثر من كونها مشروعاً حقيقياً قابلاً للتنفيذ.
وتوضح المصادر أن إسرائيل، ومنذ إعلان ترامب ما وصف بـ”خطة ريفييرا غزة”، عملت بجد على البحث عن دول مستعدة لاستيعاب فلسطينيين من غزة، غير أن هذه الجهود لم تثمر عن نتائج ملموسة، وفشلت في التوصل إلى تفاهمات مع أي من الدول المعنية.
وفي الأشهر الأخيرة، غادر بضعة آلاف فقط من سكان غزة، في إطار ما تصفه إسرائيل بـ”الهجرة الطوعية”، إلا أن الأعداد كانت بعيدة جداً عن الأهداف المعلنة للخطة.
وتؤكد المصادر الإسرائيلية أن الولايات المتحدة وحدها تملك الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية الكفيلة بإقناع الدول باستقبال أعداد كبيرة من الغزيين، لكن غياب التحرك الأميركي الحقيقي يهدد بتجميد المشروع بأكمله.
وترى الأوساط الإسرائيلية أن تراجع ترامب عن دعمه العلني للخطة ليس انسحاباً كاملاً، بل هو “فرملة مؤقتة”، وسط أولويات جديدة تشكلت بعد انفتاحه السياسي على الخليج، خاصة الرياض، التي تعارض بشدة أي مشاريع تهجير جماعي للفلسطينيين.