تقرير: “إسرائيل” تستخدم الذكاء الاصطناعي في استهداف الفلسطينيين

ذكرت صحيفة واشنطن بوست، اليوم الاثنين، أن الجيش الإسرائيلي اعتمد بشكل متزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديث بنك أهدافه بشكل مستمر في قطاع غزة، مما أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين.
وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي يستخدم أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة لتسريع جمع وتحليل البيانات، ما يتيح له تنفيذ الهجمات دون توقف. وتُعد هذه البرمجيات مركزية في النشاط الاستخباراتي للجيش، حيث تقوم بتحليل صور الأقمار الصناعية ورصد الأنفاق وتحديد مواقع إطلاق الصواريخ بدقة.
ونقلت الصحيفة عن خبراء أن هذه التقنيات تعتمد على خوارزميات تنبؤية تستخرج معلومات دقيقة من صور الأقمار الصناعية وبيانات متعددة المصادر، مما يسمح للجيش بالتعرف على أنماط خفية تشير إلى أنشطة مثل حفر الأنفاق أو إطلاق الصواريخ.
ورغم ادعاءات المتحدث العسكري الإسرائيلي بأن الذكاء الاصطناعي يقلل من الأضرار الجانبية ويزيد من دقة الاستهداف، أظهرت التقارير أن هذه الأنظمة رفعت بشكل كبير عدد الضحايا المدنيين، نتيجة التركيز على كثافة الهجمات دون التدقيق الكافي في طبيعة الأهداف الميدانية.
وأشار التقرير إلى أن بعض البرمجيات المستخدمة في الحرب الحالية على غزة قد فشلت في تقديم تقييم دقيق لعدد الأشخاص المتواجدين حول الهدف، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الشهداء، بينهم نساء وأطفال.
في السياق ذاته، قال ضابطان سابقان في وحدة 8200 الاستخبارية الإسرائيلية إن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي كان من بين الأسباب التي أدت إلى فشل “إسرائيل” في توقع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. وأوضحا أن الوحدة ركزت بشكل كبير على النتائج التكنولوجية، مما حدّ من قدرة المحللين على نقل التحذيرات المهمة إلى القيادة العليا.
وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يسعى حاليًا لتعزيز كفاءة أنظمة الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تحسين تحليل الكلمات والمصطلحات المشفرة التي يستخدمها الفلسطينيون، مثل كلمة “بطيخة” التي تُشير إلى العبوات الناسفة، والتي استغرق الأمر وقتًا طويلًا لفك شيفرتها.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن الاعتماد المكثف على الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية يثير مخاوف أخلاقية بشأن استهداف المدنيين، لا سيما في ظل استمرار سقوط أعداد كبيرة من الشهداء في غزة.