خطة أمريكية لإعمار غزة: ناطحات سحاب وشبكة قطارات بدلاً من أنفاق “حماس”
كشفت لقاءات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في إسرائيل عن ملامح خطة أمريكية لإعادة إعمار غزة، تتضمن مشاريع ضخمة مستوحاة من النموذج الصيني، بالإضافة إلى تشجيع بعض الفلسطينيين على الانتقال للعيش والعمل في دول عربية وإسلامية أخرى، مع توفير بنية تحتية حديثة لمن يختارون البقاء.
وتقوم الخطة على بناء أبراج سكنية شاهقة تصل إلى 50 طابقًا، حيث تُمنح كل عائلة تقبل الإقامة الدائمة شقة سكنية، مقابل مبلغ رمزي لمدة 25 عامًا، تصبح بعدها ملكًا لها، شرط التنازل عن حق العودة إلى بلداتها الأصلية التي هُجّرت منها عائلاتهم عام 1948.
كما تشمل الخطة التركيز على قطاعات الزراعة، السياحة، والتكنولوجيا المتقدمة (هايتك)، مع إقامة فنادق حديثة على شاطئ غزة، ومجمعات تشغيلية متكاملة، بحيث تكون مناطق السكن قريبة من أماكن العمل، كما هو الحال في المشاريع العمرانية الصينية.
إحدى أبرز النقاط المثيرة في الخطة هي تحويل أنفاق “حماس” إلى شبكة سكك حديدية تربط غزة بمصر، السعودية، الأردن، والضفة الغربية، ما يعزز الربط الإقليمي للقطاع. ويتوقع واضعو الخطة أن تستغرق عملية إعادة الإعمار بين 10 و15 عامًا، تسبقها مرحلة أولى تمتد لخمس سنوات لإزالة الركام وإعادة تأهيل الأراضي.
وخلال زيارته، بحث ويتكوف مع مسؤولين إسرائيليين مدى استعداد القطاع الخاص الإسرائيلي للمشاركة في استثمارات وشراكات عربية وفلسطينية ضمن المشروع. كما أكد أن اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار يسير بشكل جيد، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب ترغب في تسريع تنفيذ المرحلة الثانية، التي ستبدأ مفاوضاتها يوم الاثنين المقبل، تمهيدًا لإطلاق سراح جميع الأسرى.
ومن المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض الثلاثاء المقبل، بالتزامن مع بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق. ورغم معارضة بعض الوزراء الإسرائيليين لاتفاق تبادل الأسرى، شدد ويتكوف على أن الأوضاع في غزة تشهد هدوءًا غير مسبوق، وأن من مصلحة الجميع البناء على هذه المرحلة.
بدوره، أشار الوزير الإسرائيلي السابق إيفي إيتام إلى أن الاتفاق يسير بشكل إيجابي، مؤكدًا أن حكومة نتنياهو لن تسقط، رغم المطالب السابقة من بعض الوزراء المتطرفين باستئناف الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى. وأضاف أن واشنطن تدعم تنفيذ “عمليات عسكرية دقيقة” لمنع حماس من استعادة السيطرة على غزة، مشيرًا إلى إمكانية تدخل الجيش الإسرائيلي في بعض المناطق الاستراتيجية مثل محور نتساريم ومحور فيلادلفيا عند الحاجة.
