الرئيسية

تخوف إسرائيلي من تدخل دولي لصالح الفلسطينيين على غرار حرب كوسوفو

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

مع تصاعد الاحتجاجات الإسرائيلية الداخلية الداعية لإنهاء حرب غزة، واستعادة الأسرى، تتخوف أوساط الاحتلال من تزامن هذه المظاهرات مع دعاية حماس الإعلامية التي باتت تغمر شاشات التلفزة، مما أثار مخاوفه من حدوث تدخل دولي حازم لإنهاء الحرب، وفرض شروط المجتمع الدولي على الاحتلال.

وحذر كوتي شوهام زميل تدريس في البرنامج متعدد التخصصات بكلية العلوم الإنسانية بجامعة تل أبيب، من تحول ما أسماها “ظاهرة نزع الشرعية عن إسرائيل إلى سلاح في أيدي أعدائه، في ظل تنصل الحكومة من مسؤولياتها، وإلقاء اللوم عليها على منتقديها، رغم أن ظاهرة نزع الشرعية عن الدولة في أرجاء العالم نشأ بسبب سلوكها، فيما الحكومة ذاتها وأنصارها يلقون بعبء فشلهم على عاتق الضعفاء من ذوي المختطفين وعائلاتهم والمعارضين للانقلاب القانوني”.

وأضاف في مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، أن “الدوافع وراء هذه المخاوف والتحذيرات هو القلق على مستقبل الدولة، والخشية من تكرار سوابق تاريخية سابقة تمثلت بفرض تدخلي دولي في الحرب على غزة تحت شعار “أسباب أخلاقية عالمية”، وهنا سأعود عبر نفق زمني إلى عام ١٩٩٩ وحرب حلف الناتو في صربيا على إقليم كوسوفو، التي نشطت فيه حركة ألبانية سرية سعيا لتحقيق استقلال المسلمين، وفي أعقاب عنف عرقي حاد، حاول المسيحيون الصرب، الذين أصبحوا آنذاك أقلية ضئيلة، الانتحار”.

وأشار إلى أن “أوجه التشابه بين أحداث صربيا السابقة، وما تشهده حرب غزة اليوم، أنه إذا ما قررت دول العالم أن “الحق والعدل” يتطلبان إقامة دولة فلسطينية، فهذا يجب أن يُؤرق الاسرائيليين، الذين يلجأون للعالم لإنقاذهم من سياسة نتنياهو، بينما تغمر دعاية حماس الشاشات، مما يعيد إلى الأذهان كيف انتُزعت كوسوفو من صربيا، حيث لم يكتفِ الناتو بوقف جرائم الحرب، بل قدم هدية للمسلمين، بالاعتراف بكوسوفو كدولة”.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

وأوضح أن “محاولة سلوبودان ميلوسيفيتش، رئيس صربيا آنذاك، لمحاربة المسلمين، تقارير مذعورة في وسائل الإعلام حول القتل الجماعي، وقصف الناتو صربيا وعاصمتها بلغراد بوحشية لمدة ثلاثة أشهر، دون تفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ودون سلطة قانونية، ولم يساعد إصراره على أن جيشه كان يعمل في إطار القانون الدولي صربيا، فاستسلمت، وتم إنشاء نظام دولي في كوسوفو، وفي 2001، فشل في الانتخابات، وتحت ضغط من حلف الناتو، تم تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي”.

وأضاف أنه “خلال محاكمته، ادعى ميلوسيفيتش عدم وجود سياسة للقتل المنهجي، وطرد المسلمين من كوسوفو، لكن الرواية الدولية تأسست بالفعل، وفي 2006، توفي أثناء احتجازه، قبل صدور حكم عليه، ويتذكره العالم كمجرم حرب، وفورَ هجوم الناتو العنيف على صربيا، أعلن فاتسلاف هافيل، رئيس جمهورية التشيك، أن مبدأ سيادة الدولة فقد أهميته في عصر العولمة، وحل محله مبدأ أسمى وهو حرمة كرامة الإنسان وحقوقه، معتبرا تدخل الناتو في كوسوفو نقطة تحول تاريخية، لأنه في القرن الحادي والعشرين، ستسود المبادئ الأخلاقية العالمية على السيادة، وستتصرف الدول الغربية وفقًا للحق والعدل، متجاهلةً “المصالح الوطنية الضيقة”.

وحذر أن “أوجه التشابه بين أحداث صربيا وتلك التي قد تقع هنا في فلسطين كبيرة، وإنني أشعر بالقلق إزاء التدخل الدولي في الصراع مع الفلسطينيين، لأنه في عصر الحقائق البديلة، ترسخت رواية أن الجيش الإسرائيلي يرتكب جرائم حرب في غزة، مما يعني تصاعد المطالبات بتسليم نتنياهو إلى محكمة لاهاي تحت ضغط دولي، إذا لم يكتسب ثقة الاسرائيليين مجددًا في الانتخابات القادمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى