إذاعة عبرية: الجيش الإسرائيلي يُنهي رصف نصف “محور موراج” الفاصل بين رفح وخان يونس

أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أن الجيش أتمّ رصف نصف “محور موراج”، الذي يفصل بين مدينتي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة، ضمن خطة توسعية ترمي إلى تعميق السيطرة العسكرية على المنطقة.
وبحسب الإذاعة، فقد تم الانتهاء من تعبيد 6 كيلومترات من أصل 12 كيلومترًا، وهي المسافة الكاملة للمحور الذي يمتد من حدود غزة الشرقية مع إسرائيل حتى منطقة ساحلية قرب موقع مستوطنة “موراج” السابقة.
وأظهرت مشاهد مصوّرة بثّتها الإذاعة عبر منصة “إكس”، أن الطريق لا يزال ترابيًا في عدة مناطق، وليس ممهّدا بالإسفلت.
وصرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في 14 أبريل/نيسان الجاري، بأن الجيش سيطر خلال عطلة عيد الفصح على محور موراج، مضيفًا أن السيطرة على هذا الطريق تُحوّل المنطقة الواقعة بين محوري فيلادلفيا وموراج إلى جزء من “الحزام الأمني الإسرائيلي”.
وأشارت الإذاعة إلى أن الجيش بدأ بوضع أبراج مراقبة على طول الطريق، وسط خطط لتوسيعه، حيث وصل عرضه في بعض المناطق إلى كيلومترين، ويمتد جنوبًا نحو رفح، دون أن يبلغ خان يونس بعد.
كما ذكرت أن مناطق بأكملها في رفح لا تزال قائمة، حسب وصف مراسلها الميداني الذي رافق القوات في المنطقة، في وقت كشفت فيه مصادر عسكرية لموقع “والا” العبري أن الجيش الإسرائيلي يعمل على توسيع سيطرته شمال القطاع، تحضيرًا لما وصفته بـ”مناورة مستقبلية” تهدف إلى تقسيم مدينة غزة.
وأفادت المصادر ذاتها بأن العمليات الحالية تركز على تفجير وتدمير مبانٍ، لا سيما في المناطق الحدودية الشمالية، ومحوري موراج ونتساريم، بالإضافة إلى رفح.
وادّعت إذاعة الجيش أن “الجيش قضى على معظم عناصر لواء رفح التابع لكتائب القسام خلال العمليات البرية السابقة، وأن من تبقّى منهم محاصرون حاليًا داخل رفح، بعد أن فرّ بعضهم سابقًا إلى منطقة المواصي”.
وفي المقابل، تؤكد مصادر فلسطينية ومؤسسات حقوقية أن الغالبية الساحقة من ضحايا الهجمات الإسرائيلية هم من المدنيين، خاصة النساء والأطفال وكبار السن، وسط استهداف واسع لمنازل ومراكز إيواء.
ووصفت الإذاعة “محور موراج” بأنه بات فعليًا تحت السيطرة الإسرائيلية من منطقة صوفا في رفح حتى البحر، مع وجود إشارات مرورية وحركة نشطة لآليات عسكرية.
وفيما يخص خان يونس، قالت الإذاعة إن الجيش لم ينفّذ تحركات برية في الجزء الجنوبي منها منذ عام، لكنها نقلت عن قادة عسكريين قولهم إن المرحلة الحالية “محدودة”، وأن هناك مراحل توسعية قادمة.
وأضافت أن الجيش يواجه صعوبات في تعبئة قواته، مشيرة إلى أن لواء الاحتياط الوحيد العامل في رفح يشارك فقط بـ60% من جنوده، وهو ما يناقض النسب المعلنة رسميًا والبالغة 85%.
وكان رئيس الأركان إيال زامير قد حذّر الحكومة في وقت سابق من أن النقص في عدد الجنود قد يحد من قدرة الجيش على تنفيذ خططه العسكرية، في ظل تصاعد المطالب المجتمعية لإعادة الأسرى، حتى لو استدعى الأمر وقف العمليات العسكرية.
وتكثف إسرائيل منذ 18 مارس/آذار هجماتها على قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا، معظمهم من المدنيين، وسط اتهامات واسعة بارتكاب جرائم إبادة، في ظل دعم أمريكي متواصل.