علي نسمان.. الفنان الذي ودّع الحياة بكلمة “النصر أو الشهادة”
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

علي نسمان الفنان.. أقمار الصحافة
في مساء يوم الجمعة، 13 أكتوبر 2023، ارتقى الفنان الفلسطيني علي نسمان شهيدًا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت قطاع غزة، بعد ساعات قليلة من نشره مقطع فيديو تحدث فيه عن “حتمية النصر أو الشهادة”.
نشأة ومسيرة فنية
وُلد علي عبد الله حسن نسمان في 15 أبريل 1985 بمدينة غزة، وهو أب لأربعة أطفال: جزيل (16 عامًا)، عبد الله (15 عامًا)، فخر (11 عامًا)، والحسن (6 أعوام).
أنهى دراسته الثانوية، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في إدارة المال والأعمال، بالإضافة إلى دبلوم في إدارة المنظمات، عمل لفترة في مجال النجارة، قبل أن يتجه إلى الفن والإعلام.
شارك نسمان في عدة أعمال درامية فلسطينية، من بينها مسلسل “الروح” و”بوابة السماء”، وكان له دور بارز في مسلسل “شارة نصر جلبوع” الذي روى قصة الأسرى الستة الذين حفروا نفقًا ونالوا حريتهم من سجن جلبوع في سبتمبر 2021.
صوت من تحت الركام
عُرف نسمان بنشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان يوثق جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة باستخدام هاتفه المحمول، وينقل هموم المواطنين ومعاناتهم تحت الحصار والقصف.
خلال الأيام التي سبقت استشهاده، نشر مقاطع فيديو يومية من تحت القصف، مؤكدًا صمود أهل غزة رغم التدمير.
كلمات الوداع
قبل استشهاده بساعات، كتب نسمان عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا): “أصدقائي.. ثقة بالله ورحمته.. إذا انقطعنا عنكم؛ فسنلتقي إما في القدس أو الجنة”، وفي مقطع فيديو أخير، قال: “وأنا بحكي معكم ممكن ينزل حجر بلوك عليا وتنتهي الرواية أو الرسالة وهو شرف عظيم”.
خلود نسمان: علي لم يكن زوجًا فقط.. كان قلبًا نابضًا بالحق
خلود نسمان في رثاء زوجها الشهيد الفنان والإعلامي الفلسطيني علي نسمان، مستذكرةً ملامح رجل لم يكن مجرد زوج، بل كان “قلبًا نابضًا بالحق” كما تصفه.
تقول: “كان علي يُنتج الفيديوهات التوعوية دائمًا، يعبر فيها عن واقع الناس، وينقل نبض الشارع الفلسطيني بكل تفاصيله”، مؤكدة أن ظهوره خلال الحرب لم يكن فقط من باب العمل الإعلامي، بل كان يحمل هدفًا أكبر: “كان يقوي عزائم الناس، يدفعهم للصبر والصمود والجهاد بالكلمة. لم يكن يبحث عن الشهرة، بل عن التأثير”.
وعن موقف العائلة من عمله، قالت خلود بثقة: “كنت الداعمة الأولى له ما دام على حق، لم أكن أخشى عليه شيئًا، كنت أعلم أن صوته سيصل، حتى لو خنقوه بالقصف.”
وتختم حديثها والدمعة لا تفارق عينيها: “علي كان شجاعًا، طيب القلب، لا يتردد في مساعدة أي إنسان هو شخصية لن تتكرر، ولن يعوضني عنه أحد”.
إرث لا يُنسى
ترك علي نسمان أثرًا كبيرًا في قلوب الفلسطينيين، حيث وصفه متابعوه بأنه “جبهة إعلامية بمفرده”، و“صوت غزة الذي لا يخفت”. رحل جسده، لكن كلماته وصوره ستظل شاهدة على صمود غزة وأهلها في وجه العدوان.
رحل علي، لكن صوته باقٍ، يصدح من تحت الركام، ها هي الحقيقة.. فهل من مُنصت؟