اتجاهات تكنولوجية من الضروري الاستعداد لها بـ 2023..؟!
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
الخامسة للأنباء – وكالات
نشرت مجلة “فوربس” الأمريكية تقريرًا تحدثت فيه عن أهم الاتجاهات المستقبلية، المتوقعة في مجال الأعمال والتكنولوجيا.
وقالت المجلة، في تقريرها إن الصخب حول الذكاء الاصطناعي موجود منذ فترة ولكن إذا لم تكن تشارك بنشاط في العمل على التكنولوجيا فقد لا تدرك مدى انتشار الذكاء الاصطناعي في كل مكان. فنحن نستخدم الخوارزميات الذكية في محركات البحث وفي التسوق عبر الإنترنت والسفر والترفيه وإدارة المواعيد وتنفيذ مهام أخرى لا حصر لها.
وذكرت المجلة أن هذه الضجة لن تنتهي في القريب. وقد وصف ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة غوغل، الذكاء الاصطناعي بأنه “أكثر أهمية من النار أو الكهرباء” من حيث تأثيره على الحضارة الإنسانية. وسوف يستمر النظام البيئي المتقدم في تقديم حلول الذكاء الاصطناعي غير المبرمجة وتسهيل الوصول إليها.
سيكون التركيز القوي لنشاط الذكاء الاصطناعي في سنة 2023 حول زيادة عدد العمال. ولا شك أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي حتمًا إلى اختفاء بعض الوظائف البشرية مع ظهور وظائف جديدة مكانها. وسوف يفكر أصحاب الأعمال في التعامل مع هذا التغيير من خلال تمكين العمال من الاستفادة الكاملة من الأدوات الجديدة المتاحة لهم.
وأوضحت المجلة أن المحتوى الصناعي مجال آخر مثير للاهتمام، يتضمن تسخير الميزة الإبداعية للذكاء الاصطناعي لإنتاج صور أو أصوات أو معلومات جديدة لم تكن موجودة من قبل- مثلما يفعل الإنسان عندما يرسم صورة أو يكتب مقطوعة موسيقية. ومن شأن خوارزميات اللغة الطبيعية تمكين أجهزة الحاسوب من فهم الاتصالات اللغوية البشرية وإعادة إنشائها. وقد استخدمت هذه التكنولوجيا في التزييف الشهير لمقطع فيديو للممثل توم كروز والموهبة الميتافيزيقية التي أدهشت الجمهور في برنامج المواهب الأمريكي هذه السنة. ومن المتوقع أن تشهد سنة 2023 نمو استخدام هذا الشكل الإبداعي للذكاء الاصطناعي من خلال الترفيه والأعمال.
إنترنت المستقبل (الميتافيرس)
أفضل وصف لمصطلح الميتافيرس حاليًا هو “عالم رقمي شامل”. قد يبدو هذا الوصف غامضا بعض الشيء لكن لا أحد يعرف ما هي البيئات الشاملة في الإنترنت، لا سيما أن أقرب تجربة فيها ستكون بعد خمس سنوات. ومن جهته، يعتقد مارك زوكربيرغ أن الأمر سيتعلق بالواقع الافتراضي والواقع المعزز، بينما يعتقد مبتكرو منصات الشبكة الثالثة مثل “ديسنترلاند” أو “ساندبوكس” أنها ستتمحور أيضًا حول اللامركزية والبلوكتشين.
وأشارت المجلة إلى أن حديث مارك زوكربيرغ عن الميتافيرس في أواخر سنة 2021 جذب جميع أنواع الشركات الكبيرة المختصة في الأعمال المصرفية والأزياء والترفيه وألعاب الفيديو. وقد استفادت المنصات الحالية التي تفضل الميتافيرس مثل ديسنترلاند أو روبلوكس أو ساندبوكس لتأسيس أول “بؤرة” في الميتافيرس. وهم يأملون في التواصل مع الموجة الأولى من مستخدمي الميتافيرس. وربما لا تتوقع شركة فوريفير21 لبيع الملابس بالتجزئة جني الكثير من المال أو تحسين تجربة العميل العادي مع التواجد الذي أطلقته هذه السنة في روبلوكس، وإنما الهدف هو فهم الفرص واختبار التكنولوجيا المتاحة.
في سنة 2023، سيصبح بناء البؤرة في الميتافيرس والتجريب أكثر شعبية بين المؤسسات الأصغر، بينما بالنسبة للعلامات التجارية العالمية المشاركة أصلاً ستبدأ في إنشاء منتجات وخدمات متماسكة أكثر، وستكون المنتجات مخصصة للاستهلاك السائد بدلاً من كونها مجرد إثارة لمحبي التكنولوجيا والمتبنين الأوائل.
أوردت المجلة أننا سنشهد السمة المتنقلة وما بعد المتنقلة للميتافيرس، حيث سنستمر في التفاعل معه من أي مكان في العالم وعلى أي أجهزة نحبها، لكن الوضع الافتراضي لن يكون دائمًا على الهاتف الذكي. تشمل الطرق الجديدة التي قد نصل إليها ونجربها ونتفاعل معها سماعات الرأس والنظارات الذكية وحتى بدلات ردود الفعل اللمسية لكامل الجسم.
ستحاول الشركات التي ترغب في التأكد من أنها ليست متخلفة عن تلك التقنية إلى التفكير مليًا في شيئين: كيف ستستفيد من هذه الفرص لبناء منتجات وخدمات تقدم تجارب مجزية وأكثر شمولية؟ وكيف يمكنها الاستفادة من المنصات والأدوات التي أصبحت متاحة لجعل عملياتهم الداخلية أكثر مشاركة وكفاءة؟ وهذا يعني التركيز على بناء القدرات للعمل التعاوني عن بعد والتدريب والإعداد وإدارة المشاريع.
عالم قابل للتعديل رقميًا
أكدت المجلة أن قدرتنا المتطورة باستمرار على إعادة صياغة أي شيء رقمي في العالم المادي هي ما تجعل الميتافيرس تقنية قابلة للتطبيق في المقام الأول. لكن هذه الفكرة تذهب إلى أبعد من مجرد إنشاء تجارب شمولية عبر الإنترنت، حيث يمكننا تعديل الأشياء في العالم الرقمي بطريقة تؤثر على العالم الحقيقي. وخير مثال على ذلك التوائم الرقمية، حيث تقوم فرق سباق في الفورمولا وان بإنشاء توائم رقمية لسيارة السباق واستخدام العالم الرقمي لاختبار السيارة في أنفاق الرياح الافتراضية وعبر المحاكاة الرقمية. ويسمح لهم ذلك بتغيير مكونات السيارة في العالم الرقمي حتى يتم تحسينها قبل أن يصنعوا هذه المكونات ثلاثية الأبعاد في السيارة الحقيقية.
ويمكن أن نرى قدرات مماثلة لتحرير أو برمجة مواد العالم الحقيقي في تكنولوجيا النانو وذلك من خلال التلاعب بخصائص وتركيبات المواد بمقياس النانو، حيث يمكننا إعطاء ميزات جديدة للمواد مثل الدهانات ذاتية الإصلاح والملابس المقاومة للماء أو يمكننا تطوير مواد جديدة مثل الجرافين وهي أنحف وأقوى مادة معروفة حتى الآن.
وأشارت المجلة إلى أن الذروة في العالم القابل للتعديل هي من خلال التلاعب بالكائنات الحية مثل النباتات أو الحيوانات أو حتى البشر عن طريق تحرير المعلومات الجينية المسؤولة عن تطور تلك الكائنات وعملها. وقد مكنتنا مبادرات مثل مشروع الجينوم البشري من إنشاء تمثيلات رقمية ناجحة لخيوط الحمض النووي، وذلك من خلال تغيير الحمض النووي والبنية الجينية للكائنات الحية.
تفتح هذه التكنولوجيا مجموعة من الاحتمالات غير المحدودة، حيث تعني أنه يمكن تغيير أي سمة وراثية لكائن حي نظريًا. بناء على ذلك، يمكن تحصين الأطفال ضد الأمراض التي يكون آباؤهم عرضة لها، ويمكن كذلك تطوير محاصيل مقاومة للآفات والأمراض وتصميم الأدوية للأفراد وفقًا لتكوينهم الجيني.
إعادة بناء الثقة مع تقنية البلوكشين
كانت العمليات التي تنطوي على بناء الثقة بين طرفين عبر الإنترنت تتم من خلال وسيط. وقد كانت البنوك والشركات مثل “بايبال” تتحقق من هوياتنا وتعمل كضامن عندما نرسل الأموال إلى الأصدقاء أو العائلة، حيث تساعدنا خدمات مكافحة الاحتيال وآليات التحقق على الوثوق بشركات التخزين ومعالجة معلوماتنا المالية. لكن مركزية هذه الأنظمة تعني أنه لا يزال بإمكاننا الوقوع في مشاكل إذا ما فشلت الشركات التي تقدمها بشكل فعال في التصرف مع مراعاة مصالحنا.
