الرئيسية

ماذا قال المفتي احسان عاشور عن اغتيال شيرين أبو عاقلة؟

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء _غزة
قال مفتي محافظة خانيونس الشيخ احسان عاشور أن الكلام في مسألة الترحم على موت من مات على غير الإسلام كثير، وأهم ما يمكن أن يقال في مثل موطن اغتيال الصحفية شيرين أبي عاقلة على يد الغدر الصهيوني أنه لا بد من مراعاة إمكانية التفريق بين الدعاء بالمغفرة، وبين الدعاء بالرحمة لمن مات على غير الإسلام، وقد قدَّم خدماتٍ جليلةً للمسلمين؛ فإن طلب الرحمة لأمثاله جائز؛ لأن الرحمة تقتضي تخفيف العذاب نظير ما قدم من خدمة للمسلمين، بخلاف الاستغفار؛ فإنه يستلزم طلب الغفران العام الذي يُدخِلُ الجنةَ، وهذا ما لم يأذن به الله؛ لقوله تعالى : ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) ( سورة التوبة/113)،

وأردف قوله أنه المقصود ليس الترحم كذلك؛ فيمكن أن يرحم الله العبد وإن لم يدخله الجنة، كأن يخفف عنه العذاب مثلاً، وهذا يعني أن الترحم لا يستلزم طلب دخول جنة، ولا غفران ما لم يأذن الله بغفرانه؛ كالكفر والشرك.
ويمكن أن يستدل لذلك بما أخرج البخاري من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أبو طَالِبٍ، فَقالَ: ( لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ، فيُجْعَلُ في ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ، يَغْلِي منه أُمُّ دِمَاغِهِ ) ، وبما أخرج مسلم عن الْعَبَّاس بْن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ، وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ: ” نَعَمْ، هُوَ فِي ‌ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ، وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ” .


وأوضح لذا فقد كان جوابي منذ الصباح لمن سأل عن الترحم على شيرين أبي عاقلة: الصمت أفضل من حرف البوصلة عن جريمة المحتل الغادر، وتقديم خدمة مجانية له بذلك، مؤثراً ألا أكتب في ذلك شيئاً،؛ لكن كثرة السؤال عن ذلك، وإثارة النزاع بهذا الشأن دعاني للبيان، والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى