الشهيد الصحفي محمد صبح عدسة الكاميرا التي أطفئتها صواريخ الاحتلال
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الشهيد الصحفي محمد صبح.. في صباح العاشر من أكتوبر 2023، فقدت الساحة الإعلامية الفلسطينية المصور الصحفي محمد رزق صبح، بعد أن استهدفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر خلال تأديته لواجبه المهني في توثيق جرائم القصف على غزة.
محمد، ابن غزة البار، وُلد في 29 يوليو 1989 عامًا، وأبًا لطفل اسماه “رزق” تيمنًا باسم والده وتخرج من جامعة الأزهر بغزة، حاملاً دبلومًا في الصحافة والإعلام. اختار أن يكون شاهدًا بعدسته على آلام الناس، وعمل مصورًا صحفيًا لدى وكالة “خبر الفلسطينية” ، مجسدًا بكاميرته نبض الشارع ومعاناة المواطنين.
استُشهد محمد أثناء تغطيته لاستهداف برج “حجي” السكني غرب مدينة غزة، في شارع المؤسسات، دون أي تحذير مسبق، في قصف متزامن أودى كذلك بحياة زميليه الصحفيين سعيد الطويل و هشام النواجحة. كان محمد حاضرًا دومًا في الصفوف الأمامية، لا يهاب الخطر، حاملاً كاميرته في وجه الطائرات.
عرفه الجميع بشخصيته المرحة وروحه المرحة، كان محبوبًا من الصغير قبل الكبير، يزرع البسمة في الميدان رغم الألم، ولا يتردد في تقديم العون لكل من حوله.
الشهيد الصحفي محمد صبح
قال طارق وشاح، صديق الشهيد الصحفي محمد صبح: “محمد لم يكن مجرد زميل في المهنة، كان قلبًا نابضًا بالحياة، صاحب روح مرحة لا تُنسى، وعدسة لا تخطئ وجع الناس. كان يعرف أن الكاميرا قد لا تحميه، لكنه أصر على أن تكون سلاحه في وجه الظلم. كان يقول دائمًا: ‘إذا ما نقلناش الحقيقة، مين راح ينقلها؟’.
في يوم استشهاده، كنت أعرف أنه سيكون هناك، في الصفوف الأمامية، حيث تُكتب الحكايات بدمٍ وصورة. لم يكن يبحث عن شهرة، كان يبحث عن العدالة وفضح جرائم الاحتلال.
رحلت يا محمد، لكنك تركت فينا مسؤولية ثقيلة، سنواصل المشوار الذي بدأته، وسنظل نرفع الكاميرا حيث يسقط الرصاص، فدمك أمانة، ورسالتك لن تُنسى.”
برحيل محمد، تخسر فلسطين أحد الأصوات البصرية الصادقة التي آثرت أن تحكي الحقيقة بعدسة لا تعرف المساومة. لكنه، كما يقول زملاؤه، لم يمت، فصوره باقية، وصوته الصامت يروي ما لا يستطيع أحد نسيانه.