إنّهم يكذبون حتى في احلامهم
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كتب: فراس ياغي
تناولت صحيفة “هآرتس” في مقال حول المفاوضات الجارية في “الدوحة” معتبرة انها معقدة لانها تبحث نهاية الحرب على “غزة” وقد اشار الكاتبان “جوناثان ليز” و “جاكي خوجي” إلى ذلك في مقالهم: “مصدر سياسي: الأطراف تبحث في الدوحة ملفات تتعلق بإنهاء الحرب استعدادًا للمرحلة المقبلة” الصادر في 20/7/2025 ” وذكرت “صرح مصدر سياسي مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن لصحيفة هآرتس نهاية الأسبوع أن إسرائيل، ولأول مرة، تُجري محادثات مع حماس بهدف إنهاء الحرب.”
واضافت : “هذه المفاوضات تختلف عن الصفقات السابقة. ففي حين تناولت الصفقات السابقة إطلاق سراح الرهائن وإطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين “القتلة”، فإن هذه الصفقة تتناول بالفعل مسألة إنهاء الحرب. لذا، فإن كل شيء متشابك. الاتفاق معقد للغاية”، وهنا يحاول الكاتبان أعلاه التأكيد على أن الحرب قد إنتهت على “قطاع غزة” وأن الجانب الإسرائيلي بدأ لأول مرة بحث ذلك.
ويضيف الكاتبان في مقالهما “وبحسب المصدر، “تتناول هذه المفاوضات كيفية انتهاء هذه الحرب أو استمرارها، وما سيحدث في غزة، وكيفية إعادة جميع الرهائن. هناك بند كامل في إطار الاتفاق يتناول القضايا التي ستُناقش بشأن إنهاء الحرب. يمكن لكل طرف إضافة قضايا جديدة، وسيتم مناقشتها خلال 60 يومًا”. وأشار إلى أن الوفد الإسرائيلي توجه إلى الدوحة بنطاق عمل واسع وتفويض كافٍ. وأن هناك مرونة كافية للتوصل إلى اتفاق دون التخلي عن قضايا مثل احتياجات إسرائيل الأمنية.”
بالتأكيد هناك بند في الصفقة المطروحة لمدة ستين يوما يتحدث عن نهاية الحرب، وهذا البند يتناول أربع قضايا، الاول- هو شكل اليوم التالي للحرب ” طببعة الحكم في غزة”، والثاني- يتناول الترتيبات الأمنية، والثالث- الضمانات لانهاء الحرب، والرابع- يتحدث عن أن كل طرف من حقه إضافة موضوع للتفاوض عليه
صحيح أن الحرب على غزة قد استنفدت اهدافها وان مخطط “نتنياهو” بالإتفاق مع الرئيس “ترامب” هو العمل على إنهاؤها، ويذكر هنا ان رئيس الوزراء الإسرائيلي “تتنياهو” عندما سألوه عن موعد نهاية الحرب قبل شهرين، قال ستنتهي في الذكرى الثانية للسابع من تشرين/ اكتوبر، اي خلال شهرين ونصف، إضافة إلى انه ولأول مرة “نتنياهو” يتحدث في الغرف المغلقة عن شروط نهاية الحرب
نعم هناك مخطط للذهاب إلى نهاية الحرب، وخرائط إعادة الإنتشار التي عُرضت في”الدوحة” وعُدّلت اربع مرات، هي ليست سوى خرائط نهاية الحرب، حيث يبحث “نتنياهو” خطة بديلة لخطة التهجير والتي تستند إلى بناء معسكرات إعتقال بمسمى مدينة إنسانية أو خيام إنسانية، إذا المطروح بالاساس هو التهجير، ولكن إذا لم ينجح فسوف يذهبون نحو نهاية الحرب، عبر خطة تبقي أيضا ما أسموه “التهجير الطوعي” وخطط الخرائط أي إعادة الإنتشار جزء من ذلك.
لكن دعونا نقول ان المطروح مرتبط ببقية الملفات في المنطقة، و “نتنياهو” بحاجة لهدنة الستين يوما لكي يتم الإنتهاء من الملفات الأخرى المتمثلة في ملف “سوريا”، وملف “لبنان”، وملف “إيران”، خاصة أن الإنتهاء منها سيسهل الإنتهاء من ملف “غزة”، وهنا نشير إلى ان وزير الامن الإسرائيلي “كاتس” قال: “حسمنا الملفات في المنطقة ولم يتبقى سوى ملف “غزة” وملف “اليمن””، لكن الوقائع تشير غير ما يقوله “كاتس” لأن ملف “لبنان” لم يحسم وملف “إيران” كذلك، في حين ملف “سوريا” يُعتقد أنه في طريقه للحسم.
