مقالات الخامسة

الصفقة ستتحول لهدنة إنسانية في عيد الفطر

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كتب فراس ياغي

وفقا للمفهوم البرغماتي الأمريكي فإن أمريكا ستقول لإسرائيل ليس بالضرورة تحقيق كل الأهداف، تستطيعون التعايش مع الأهداف التي لم يتم تحقيقها.

لذلك أمريكا تسابق الزمن لمنع تصعيد في المنطقة ككل، وإيران مستعدة للمقايضة بوقف إطلاق نار دائم، والكارثة الإنسانية عصفت بالكل الدولي، والصحة العالمية ستعلن عن مجاعة في غزة في أيار/ مايو، والضغط الداخلي في إسرائيل يتحول إلى إنقسام اكبر مما قبل السابع من تشرين/اكتوبر.

وعليه فإن أمريكا تقود العملية التفاوضية الآن وترمي بثقلها وتضغط بقوة للوصول لصفقة، وهي معنية أكثر بإنهاء كل الحرب، فهذا يوفر عليها الكثير إقليميا ودوليا وفي الداخل الأمريكي.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

لكن الإسرائيلي لا يزال يعرض هدنة مؤقتة وليس وقف إطلاق نار دائم، ويرفض أن تتحول الهدنة إلى إلتزام بوقف شامل لإطلاق النار، هو مستعد لوقف المعارك في القطاع، أي وقف المناورة البرية، وبعد انتهاء الهدنة المؤقتة سيذهب لعمليات وفق الاحتياج ووفق المعلومات الاستخبارية، أي الإبقاء على مفهوم السيطرة الأمنية تحت عنوان التحديث الأمني الذي يعمل عليه الجيش في قطاع غزة.

الليلة قلت على فضائية الغد في برنامج نافذة على القدس، ان المؤكد هو الذهاب لهدنة إنسانية في عيد الفطر لمدة ثلاث ايام، وغير ذلك لا تزال هناك عقبات كبيرة سببها الموقف الإسرائيلي، فلا حلول وسط في عودة النازحين، ولا صفقة تبادل اسرى جادة دون وقف العدوان والإنسحاب من غزة.

وضربات المقاومة تحت عنوان حرب العصابات سيكون تأثيرها من الآن فصاعدا، قبل ثلاثة اشهر قلنا، تغيير المشهد في الداخل الإسرائيلي سيكون على المدى المتوسط والبعيد، خسائر بشرية، خسائر إقتصادية، ضغط دولي، إستعصاء عملياتي، وقلنا هذا سيبدأ بعد الشهر السادس من المعركة بالحد الأدنى ويتصاعد بعدها بشكل مطرد ليؤدي إلى قلب كل المشهد السياسي في إسرائيل.

إذا في نهاية الشهر السادس الحصاد في غزة هو كارثة إنسانية، وفشل إسرائيلي سياسي وعسكري واستراتيجي مقابل تحقيق نجاحات تكتيكية عملياتية، وهذا ما يدفع الأمريكي للضغط لوقف الحرب والبحث عن حلول سياسية.

أقول في النهاية لن تستطيع امريكا الوصول لمتطلباتها بسبب مجاملتها للإسرائيلي ومحاولة الضغط على حركة حماس والمقاومة لتحقيق ما تسميه الوقف التدريجي لإطلاق النار حتى الوصول لوقف دائم، اي ان الامريكي يتعامل مع المفاوضات تحت عنوان الحلول الوسط، بإعتبار لا عناصر مبدئية لديه، لان ذلك يعني الموافقة على شروط طرف على حساب شروط الطرف الثاني، بالنسبة له المرونة الإسرائيلية تستدعي مرونة من حركة حماس والمقاومة، اي لا يريد ان يفهم ان مرونة حماس تأتي في سياقات أخرى لا علاقة لها بالعناصر المبدئية.

لذلك فإن قصة الوصول لصفقة تبادل وفقا لشروط حماس والمقاومة لن يقبل فيها الإسرائيلي، وسوف تستمر المفاوضات دون تحقيق نتائج حاسمه، وهذا ما يريده نتنياهو وغالانت وجنرالات جيشه، استمرار المعركة وفق رؤيا جديدة، وادخال المساعدات، وعزل الجنوب عن الشمال، طبعا يرافق ذلك تصعيد في جبهة الشمال، وطبيعة وحجم التصعيد سيحدده الرد الإيراني، لكن ما سيتم الحصول عليه هو هدنة إنسانية في عيد الفطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى