حرب دامية، ومجازر بشعة يرتكبها الاحتلال في غزة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

تقرير الخامسة للأنباء – بسمة نصر
في السابع من أكتوبر وبعد أن استبسلت المقاومة الفلسطينية في غزة في اقتحام مستوطنات ومواقع الاحتلال الإسرائيلي على حدود غزة، وأوقعت في صفوف جنودهم القتلى والجرحى والأسرى كما احتجزت مجموعة من الرهائن رداً على اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى وانتهاك حرمته وقتل واعتقال أهالي القدس والضفة وانتصارًا للأسرى في سجون الاحتلال.
دقت طبول حرب دامية اختارت إسرائيل كعادتها أن تكون انتقاماً خالصاً من الأبرياء المدنيين في غزة، فقد أطبقت حصاراً كاملاً على غزة لا كهرباء ولا ماء ولا طعام ولا وقود، ثم بدأت تسقط أطنان القنابل المحرمة دولياً على منازل المواطنين المأهولة بالسكان دون سابق إنذار مرتكبة مجازر بشعة كان ضحيتها الأكبر أطفال ونساء آمنين في بيوتهم.
بين رحى النزوح والاستهداف
قصف البيوت على رؤوس ساكنيها تبعه تهجير قسري للسكان في مدينة غزة وشمالها تزامنًا مع إلقاء الاحتلال مناشير ورقية، تبعها اتصالات هاتفية عبر إسطوانة مسجلة يطالبون السكان بترك منازلهم والنزوح إلى جنوب القطاع.
تهجير تحت ضربات القتل الجماعي للسكان الذي لم يتوقف حتى وهم ينزحون، فقد استهدفت الطائرات النازحين أثناء سيرهم من غزة والشمال إلى الجنوب في الطريق الذي رسمه لهم مجرمو جيش الاحتلال الإسرائيلي ظناً منهم أنه طريق آمن.
لكنه الغدر الذي جُبل عليه كيان غاصب قام على حساب مذابح ومجازر لم يشهد لها التاريخ مثيل ، مذابح رصد لها الاحتلال من جديد ذات الهدف وهم النازحون ذاتهم الذين طالبهم بالخروج لأجل سلامتهم، فقد تعمد قصفهم بلا هوادة في المنازل والملاجئ والمشافي التي احتموا بها في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة وأوقع العشرات منهم شهداء وجرحى ومفقودين تحت الأنقاض.
أنت فلسطيني.. أنت مستهدف
لم يكن الأبرياء المدنيون وحدهم هدف إسرائيل الذي تباهي به أمام العالم بل كذلك طواقم الإسعاف والدفاع المدني والطواقم الصحفية التي منذ اللحظة الأولى هدف الاحتلال الأثمن الذي تعمَّد قصفهم بشكل مباشر كي يحجب الصورة ويعدم الصوت الذي ينقل حقيقة الإجرام الصهيوني لكل العالم.
بدأ مسلسل استهداف الصحفيين أثناء تغطيتهم مجازر القصف على غزة بقتل المصورين الصحفيين محمد الصالحي وإبراهيم لافي وفقدان الصحفيين نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد، ولم تكتف شهية الاحتلال بمن قتلت بل تعمدت بعد أيام قصف الصحفي سعيد الطويل رئيس تحرير وكالة الخامسة للأنباء والمصورين هشام النواجحة ومحمد صبح اللذان يعملان في وكالة خبر فقد كانا يغطيان قصف برج حجي في مدينة غزة لتسقط إسرائيل صواريخ إجرامها بالقرب منهما لا على البرج !
حتى صباح اليوم الثاني عشر من حرب طوفان الأقصى خسرت المؤسسة الإعلامية الصحفية في غزة ١٣ شهيدا وأكثر من ٢٠ إصابة إلى جانب عشرات المؤسسات الصحفية التي تم قصفها وتسويتها بالأرض.
جرائم الاحتلال طالت كل شيء مدنيين وإعلاميين وطواقم طبية وفرق الدفاع المدني والإنقاذ ومتطوعي المؤسسات الدولية وموظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” .
لا مكان آمن
ليالي مفجعة يعيشها أهالي قطاع غزة كان أقساها ليلة أمس حين أبادت طائرات الاحتلال بقنابل أمريكية مستشفى المعمداني بغزة والذي كان يحتمي به آلاف النازحين والمرضى هاربين من حمم القنابل التي تسقط على بيوتهم في كل ليلة ، لكنها لاحقتهم وقتلت ما يزيد عن ٨٠٠ مواطن مع أطفالهم وعائلاتهم، كما أصيب المئات منهم في جريمة تخطت النازية والبربرية فلم يسبق لهذا العالم أن رأى مشفى تقصف على رأس من فيها .
جرائم الاحتلال حولت غزة لحفرة نار لا تنطفئ وجعلت أكثر من ٢ مليون فلسطيني في غزة شهداء مع وقف التنفيذ بعد أن مُسحت أكثر من ٧٠ عائلة في غزة من السجل المدني .
غضب عربي ودولي يعتبره المكلومون في غزة غير متكافئ مع ما يحدث من إبادة جماعية وتهجير قسري وتطهير عرقي بل اعتبروه خذلان يقتلهم أكثر من الصواريخ التي أتت على كل شيء في حياتهم وأحرقته وأحرقتهم معه .
إبادة جماعية
آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى عُرف مصيرهم، لكن هناك من بقوا تحت الأنقاض لازالوا ينتظرون من يزيل الركام عنهم، مهمة هي أيضاً في غزة تكاد تكون مستحيلة في ظل استهداف الاحتلال لطواقم الدفاع المدني وعدم توفر المعدات والوسائل التي لا تأتي شيئا أمام الدمار الهائل، إلى جانب منع الاحتلال دخول المعدات والمساعدات الإنسانية وإغلاق معبر رفح وقصفه في رسالة واضحة لا يفهم منها سوى معنىً واحد وهو قتل وتجويع وتهجير القطاع ولا شيء أكثر دلالة من حقيقة رصدتها اللجان والمراصد الدولية بأن الاحتلال قصف غزة بقنابل وصواريخ تعادل ربع قنبلة نووية خلال أيام قليلة فقط .
ربع قنبلة نووية أكلت أجساد الصغار والنساء وأفصحت للعالم عن حقيقته البشعة التي ستبقى وصمة عار أبدية على جبينه .