بعد 25 عام على قمة كمب ديفيد..رؤية ياسر عرفات الصقرية
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كتب حسن عصفور
قبل 25 عام في شهر يوليو 2000، بدأت قمة كمب ديفيد الفلسطينية الإسرائيلية، شارك بها الخالد المؤسس ياسر عرفات ويهود براك وبرعاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، وكانت هي أخر اللقاءات السياسية التفاوضية بمسوى الصف الأول، قبل أن تذهب لاحقا في مسارات الوقت الضائع.
بداية، لم تأت القمة وفق تناسق تفاوضي كما سبق أن تم التوافق عليه خلال لقاءات عقدت في ستكهولم مايو 2000، بوفد فلسطيني ترأسه الراحل الكبير أبو علاء قريع ومشاركة حسن عصفور، مع وفد إسرائيلي برئاسة شلومو بن عامي وزير خارجية دولة الكان في حينه، كان يجب ان يستمر، لكن براك قرر ايقاف قناة ستكهولم، والطلب من كلينتون الذهاب إلى قمة ثلاثية مباشرة.
وكي لا تستمر محاولات التضليل السياسية التي تقودها أوساط عربية ويهودية وبعض فلسطينية، حول ملابسات قمة كمب ديفيد، ما سبقها وما تلاها، وما كان مواقفا بها، من الضروري التكذير بمحطات مساعدة قبل الذهاب بعيدا في استنتاجات لها أهداف خاصة تتوافق ومشروع يتم التحضير لها في اليوم التالي لحرب غزة.
بعد تراجع رئيس حكومة دولة الكيان نتنياهو عن تفاهم واي ريفر 1998، قررت أمريكا العمل على إساقط حكومته، وكلفت سفيرها مارتن إنديك (يهودي صهيوني من اصل أسترالي)، القيام بتلك المهمة، وقد تحقق لها الهدف في عام 1999، وفاز حزب العمل وتحالفه برئاسة يهود براك ليشكل حكومة جديدة، كان يفترض أن تعمل على تطبيق الاتفاق حول إعادة انتشار جيش الاحتلال من مناطق شمال الضفة وبلدات مقدسية، لكن براك تهرب بخديعة الذهاب لمفاوضات الحل الدائم.
كانت الاستجابة الأمريكية للرغبة الإسرائيلية أول الخطايا السياسية الكبيرة، التي لعبت دورا فيما تلاها من سقطات، بدلا من فرض تنفيذ تفاهم واي ريفر كخطوة تعزيزية لثقة فقدت خلال 3 سنوات منذ انتخاب نتنياهو 1996 حتى 1999 سقوط حكومته، ولعل إشارة أحد أعضاء الوفد الأمريكي ارون ميلر في مقال نشرها شهر يوليو 2025 حول عدم التحضير الجيد سببا فيما حدث لاحقا تعزز موقف الفريق الفلسطيني.
وخلال قمة كمب ديفيد، تقدم الرئيس الأمريكي بعناصر حول مفهوم التسوية خاص بمساحة الأرض ومفهوم السيادة، ولم تكن رؤية مكتوبه، تناول فيها مساحة دولة فلسطين بما يقارب الـ 95.5 من مساحة الضفة مع بحث التبادلية لاحقا، ولم تتطرق لأجوبة حول قضايا الحل الدائم كاملة، خاصة قضية اللاجئين.
ولكن، داخل تلك العناصر اشار الرئيس الأمريكي كلينتون إلى السيادة الفلسطينية لا تشمل تحت أرض البراق والمسجد الأقصى، انطلاقا من موقف يهويدي حول الهيكل، وبذلك وضع كلينتون القنبلة التفجيرية للمفاوضات، بعدما رفض الخالد المؤسس ياسر عرفات كليا، أي مساس بالسيادة الفلسطينية على ساحة البراق ومنطقة الجدار فوق الأرض وتحتها، انطلاقا من مبادئ أنها أرض فلسطيني خالصة، وكل ما لها وعليها حق سيادي، وما يرتبط بالمعتقد اليهودي ليس مكانه هنا.
ولم تمض ساعات حتى توقفت المفاوضات مصحوبة برسالة تهديد واضحة للخالد المؤسس ياسر عرفات، حملها شلومو بن عامي وزير خارجية الكيان وأمنون شاحاك، بأن من “ينكر ثقافة اليهود وتاريخهم في القدس والبراق لا مكان له”..تهديد لا يحتمل التاويل أبدا، وذلك قبل مغادرة مقر التفاوض، وبعدها أعلن براك أن ياسر عرفات لم يعد شريكا في عملية السلام.
محطة رئيسية تجاهلها كل من يحاول تمرير رواية التزوير اليهودية ويرددها بعض الإعلام العربي لحسابات لم تعد مجهولة، فيما الصمت عن غياب اي دعم عربي للموقف الفلسطيني وياسر عرفات.
وبعد عدة أسابيع انكشفت حقيقة “المؤامرة” عندما اقتحم الإرهابي شارون، الحرم القدسي يوم 28 سبتمبر 2000 بحماية جيش الاحتلال فكانت معركة أدت لاستشهاد عشرات من الفلسطينيين، ومنها بدأ منعطف جوهري جديد نحو المواجهة الكبرى التي تواصلت 4 سنوات حتى اغتيال الخالد 11 نوفمبر 2004.
بعد انطلاق حرب براك ضد السلطة الفلسطينية ومؤسساتها بالتوافق مع شارون، وقبل مغادرة كلينتون البيت الأبيض تقدم ما يعرف بـ “محددات كلينتون” للحل الدائم، محاولة في وقت ضائع وبعدما بدأت مواجهة عسكرية، كان الهدف الأساسي منها ليس الحل بل تسجيل موقف.
وتبيانا للحقيقة السياسية، لم يرفض الخالد ياسر عرفات المحددات بجوهرها، بل رفض فكرة تهويد القدس والبراق، وتلك كانت رؤية سياسية ثاقبة جدا، أكدتها الأحداث التالية، وعززها المخطط الأمريكي الإسرائيلي الراهن، في رد على كل محاولة للنيل من موقف مثل رؤية فريدة في قراءة مخطط بشكل مبكر.
ومحاولة وسائل إعلام عربية، ترويج أن ياسر عرفات لم يكن جادا في فكرة “عودة اللاجئين”، ليس سوى جزء من مؤامرة مشروع ترامب التهيجري وشطب قضية اللاجئين رمزا ومخيما، وما يحدث في قطاع غزة والضفة تأكيد صارخ، فقضية اللاجئين جزء من مفاوضات لم تكتمل ولم يتم المساس بها، ولا التخلي عنها، لذا ما تقوم به وسائل إعلام عربية عبرية هو جزء من خدمة المخطط التهجيري العام.
موقف ياسر عرفات من رفض تهويد البراق والمسجد الأقصى، حجر أساس لموقف الوطنية الفلسطينية، أكدت “الصقرية السياسية” لزعيم وقف وحيدا سنوات 4 في مواجهة المعركة الأطول ضد العدو الاحتلالي وراعيه الأمريكي.
ملاحظة: قبل كم يوم شهد بيت زوج ميلانيا “الأبيض”.ز زيطة وهيصة بوجود جندي جيش الاحتلال الأميركاني بعدما ما طلع من غزة..طيب ماشي افرحوا به..بس لما اليهود وفرقهم الإرهابية بتقتل شاب أميركاني فلسطيني في سنجل بتقلك خارجية ترامبيو آه معنا خبر..كان ناقضهم يقولوا وكنا شركا في قتله كمان..غريبة هاي ابدا.. الغريبة لو شلة ميلانيا زعلت..