كلينتون حول إيران ونتنياهو..الحقيقة والاستخدام السياسي
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كتب حسن عصفور
لم تمر الضربة الأمريكية للمنشآت النووية في إيران، بشكل طبيعي داخل الولايات المتحدة، فقد فتحت جدلا حادا داخل المؤسسة الأهم “الكونغرس”، حيث اعبترها غالبية النواب الديمقراطيون، ورؤساء سابقين، بأنها إجراء “غير دستوري”، وذهاب إلى حرب دون موافقة قانونية.
النقاش الداخلي الأمريكي يكشف عمق الخلاف الجوهري في كيفية التعامل مع إيران، الحكم والبرنامج النووي، مع ما يثار من “مخاوف” غير واضحة، سوى القول أنها تدخل أمريكا في حرب بالشرق الأوسط ليست مطلوبة، ولا يسمح بها القانون، وإن المفاوضات مع طهران امتلكت مقومات النجاح قبل أن تقوضها الضربات الإسرائيلية، وأن إيران لم تشكل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة.
فيما ذهب الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون إلى سياق مختلف، عندما ربط حدث مفصلي له أبعاد إقليمية، ببعد شخصي مرتبط بسلوك رئيس حكومة دولة الفاشية اليهودية نتنياهو، والرغبة بالبقاء في يمنصبه أطول فترة مممكنة، “لطالما رغب نتنياهو في محاربة إيران، لأنه بهذه الطريقة سيتمكن من البقاء في منصبه إلى الأبد”. داعيا لوقف الحرب، وطمأنة “أصدقاءنا في الشرق الأوسط بأننا سنقف إلى جانبهم ونحاول حمايتهم”.
موضوعيا، حديث كلينتون عن نتنياهو يحمل كثيرا من “الحقيقة”، لكنه ذهب لاستخدام جزئية لوضعها في سياق استخدام سياسي لا يستقيم أبدا، مع مسار تطور الأحداث، والتي بدأت من حرب إبادة شاملة في قطاع غزة وانطلاق مشروع التهويد والضم في الضفة والقدس، على حساب المشروع الكياني الفلسطيني، ما يتجاوز كثيرا “البعد الشخصي”، في حرب تتجاوز كثيرا في أبعادها ما تم الإشارة إليه.
كلينتون، وهو الرئيس الأكثر دراية بحقيقة نتنياهو، وكراهيته للسلام والعداء التوراتي للفلسطنة، بأي مظهر كانت، لذا أصاب تماما بالقول، بأنه وترامب لا يريدان دولة فلسطينية، وهذا ليس هدفا شخصيا بل هي رؤية شاملة يعمل له منذ انتخابه عام 1996، وقاد عملية تدمير اتفاق “إعلان المبادئ”، خاصة بعد مفاوضات “واي ريفير” 1998 بعدما تم الاتفاق برعاية كلينتون، وعند وصوله لمطار اللد أعلن أنه لن ينفذ.
حديث الرئيس الأمريكي عن دولة فلسطينية، يبدو أنه موقف خاص بمن كان “راعيا” لاتفاقات منظمة التحرير 1993 – 1995 مع حكومة رابين، وقمة كمب ديفيد 2000 التي فجرها البعد التهودي لرئيس حكومة دولة الاحتلال في حينه يهودا براك، فالحديث عن دولة فلسطينية لم يكن جزءا من سياسية الرئيس الأمريكي بايدن، بل العكس تماما هو من قاد حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، ما يشير أن البعد الشخصي كان حاضرا في موقف كلينتون.
قد يكون مفيدا، أن تفتح الرسمية الفلسطينية خطا مع الرئيس كلينتون، وإمكانية الاستفادة من موقفه الخاص نحو مواجهة ثنائية ترامب – نتنياهو الرافضين للدولة الفلسطينية، والدفع نحو استفادة رئاسة “التحالف الدولي حول حل الدولتين” من موقفه.
رسائل كلينتون، تشير بوضوح كامل، إلى أن رفض الحرب العسكرية وخطوة ترامب ضد إيران، كونها مصلحة إسرائيلية دون أي ربط بمصالح أمريكية جديدة، فيما كانت إشارته حول “طمأنة الأصدقاء في الشرق الأوسط” وتوفير الحماية لهم، بأن هناك “مخاوف” من دول عربية من “خطر إيراني”، تقييم يحتاج كثيرا من التدقيق السياسي.
موقف “الديمقراطيين” في أمريكا يتجاهل بشكل غريب أن باب الحرب الإقليمية أطلقتها “الإدارة الأمريكية” بقيادة بايدن، بعد 7 أكتوبر 2003، وتقديم كل الدعم لدولة الاحتلال وحكومتها برئاسة نتنياهو، ما يضع النقد الراهن محل تساؤل حول الهدف الاستخدامي، ما يكشف القيمة الاسترايجية للشرق الأوسط في المعركة الداخلية الأمريكية ومستقبلها.
رسائل كلينتون تستحق القراءة، بعيدا عن التوافق او الاختلاف، لأنها حددت عناصر كاشفة حول فلسطين والترتيبات الإقليمية وتأثيرها اللاحق على المستقبل الأمريكي.
ملاحظة: من أغرب ما انحكى بعد القصف الأمريكاني للمنشآت النووية في بلاد فارس، ما حكاه وزير خارجيتها عراقجي أنه زوج ميلانيا خان إيران..واال يا حج هو كاين بينكم وبين ترامب “عهد تحت شجرة في قم”..مرات في حكي عفوي بس قيمته كتير مش عفوية..مش هيك عبوس..
تنويه خاص: باكستان..بلد كتير من “الواهمين” صدقوا أنها بدها تفزع لبلاد فارس لو هوبت عليها أمريكا..قبل خبطة النووي بكم ساعة..حكومتها طلعت بيان عرمرمي بس مش حربجي..قالك لازم نوبل تروح لمن يستحقها..ومن يستحقها طلع ترامب..مش قليل يا شهبار.. بس طلعت مش شريف الكلام ..يا “شريف” الإسم..