الرئيسية

محامية تكشف معاناة الدكتور حسام أبو صفية في سجون الاحتلال

تواصل سلطات السجون الإسرائيلية سياساتها التعسفية القاسية تجاه الأسرى الغزيين، وتتنوع أساليب هذه السياسات في منع الزيارات ولقاء المحامين فضلا عن التعذيب والتنكيل والتجويع.

تمكنت المحامية غيد قاسم من الناصرة، يوم الخميس الماضي، من زيارة مدير مستشفى كمال عدوان، الطبيب حسام أبو صفية، المعتقل منذ أكثر من 70 يوما، في سجن “عوفر” غرب رام الله، بعد أن قضى نحو 14 يوما في معتقل “سدي تيمان” سيئ السمعة.

وزيارة غيد قاسم هي الثانية من محام للطبيب أبو صفية.

تنقل الحقوقية في هذا التقرير شهادات أبو صفية عن الفترة والأوضاع التي مر بها، وقالت المحامية غيد قاسم التي زارت الطبيب حسام أبو صفية، إن “زيارتي للطبيب أبو صفية كانت نهار يوم الخميس الفائت 6 آذار/ مارس من الساعة 12:45 حتى الساعة 13:45 ظهرا، في سجن عوفر، وجاءت هذه الزيارة بعد محاولات عديدة مني ومن الزملاء”.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

وأضافت قاسم أنه “حتى تاريخ 10 شباط/ فبراير 2025 مُنع أبو صفية من لقاء أي محام، وكان رفض واضح من السلطات الإسرائيلية للقاء أي إنسان مع أبو صفية لئلا يوثق الانتهاكات التي حصلت”.

قصة الاعتقال

وعن اعتقال ونقله بين السجون الإسرائيلية، قالت قاسم إنه “اعتقل الجيش الإسرائيلي أبو صفية نهار 27 كانون الأول/ ديسمبر 2024 من محيط مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة الذي هو مديره، بسبب رفض أبو صفية الانصياع لأوامر الجيش بإخلاء المستشفى، لأن ضميره ومهنيته أوجبت عليه البقاء في المستشفى خصوصا مع وجود العشرات من المرضى والأطفال المصابين”.

وتابعت قاسم أنه “منذ لحظة الاعتقال نُقل أبو صفية لمعتقل سدي تيمان سيئ السمعة، وعُزل لـ14 يوما، فيما بعد نُقل إلى سجن عوفر وعُزل لـ25 يوما، عقب العزل نُقل لقسم 24 مع بقية المعتقلين الغزيين، وهو أحد القسمين الذي يتواجد فيه معتقلون من غزة بالإضافة لقسم 23، في محاولة لعزلهم عن باقي المعتقلين والأسرى من الضفة والداخل”.

وعن التحقيق مع أبو صفية، قالت قاسم إن “أطول فترة تحقيق تعرض لها أبو صفية كانت لمدة 13 يوما متواصلة، وكل تحقيق يمتد من 8 حتى 10 ساعات، وتعرض خلال كل هذه الفترات لتنكيل وتعذيب واعتداءات مستمرة وبشعة جدا”.

وعن أول ما سأل عنه أبو صفية خلال اللقاء مع قاسم، قالت إنه “قبل اعتقاله بشهرين استشهد نجل أبو صفية في غزة، وبسبب الأوضاع لم يتمكن من دفنه بشكل لائق وفي مقبرة، فكان دفنه مؤقتا في محيط مستشفى كمال عدوان، وعند بدء اللقاء كان همّه الأساسي وأول أسئلته إذا تم نقل الجثمان ودُفن نجله بشكل لائق وكريم أو لا، بالإضافة لموضوع فقدانه والدته التي توفت بعد اعتقاله بـ10 أيام”.

وعن مدى معرفة أبو صفية عن الصدى التي أحدثتها قصة صموده في المستشفى واعتقاله، قالت قاسم إنه “لم يكن يعرف أبو صفية عن أن قضيته أخذت كل هذا الصدى الإعلامي المحلي والعربي والعالمي، هم معزولون داخل السجن بشكل شبه تام، ولا يعرفون ما الذي يجري في الخارج ولا التطورات الجارية في غزة”.

وعن أوضاع الأسرى الغزيين داخل السجون، قالت قاسم إن “وضع كافة الأسرى داخل السجون كارثي ويرثى له، لكن بشكل حصري وتحديدا وضع الأسرى الغزيين استثنائي وصعب أكثر، لأنه لا يوجد لديهم تجربة أسر سابقة، وكان هناك استفراد بهم من قِبل مصلحة السجون، بالإضافة فصلهم عن أسرى الضفة والداخل الذين لهم تجربة داخل السجون”.

مسلخ للتعذيب والانتهاكات

وعن مشاهد التعذيب والقمع التي رواها أبو صفية لقاسم، قالت “إذا ما تحدثنا عن معتقل سدي تيمان فهو مسلخ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، التعذيب والانتهاكات والتجويع فيه غير مسبوقة. نتحدث عن أسرى مكبلين بالأصفاد منذ 10 أشهر، أسرى أطرافهم مبتورة دون علاج، أسرى طاعنين في السن مكبلين ومعصوبي الأعين، أسرى فقدوا من وزنهم 70 – 90 كيلوغراما، علاوة على موضوع البرد القارس، حيث إن الأسرى في أقفاص مفتوحة، أي أنهم يتعرضون للرياح ومياه الأمطار، ويجبرونهم على الجلوس على الأرض دائما ومنع الحديث مع بعضهم البعض، ومنع الصلاة وقراءة القرآن”.

وأكملت قاسم أنه “بالإضافة إلى العذاب النفسي بعد إيصال المخابرات معلومات للأسير الفلاني أن كل عائلته استُشهدت، بصرف النظر إن كانت المعلومة صحيحة أو لا فالأسير داخل السجن معزول تماما وليس لديه أي مصدر للمعلومات والأخبار إلا إذا سُمح بزيارته، وهذه المعلومات تترك أثرا سلبيا كبيرا على الأسير الذي يعاني أصلا من مآلات التعذيب”.

وعن التقرير الذي أعدته القناة 13 الإسرائيلية وظهور أبو صفية خلال، قالت قاسم إن “أبو صفية فوجئ بالتصوير الذي حصل، لم يتم إخباره ولم يكن يعرف أن هناك تصويرا، ولا الجهات التي صورته، وبعد اللقاء استفردوا به وتعرض لإهانات وضرب وابتزاز وتعذيب”.

وعن الوضع القانوني لأبو صفية، قالت قاسم إن “السلطات الإسرائيلية حاولت تحويل ملف أبو صفية لملف أمني عادي بهدف تقديم لائحة اتهام، وبعد سلسلة من التحقيقات والتعذيب القاسي كي يوقعوه بأي شبهة يستندوا عليها بلائحة الاتهام، وبعد أكثر من 45 يوما لم يستطيعوا إيجاد شبهة ضده، أعادوا ملفّه لتعريفه الأول (مقاتل غير شرعي) وملف المقاتل غير الشرعي ليس له أي حقوق، إن كانت حقوق بالتمثيل أو لائحة اتهام، وفي كل مرة يتجدد قرار تمديد الاعتقال”.

وختمت قاسم حديثها بالقول إنه “عند انتهاء الزيارة تركت أبو صفية وهو بمعنويات عالية، وقد شدد على رسالة وجملة أن (الإنسان هو تاريخ، وتاريخه هو عبارة عن موقف يوضع ويُدرس)”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى