دلياني: العودة إلى شمال غزة… من التهجير القسري إلى أنقاض الإبادة

أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن وقف الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي، التي مثلت جزءًا أساسيًا من حرب الإبادة الجماعية المستمرة ضد شعبنا الفلسطيني في غزة، يعد محطة بارزة في مسيرة النضال الوطني الطويلة. وأشار إلى أن هذا التوقف للعدوان العسكري الإبادي الإسرائيلي، الذي سمح للعائلات المُهجرة قسرًا بالعودة عبر ممر نتساريم، يكشف حجم الكارثة الإنسانية التي خلفتها جرائم الحرب الإسرائيلية الساعية للقضاء على الوجود الفلسطيني.
وأشار القيادي الفتحاوي إلى أن تهجير أكثر من 1.9 مليون فلسطيني، أي ما يعادل 90% من سكان غزة، من منازلهم كان أحد أهداف حرب الإبادة الإسرائيلية التي أفشلها شعبنا بتمسّكه بأرضه. هذا التهجير القسري، وفقًا لدلياني، ترافق مع تدمير منهجي للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمنازل، مما حول أحياءً كاملة إلى أنقاض.
وأضاف: “تشير الإحصائيات إلى أن نحو 60% من البنية التحتية في شمال غزة أصبحت مدمرة بالكامل، في حين لا يزال أكثر من 20 ألف فلسطيني وفلسطينية مفقودين تحت الأنقاض. هذه الأرقام هي شهادات حية على التكلفة البشرية الهائلة لحرب الإبادة الإسرائيلية”.
وشدد دلياني على أن فرحة العودة التي تغمر الأسر تطغى عليها صدمة الدمار الذي لحق بمنازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم وأحيائهم. وقال: “العائلات لا تعود إلى منازل، بل إلى مقابر. هذه نتائج سياسات إبادة مدروسة تهدف إلى تعميق معاناة شعبنا المحاصر”.
وأشار المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح إلى أن العودة إلى شمال غزة ليست سوى بداية لطريق مليء بالتحديات. فقد فَقَدَت العديد من العائلات أجيالًا كاملة خلال خمسة عشر شهرًا من حرب الإبادة الإسرائيلية، حيث دفن الآباء أطفالهم في نفس الشوارع التي كانوا يعتبرونها جزءًا من أحيائهم وملاعبهم. ومع ذلك، أكد أن صمود شعبنا الفلسطيني ليس خيارًا بل ضرورة. وأضاف: “هذه الأرض لا تحمل فقط تاريخنا، بل هي أيضًا مستقبلنا وأحلامنا المشروعة بحياة قائمة على الحرية والكرامة”.
واختتم دلياني قائلاً: “على المجتمع الدولي أن يتجاوز الإدانة الشكلية ويعترف بالإبادة الجماعية المستمرة التي تُمارس ضد شعبنا الفلسطيني. لا يمكن تحقيق السلام الحقيقي والاستقرار دون محاسبة دولة الاحتلال الإسرائيلي على جرائم الحرب والالتزام الجاد بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان”. وأوضح أن عودة أهالي شمال غزة إلى مدنهم الجريحة هي رمز للإصرار على إعادة البناء ورفض الانكسار.