في ملف “غزة” فإن خطة “نتنياهو” تتمحور كما قلنا حول إعادة الإنتشار وفق الخرائط المقدمة لكي يتم التعامل مع “غزة” بمنطق التقسيم الجغرافي الجديد، بإعتبار أن المناطق العازلة وبما يشمل تلك المنطقة في “رفح” والملاصقة لمحور “فلاديلفي” هي مناطق تُصنف “جيم” وبقية المناطق في غزة تصنف على اساس انها مناطق “باء” أي إدارة ذاتية وإشراف أمني إسرائيلي، وهنا سيتم التعامل مع “غزة” وفقا للنموذج اللبناني ونموذج الضفة الغربية.
خطة “نتنياهو” تحظى بقبول أمريكي لأن الهدف النهائي هو تحقيق الأهداف عبر نزع سلاح المقاومة وكما يجري في “لبنان”، حيث لا إعمار مع وجود السلاح، وإستمرار عمليات الإغتيال والتدخل المباشر بمسمى عمليات امنية موضعية لدرء الخطر وتشجيع ما يسمى التهجير الطوعي، نعم ملف “غزة” كوضع نهائي سيكون جزءاً من المساومات بما يتعلق بتسوية الصراع “الفلسطيني الإسرائيلي” حينما يتم بحث توسيع “الإتفاقيات الإبراهيمية” التي سيتم طرحها في العام الثاني لفترة الرئيس “ترامب” اي عام 2026 والتي تندرج تحت شعار “السلام بالقوة” كما أعلن الرئيس “ترامب” ولا يزال وكما يتحدث “نتنياهو” عما يسميه التغيير الجيو سياسي.
قبل أكثر من أسبوعين بقليل كتبت مقال بعنوان “إنتخابات مبكرة أم جبهة حرب جديدة”، واشرنا فيه لمجمل الملفات التي يريدون حسمها حتى يستطيع الرئيس “ترامب” ان يطرح مشروعه المستند لمفهوم “السلام بالقوة”، واليوم وبعد ما حدث في “سوريا” ومفاوضات “الدوحة” التي ترسم إطار الى نهاية الحرب في “غزة” نستطيع إستقراء التالي:-
اولا- ملف سوريا دخل في مرحلة الحسم وعبر تنفيذ عملي لتفتيت “سوريا” إلى دويلات او كانتونات أو فدراليات، سوف تتبع للمركز في “دمشق” وفق اتفاقيات تَرسم طبيعة العلاقة، في حين هذه الفدراليات ستتمتع بإستقلالية ذاتية إدارية ومالية وامنية، وهذا سيمكن دولة الإحتلال من بسط نفوذها على منطقة واسعة في جنوب شرق وغرب “سوريا” بمسميات مختلفة أهمها توسيع المنطقة العازلة والمنزوعة السلاح الثقيل والمتوسط، إضافة إلى فتح ممر “داود” الذي سيربط الكانتون “الدرزي” ب “الكردي”.
الجولاني “الشرع حاليا” لم يُدرك أن من يُشكل خطر على “سوريا” الموحدة هي دولة الإحتلال، هذا إذا إفترضنا حسن النية، والحقيقة فإن مجرد مجيئ “احمد الشرع” والموافقة عليه دوليا وإقليمياً لكي يترأس “سوريا” ويصبح رجلها الأول، أثمانها كبيرة وباهظة جدا لأنها ستمس وحدة الجغرافيا والديموغرافيا السورية، خاصة أن الرجل ومجموعته المسلحة المتحالفة مع مجموعات أخرى تحمل تقريبا نفس الفكر، وأصبحت هي الجيش السوري والأمن العام، ولا يمكن وتحت اي ظرف ان تقبل فيها الأقليات “سابقا كان إسمهم مواطنين سوريين”، لأن عقيدة هؤلاء تتناقض كليا مع تربية وتوجه هذه المجموعات المسلحة التي تفتخر بذبح من تسميهم “النصيريين” و “الكفار”، وما حدث في الساحل السوري بذبح آلاف “العلويين” بإسم ملاحقة “فلول النظام” وما حدث ويحدث في “جبل العرب”، كلها مخططة لكي تطلب الأقليات الحماية، أي ان سياسة “الشرع” هي من تدفعهم نحو ذلك، وطبعا الحماية ستكون “إسرائيلية” فهي الآن تُعتبر سيدة وشرطي المنطقة، الخلاصة في الملف السوري أن عملية حسمه بدأت منذ أن تم إسقاط النظام السابق، ومسمى سيطرة الثورة والثوار على “دمشق” هي متطلب لإحداث الفوضى ولاحقا التقسيم، فأي ثورة هذه التي تنجح في إسقاط النظام بدعم إقليمي وفق مخطط “امريكي” وبمساعدة إسرائيلية اعلنها بشكل واضح “نتنياهو” حين قال: “نحن اسقطنا نظام بشار الاسد”، طبعا وكما يبدو خجل ان يقول وأتينا بنظام “الجولاني- احمد الشرع”.
ثانيا- الملف اللبناني…يشعر الأمريكي وفق معطيات لبنانية داخلية ان قصة نزع سلاح “حزب الله” ليست سوى مسألة وقت، خاصة أن الثلاثي الرئآسي في لبنان متفقين على ذلك ولكن ضمن واقع وظروف إسمها تمكين الدولة اللبنانية وأقلها وقف الإختراقات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية وتحديد زمن محدد للإنسحاب الإسرائيلي من الخمس نقاط التي سيطر عليها في الجنوب اللبناني…طبعا هذه المقاربة واقعيتها تصل الى حدود السراب، كون الإسرائيلي يرى أن يده طويلة وأنه لن يقبل بشيء إسمه “تمكين” الدولة اللبنانية، بل يتمسك بمفهوم “القوة” المقررة التي تفرض شروطها بالنار والحديد، فلا سيادة لأي دولة ضمن مفهوم “نتنياهو” إعادة رسم الواقع الجيو سياسي في المنطقة، عبر خرائط النفوذ والوصاية والإشراف الأمني التي ستشمل دول الحدود القريبة “سوريا ولبنان”، والضم القسري والتهجير للجبهات اللصيقة “الضفة الغربية وقطاع غزة”.
ثالثا- الملف الإيراني-
الرئيس”ترامب” كان واضحا “إيران بلا نووي سلمي او عسكري”،وفي حين كان وزير الأمن الإسرائيلي “كاتس” أوضح حيث قال: “جاهزين لإستئناف الحرب على إيران”، هذه التصريحات وغيرها حددت الخطوط الحمر أمام “إيران” وهي خطوط تمس السيادة وتتعارض مع القانون الدولي، لكنها تُشير بما لا يقبل مجال للشك، أن مسألة النفوذ الإسرائيلي وسياسة شرطي المنطقة هي من تقرر وتحدد الشروط، وحيث أن “إيران” لا يمكن أن تقبل بهذه الشروط المنافية لكل القوانين والأعراف، فقصة الحرب الأمريكية الإسرائيلية عليها ليست سوى مجرد وقت، وهذا الوقت كما يبدو قصير لأن الرئيس “ترامب” في عجلة من أمره لطرح مشروعه للشرق الأوسط، حيث يطمح للحصول على جائزة نوبل للسلام.
رابعا- الملف الفلسطيني بشقيه في “غزة” و “الضفة”..وهو الملف الرئيسي بالنسبة إلى “إسرائيل” و “نتنياهو” على وجه الخصوص، ويتبين ان الملف الفلسطيني مرتبط بحسم بقية الملفات وبحيث يجري الإنتهاء منه وفق مشروع تسووي يتناقض كليا مع مبدأ التهجير والضم الكلي للضفة الغربية، لكنه مرتبط بنظرة الرئيس “ترامب” ومفهومة نحو توسيع التطبيع بمسمى “الإتفاقيات الإبراهيمية” وإذا لم ينجحوا في فرض ذلك فالخطة البديلة هي التهجير والضم الكلي وفرض ذلك بالقوة العسكرية وبدعم كامل من البيت الأبيض في “واشنطن”، ومن الملاحظ هنا ان ملف “القدس” وملف “اللاجئين” قد تم إزاحتهما عن طاولة المفاوضات
يكذب الأمريكيون ومعهم الإسرائيليون في كل شيء حتى في أحلامهم، وهنا أقصد النظام السياسي الحاكم، لأن كل مخططاتهم تندرج في سياق تحرير اسراهم بدفع أقل الأثمان أولا، ثم الذهاب لتنفيذ مخططاتهم ومشاريعهم وفق رؤيتهم ثانيا.
الامريكي والإسرائيلي يتعاملون مع المنطقة ككل وفق رؤية تخدم مصالحهم الإقتصادية والأيديولوجية والسياسية، لذلك يستخدمون ادواتهم في الكذب على اقطاب محور المقاومة بمسمى الدبلوماسية الممكنة، وتحت يافطة منع الأسوأ، في حين ان الأسوأ قادم على كل المنطقة إذا ما تم تحقيق خططهم ومشاريعهم والتي يرون أنها ممكنة التحقيق عبر حسم كل الملفات وإنهاء شبه كلي لِ “محور المقاومة”، لذلك هم يعملون على صفقة الستين يوما لأنهم يريدون خلالها فعل ما لم يستطيعوا فعله خلال اكثر من سنة وتسعة شهور من الإبادة والتدمير وإستخدام شريعة الغاب كقانون في الحروب، شريعة توراتية تسمح بالقتل عبر التجويع، والقتل على ابواب نقاط المساعدات الإنسانية والقتل بكل انواع الأسلحة جنبا إلى جنب عملية تدمير ممنهجة لتحويل الجغرافيا لمنطقة غير قابلة للعيش للدفع بالتهجير كسياسة إستراتيجية.
الخلاصة
اثناء كتابتي لهذا المقال، اعلن المبعوث الامريكي “ستيف ويتكوف” وبشكل مفاجيء وغير متوقع عن إنهيار مفاوضات صفقة تبادل الاسرى، وتبعها تصريحات تهديدية كالعادة من الرئيس “ترامب”، وبدأ الإعلام العبري يتحدث عن خيارات رئيس هيئة الاركان “إيال زمير”، وبدأت معها جوقة إتهام “حماس” بانها السبب في ذلك، على الرغم من نفي الوسيطين المصري والقطري لإنهيار المفاوضات والاتهامات التي صدرت ضد حركة “حماس”، وبعيدا عن الاسباب التكتيكية التي ادت الى ذلك، أشير إلى التالي:
هناك اهداف إستراتيجية متفق عليها بين “واشنطن” و “إسرائيل”، وهذه الاهداف لن يتخلوا عنها، وتهدف بالاساس إلى تحويل “إسرائيل” إلى شرطي المنطقة ككل، الجميع يأتمر بأمره، وهذا سيتم إما عبر فرض النفوذ التام وبموافقة الجميع خاصة في “سوريا” واعتقد ان حكام سوريا يتفاوضون على ذلك وهم في صدد القبول بكل المتطلبات ومن ضمنها الإشراف الامني على دمشق “المقصود ان تعمل اجهزة امن الدولة في سوريا كما نموذج التنسيق الامني لدى السلطة الفلسطينية”، وفي “لبنان” لا يريدون حلول مشترطة، اي ان نزع سلاح “حزب الله” لا يقابله شيء، بل استمرار حرية الحركة الإسرائيلية في “لبنان” حتى مع نزع السلاح، اما في “إيران” فموعدها قادم بالحرب والمحاصرة…وإذا لم يتحقق النفوذ عبر الموافقة بالإكراه، فسيتم تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية وإثنية.
اما بما يتعلق بالفلسطيني فمهما كانت الحلول المطروحة، فخطتهم لتهجير جزء من سكان قطاع غزة مستمرة، وايضا ذلك سينعكس على الضفة بتعقيد الحياة والمعيشة لفرض التهجير الطوعي، والحل المطروح سيكون كيانية فلسطينية على جزء من الأراضي المحتلة عام 1967 وبما يشمل اغلبية “غزة” ما عدا المناطق العازلة وجزء من الضفة “ما يتبقى منها” مع وجود إشراف امني “إسرائيلي” كامل وهذا متطلب “سعودي” ليتسنى لها تزعم العالم السني، وقرار “الكنيست” الإسرائيلي الذي طلب من الحكومة الإسرائيلية بفرض السيادة على الضفة والبدء بالمستوطنات بكافة انواعها هي بداية الخطة المطروحة وجائت بطلب من “نتنياهو” لانه بعلم طبيعة المخطط “الامريكي”، لذلك يريد إستباق اي مخطط لتحديد الخطوط الحمراء التي لا يستطيع تجاوزها بمسمى قرار “كنيست”.
ولكل من يسأل عما يحدث ويرى أنه غير مبرر، اقول له: هناك قرار امريكي وإسرائيلي بعدم إغلاق اي ملف قبل حسم مفهوم النفوذ او التقسيم، اي أن الرئيس “ترامب” ورئيس الوزراء “نتنياهو” متفقين على ضرورة إخضاع المنطقة ككل ودولة “إسرائيل” الجديدة بالجغرافيا والنفوذ هي الحامي وهي الشرطي وهي الضامن للمصالح الأمريكية والقادرة على منع توجه اي دولة نحو “الصين” و ‘روسيا”، أي القضاء على محور المقاومة وعلى رأسه “إيران”.
إنهم يكذبون حتى في أحلامهم، وهذا يندرج ضمن سياق مشروع الرئيس “ترامب”، المسمى “توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية”، وهو مشروع يهدف الى تصفية القضية الفلسطينية، وفرض التطبيع على الجميع بمفهوم “السلام بالقوة”، وتثبيت “إسرائيل” شرطي للمنطقة، وتوسيع حدودها غير المحددة عبر ضم “الجولان” و “المستوطنات” و “غور الاردن”
هذا هو سلامهم، وكل ما يصدر عنهم يندرج في سياق “الكذب” وأحلام “نوبل للسلام”، إنهم يكذبون حتى في أحلامهم