وأوضحت المجلة أن الأسئلة المطروحة في سنة 2023 ستدور حول مبدأ اللامركزية، الذي ينص على إزالة السيطرة النهائية لمؤسسة أو شركة عن طريق استخدام الشبكات اللامركزية المبنية على الإجماع والتشفير. هذا ما يمثل اللبنات الأساسية لتقنية البلوكشين التي تُعد مجرد طريقة لتخزين البيانات أو تشغيل البرامج المنتشرة عبر أجهزة حاسوب متعددة لا يمكن لأي شخص التلاعب بها. هذا ما تبنته شركة الطاقة العملاقة شيل، حيث كشفت عن مبادرة مدفوعة بالثقة تستخدم البلوكشين لضمان دخول مصدر الطاقة المستدامة إلى شبكتها. وقد نسجت شركة تصنيع المشروبات ويليام غرانت على خطاها.
وأشارت المجلة إلى أن اللامركزية ستؤدي إلى طرق جديدة للتعامل والتواصل وممارسة الأعمال التجارية، حيث ستستفيد الآلات أيضًا من القدرة على إجراء معاملات آمنة فيما بينها، مما يسمح بمزيد من التشغيل الآلي لعناصر الأعمال والصناعة التي تتضمن أنظمة تفاعل مختلفة.
تراهن الشركات بشكل كبير على أن تقنية البلوكشين ستعزز علاقتنا بمفهوم الملكية الرقمية – وتغذي طفرة المستهلك في هذه العملية. وهي تقنية تستخدمها العلامات التجارية، بما في ذلك برادا وبالنسياغا، للسماح للمستخدمين “بإثبات” أنهم يمتلكون إصدارات رقمية أصلية من المنتجات الفاخرة التي يمكن عرضها في العالم الافتراضي.
عالم شديد الترابط والذكاء
تربط هذه الشبكة جميع الاتجاهات الأخرى معًا، من المستشعرات والأجهزة إلى البنية التحتية المتصلة التي تجمع البيانات التي نحتاجها لبناء ميتافيرس وإنشاء توائم رقمية وتدريب الآلات الذكية وتصميم طرق جديدة لتمكين الثقة الرقمية، فيما يُعرف بإنترنت الأشياء.
ونظرا لأننا اعتدنا على الأدوات والأجهزة الذكية، تتوقع المجلة استمرار التركيز على تمكين تفاعلات أكثر إفادة وتعقيدًا من آلة إلى أخرى. وبما أننا غالبًا ما نواجه مشكلات تواجه فيها الأجهزة صعوبة في الاتصال بسبب الأنظمة الأساسية وأنظمة التشغيل المختلفة، سنلاحظ في سنة 2023 مزيدا من العمل على تطوير المعايير والبروتوكولات العالمية التي يمكن للأجهزة استخدامها للتواصل مع بعضها البعض، لتكون أكثر فعالية وقادرة على مساعدتنا في أكثر من مهمة.
وأشارت المجلة إلى مجال آخر ألا وهو أمن إنترنت الأشياء؛ فبينما يمكن للأجهزة المتصلة تحسين حياتنا بعدة طرق، إلا أنها تخلق أيضا مخاطر أمنية. ومن المحتمل أن يكون لأي جهاز على الشبكة فجوة يخترق منها أي شخص البيانات المخزنة عليه. وبالتالي، سيكون تحسين القدرات الأمنية لإحباط مثل هذه الهجمات من أولويات الشركات التي تستثمر في إنترنت الأشياء وسيشمل أدوات قادرة على التنبؤ بأي اختراق بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
وأضافت المجلة أن شبكات اتصال الجيل الخامس والجيل السادس لن تجعل الأجهزة قادرة على التواصل بسرعة فائقة فحسب، بل ستضمن ارتباط المزيد من الأجهزة. ويمكن “تقسيم” الاتصال بينها – بحيث يتم وضعها في قنوات منفصلة لن تتأثر بأي شيء آخر يحدث على الشبكة، وبذلك سنحصل على أجهزة متصلة أكثر موثوقية لاستخدامها في الإجراءات الحرجة مثل الجراحة الروبوتية.
أما فيما يتعلق بالرعاية الصحية، فمن المرجح أن تكون سنة 2023 سنةً مزدهرة للمنتجات والخدمات التي تهدف إلى مساعدتنا في إدارة صحتنا ورفاهيتنا. فمثلا، تحتوي الإصدارات الأحدث من ساعات آبل على أجهزة استشعار متطورة قادرة على قياس مستويات الأكسجين في الدم ودرجة الحرارة، فضلاً عن تنفيذ عمليات مثل إجراء مخطط كهربية القلب. ونتوقع هذه السنة استحواذ غوغل على ساعات ذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية التي لها ميزات أكثر تعقيدًا.