“حل الدولتين”..نحو “دولتي اليهود” في فلسطين!

كتب: حسن عصفور
من داخل قاعدة المنصة الأممية الأهم، مجلس الأمن، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم 29 أبريل 2025، أن “حل الدولتين” (للصراع الفلسطيني الإسرائيلي)، يتلاشى ووصل نقطة اللاعودة، بعد 23 عاما عندما أطلق الرئيس بوش الابن ذلك التعبير الضبابي.
موضوعيا، ما قاله غوتيريش ومن مجلس الأمن، هي الرسالة الأشد تكثيفا للحقيقة التي حدثت خلال السنوات الأخيرة، ما قبل يوم النكبة الإزاحية 7 أكتوبر 2023، وما بعده، وهو ما تعلنه دولة العدو بشكل متلاحق، وتعمل من أجل خلق وقائع تهويدية في الضفة والقدس، حيث تمكنت من بناء نظام استيطاني كامل بها، بما يقارب 900 ألف مستوطن في “دولة تلمودية مصغرة”.
بالتوازي مع بناء دولة تلمودية كاملة الأركان في الضفة والقدس، تعمل بشكل متسارع لتدمير قطاع غزة، باعتباره مثل قاعدة للكيانية الفلسطينية المعاصرة، على طريق تنفيذ مخطط التهجير العرقي وفقا لمخطط ترامب، ما يلغي كل بعد كياني فلسطيني.
رسالة غوتيريش، قد لا تحمل جديدا من حيث الوقائع المتحركة منذ سنوات، لكنه نطقها بوضوح كامل، عله يثير حراكا سياسيا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وقبل أن يصبح ذلك معدوما تماما، وتنتقل القضية من “حل دولتين” بين فلسطين ودولة الكيان إلى “حل دولتين” بين اليهود واليهود، تلمودية في الضفة والقدس ويهودية في باقي فلسطين التاريخية، مع جزر سكانية فلسطينية.
الإشكالية الكبرى، لا تقف عند أفعال دولة اليهود، التي بات لها “جناحان” ما تم اغتصابه عام 1948 وما يتم بناءه في أرض 1967، بل طبيعة رد الرسمية الفلسطينية، التي ترى كل ما يحدث لكنها تغض الطرف كليا عما يجب أن تفعل حدثا لحماية ما يمكن أن يكون، بداية من انتفاض سياسي حقيقي، وتفعيل كل مكونات قرارات الشرعية الفلسطينية، المستندة إلى الشرعية الدولية حول تجسيد دولة فلسطين، وفك ارتباط بكل ما يخالف قرار دولة فلسطين.
أن تتجاهل الرسمية الفلسطينية تصريحات نتنياهو الأخيرة، حول دولة فلسطين دون فعل واحد، يمكن أن يكون حافزا لغيرها على المواجهة، فذلك شكل من أشكال التشجيع التهويدي، بعيدا عما يقال بين الغرف التي لا قيمة لها.
بالتوازي، هل أقلعت الرسمية العربية، ومؤسسة القمة والجامعة، عن فكرة دولة فلسطينية، وبدأت تفتح الباب لمشهد سياسي إقليمي قادم دونها، بعيدا عن البيانات والقرارات التي تراكمت منذ قمة اللاءات الشهيرة في الخرطوم 1967.
لم يعد هناك متسع من الوقت أمام الرسمية الفلسطينية، فإما أن تذهب لصدام سياسي مكتمل ببعد شعبي حماية لمنجر كياني تاريخي، أو تبدأ تستعد للتعايش في ظل دولة المستوطنين اليهود في الضفة والقدس، كمجوعة سكانية بلا حقوق قومية.
تنويه خاص: الحكم السوري الجديد متصور أنه “شرعنة” نظامه يمر عبر “بوابة يهودية”.. وزيرهم يلتقي بيهود سوريين بأمريكا هاربين من زمان سماهم جالية سورية..وأنه يقلك أنه بلدهم مش راح تعمل دوشة في المنطقة لأي حدا بما في الحدا هاي دولة الكيان..يا شرع شرعن حالك بس مش هيك..حبة حبه أبو احميد..ما تسمعش لرجب..