أقمار الصحافةثابت

حسن إصليح… عندما تتحول الكاميرا إلى شهادة وخلود

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

حسن إصليح… إعداد: سهر دهليز

وُلد الصحفي والمصور الفلسطيني حسن عبد الفتاح إصليح في 18ديسمبر 1987م، بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وأبًا ل4 أطفال (ولد و3بنات).

درس الإعلام في جامعة الأقصى بغزة، حيث بدأ شغفه بتوثيق الأحداث ونقل الحقيقة كمصور صحفي مستقل منذ عام 2009م.

كان أحد أبرز الصحفيين الميدانيين في القطاع، حيث عمل مع عدة وكالات محلية ودولية، منها ووكالة “أسوشيتد برس” و”CNN”. كان أيضًا مديرًا لوكالة “علم 24” الإخبارية.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

برز إصليح كأحد أبرز الصحفيين الفلسطينيين الذين وثقوا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث كان يتواجد في الخطوط الأمامية للأحداث، موثقًا الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين.

تميز بحضوره القوي على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تابع حساباته مئات الآلاف من المتابعين، معتمدًا على السرعة والدقة في نقل الأخبار، حيث اتسمت جميع صوره ومقاطع الفيديو التي وثقها بوسم “تصوير حسن إصليح”، الذي اعتبره المتابع علامة دامغة على مصداقيته بالتغطية

حسن إصليح

في 6 أبريل 2025، تعرضت خيمة الصحفيين التي كان يتواجد فيها بجوار مجمع ناصر الطبي للقصف، ما أدى إلى استشهاد زميله حلمي الفقعاوي والمواطن يوسف الخزندار، وإصابة إصليح وعدد من الصحفيين الآخرين بجروح متفاوتة.

ورغم إصابته، واصل إصليح نقل معاناة الفلسطينيين تحت الحصار والقصف، مستخدمًا حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي لتوثيق الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين.

في 13 مايو 2025، وأثناء وجوده في قسم الجراحة بمستشفى ناصر، استهدفت غارة إسرائيلية القسم، ما أدى إلى استشهاد إصليح و28 شخصًا آخرين، وفقًا لتقارير الدفاع المدني.

الصحفي هاني الشاعر يرثي صديقه الشهيد حسن اصليح قائلاً: “حسن كان إنسانًا بكل ما تعنيه الكلمة… فذ، شجاع، هادئ، خلوق، كريم، معطاء، لا يعرف الكلل أو الملل. كان قريبًا من الناس، من همومهم، من آلامهم. لم يكن يبحث عن الشهرة، بل عن الحقيقة والعدالة”.

وأضاف: “انتماؤه لقضيته كان نادرًا… سخر كل وقته وطاقته لخدمة الناس ونقل معاناتهم، لم يتوانَ لحظة عن حمل كاميرته والنزول للميدان حتى في أحلك الظروف… كان وكالة إخبارية متنقلة، يسبق الجميع إلى الحقيقة”.

وتابع: “الحديث عن حسن يطول، فقد كان أكثر من صديق… كان أخًا ورفيق درب إعلامي وإنساني، كان يلهمنا بتواضعه وثباته وإيمانه بما يفعل. رحيله فاجعة لنا وللأرض التي أحبها ودافع عنها بعدسته وكلمته”.

لم يكن رحيل حسن إصليح نهاية الحكاية، بل بداية أسطورة صحفي حوّل عدسته إلى سلاح، وصوره إلى وثائق دامغة، ودمه إلى شهادة خالدة لا تموت بمرور الزمن. غاب جسده، لكنه بقي حاضرًا في سجل الشرف، بين من حملوا الكاميرا على خط النار ودفعوا أرواحهم ثمنًا للحقيقة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى