الرئيسية

لقاء بوهلر مع “حماس” يثير غضب تل أبيب ويثير تساؤلات حول توجهات واشنطن

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

ذكرت آنا بارسكي، المراسلة السياسية لصحيفة “معاريف” العبرية، أن الأوساط السياسية في تل أبيب غاضبة بشدة من المبعوث الأمريكي روجر بوهلر، بعد اجتماعه مع قادة حركة “حماس” بطريقة وصفتها وكأنه يلتقي بشركائه في نادي الغولف. وأشارت إلى أن القضية أُثيرت في اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر، حيث سادت أجواء من التوتر والغضب، خاصة لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزيره رون ديرمر، المسؤول عن القناة المباشرة مع واشنطن، اللذين اعتبرا أن اللقاء جرى دون علمهما وتحت أنظارهما.

وأضافت أن الوزراء تساءلوا عن دلالات الحدث، وهل يشير إلى تحوّل في سياسة واشنطن تجاه تل أبيب، مشيرة إلى أن بعض الأوساط زعمت أن ديرمر كان على علم مسبق بلقاء بوهلر مع “حماس”، قبل أن تتغير المعطيات لاحقًا وتكشف عن تورطه، لكن دون امتلاكه صلاحية إبداء رأيه.

وأوضحت أن اللقاء أثار تساؤلات حول مدى تفويض بوهلر، خاصة أنه ليس المسؤول الأول في هذا الملف، إذ يأتي في التسلسل الإداري بعد المبعوث الخاص للرئيس، ستيف ويتكوف. ورغم ذلك، تساءل البعض عن سبب عدم إقالته فورًا بعد الاجتماع، وما إذا كان ذلك مؤشرًا على توجه أمريكي جديد نحو فتح قنوات اتصال مباشرة مع “حماس”.

وأكدت بارسكي أن بوهلر، بحكم منصبه، يتمتع بصلاحيات واسعة تتيح له لقاء مختلف الأطراف لتحقيق هدف الإفراج عن الرهائن الأمريكيين، وهو ما جعل دوره أكثر تأثيرًا من الجنرال “غال هيرش”، المكلف من قبل نتنياهو بملف المختطفين الإسرائيليين.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

وأشارت إلى أن هناك مخاوف في تل أبيب من أن يكون بوهلر قد تصرّف بتكليف مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى لتحقيق إنجاز دبلوماسي، مثلما فعل ويتكوف عند نجاحه في التوصل إلى وقف إطلاق نار عشية تنصيب ترامب رئيسًا.

وأضافت أن بوهلر حاول التفاوض على إطلاق سراح رهائن أمريكيين دون علم إسرائيل، لكنه فشل في مهمته، وفي الوقت نفسه ألحق ضررًا بالجهود الدبلوماسية التي قادها ويتكوف. كما أن تصريحاته للإعلام زادت من تعقيد القضية بدلاً من تهدئتها.

واعتبرت أن اللقاء منح “حماس” نوعًا من الشرعية، ورفع سقف توقعات قادتها، وهو ضرر يصعب إصلاحه بسرعة.

وختمت بارسكي بأن الحادثة تحمل رسالة تحذيرية لصناع القرار في تل أبيب، خاصة لأولئك الذين يعتقدون أن إدارة ترامب تقف إلى جانب إسرائيل دون تحفظات. وأشارت إلى أن ترامب يتبع نهجًا مختلفًا، يركز على المصلحة الأمريكية والمرونة في اتخاذ القرارات، وهو ما ظهر جليًا في تعامله مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي. ودعت المسؤولين الإسرائيليين إلى توخي الحذر في التعامل مع المواقف الأمريكية المتغيرة، سواء فيما يتعلق بغزة أو المفاوضات مع “حماس”، مشيرة إلى أن الدعم الأمريكي الحالي قد يكون مؤقتًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى